فاطمة الورواري.. 7 صنايع كتبت قصة كفاح الأم المثالية
الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 07:47 م
كمال القديري
حصلت على المركز الأول في تكريم الأم المثالية، وأصبحت الأولى على الجمهورية، بعدما ضحّت بحياتها من أجل بناتها وبلدها، سطّرت قصّة كفاح حقيقية الجميع يتحدّث عنها، وكرّمها الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن تكريم الأمهات المثاليات.
هي السيدة "فاطمة السيد أحمد الورواري"، الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية، ابنة عزبة الزهراء التابعة لمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية.
عملت في مجال البناء والتشييد منذ 45 عامًا لمواجهة أعباء الحياة خاصة بعد انفصالها عن زوجها، تاركا لها طفلتين، لتسطر قصة كفاح حقيقية، وبدأت مشوارها في المرحلة الابتدائية، حيث نشأت في أسرة متوسطة الحال وتعلمت البناء والمحارة من والدها منذ الصغر وفى الكبر بدأت العمل في العمار بمجال البناء والمحارة وتصنيع الطوب الأسمنتي وبيعه للأسواق، بالإضافة إلى تشطيب الشقق بجانب الدراسة.
كانت من هوايتها التصوير الفوتوغرافي الذي دفعها إلى افتتاح استوديو وتصوير الطلاب في المدارس، والتصوير المجاني للطلاب الأيتام وأصحاب الظروف الاقتصادية الصعبة.
تزوجت وأنجبت طفلة ولكن لم يحالفها الحظ وتعرضت للطلاق، ثم أكملت المرحلة الدراسية حتى وصلت إلى الالتحاق بكلية الحقوق بعد المعهد الفني التجاري.
من أعمالها الخيرية، تبرعت بـ 4 أفدنة أقامت عليها مسجد ومدرسة ودار مناسبات وعدد من المشروعات، ولقبت بالعمدة والقاضي العرفي الذي يحل مشكلات المواطنين والأستاذة والمرأة الحديدية، حاولت من خلالها كسر الروتين، وكان والدها معترض رحمة الله عليه، ولكن شعرت بذاتها عندما عملت في ذلك المجال.
حين حصلت على لقب الأم المثالية والأولى الجمهورية شعرت بالفرحة بعد الفوز وكاد أن يغشى عليها، وبكت حين أُعلن اسمها وكان الأولى على مستوى الجمهورية، وشعرت أن الله كلل جهدها.
قالت بعد تكريمها إنَّ الرئيس عبد الفتاح السيسي، اعترف بالسيدة المصرية الموجودة في الريف المصري وكان سعيد بالسيدات المثاليات، حيث وصلت السيدات في عهده لكل المناصب، وحصلت المرأة المصرية على كافة حقوقها في عهد الرئيس السيسى.
عرض محافظ الإسماعيلية عليها المساعدة وطرح المشكلات التي تعانى منها القرية ودونها لحلها، ورسالتها للأمهات المثاليات يستحقوا أن يكونوا أمهات على مستوى الجمهورية.
لدى السيدة "فاطمة" بنتان متزوجتان، ولديها أحفاد وامتهنت عدة مهن منها البناء والزراعة، وعملت سائق جرار، ومهن أخرى كثيرة، وتبرعت لبناء مسجد ومدرسة ودار مناسبات ومحت أمية 300 شخص من أهالي القرية.
ولا تزال تُلقّب السيدة "فاطمة 62 عامًا بالمرأة الحديدية بمحافظة الإسماعيلية، وأصبحت كلمتها كالسيف على رقاب أبناء منطقتها، والذين اعتبروها عمدتهم الشرعية، بعد أن دفعتها الظروف القهرية إلى أن تتخلى عن أمومتها وأحلامها، وأن تخلع روب المحاماة وتستبدله بجلباب الرجال وتناطحهم في مجال البناء والتشييد.
رغم رسوبها في الثانوية العامة لعامين لوفاة أخواتها، استكملت دراستها وحصلت على الثانوية منازل، والتحقت بالمعهد الفني التجاري بالزقازيق ولم يتوقف طموحها عن هذا الحد، فاستكملت دراستها وحصلت على ليسانس الحقوق من جامعة الزقازيق وفضلت العمل في مهنة المعمار التي توارثتها عن والدها، ظنًا بأن الوظيفة لم تحقق الدخل التي سوف تحققه من المعمار، كما عملت بهز الحجارة واستخراج الزلط.
لم تتوقف قصة كفاح الست فاطمة عند هذا الحد بل امتدت ليصل إلى ما هو أعمق وأجدر بالتحية والاحترام، خاصة بعدما أيقنت أن لديها دور مجتمعي وخدمي لا يقل أهمية عن دورها كأم، مستغلة مقومات المرأة الشقيانة القوية المعيلة، لتسير قاضي عرفي، تحل المشكلات بين الناس وتقيم الجلسات العرفية ويؤخذ بكلمتها عين الاعتبار.
ساعدت فاطمة، أبناء منطقتها، فأقامت مدرسة ذات الفصل الواحد لتعليم الأطفال وتبرعت بأرض لبناء مسجد، وأنشأت مصنع لتدوير القمامة، ونجحت في توفير فرص عمل لأبناء قريتها.
صمّمت على استكمال دراسة أبنائها، وتحقيق الحلم الذي كانت تحلم به، بأن يستكمل بناتها الدراسة، والحمد لله تحقق الحلم بالكفاح والمثابرة والصبر، وتعليم البنات الاعتماد على النفس والإيمان بالله، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها، واحترام الصغير قبل الكبير.
اقرأ أيضًا..