بعد تمردها على والدها.. رحلة «شريهان» من مُدرسة لفتاة ليل
الأحد 15/أغسطس/2021 - 06:28 م
محمد على
نشأت في أسرة متوسطة الحال، اسمها شريهان.ك، فى منتصف العقد الثالث من العمر، ترتيبها بين أخواتها الرابعة حيث إن عددهم خمسة، والدها يعمل موظفًا فى إحدى المؤسسات الحكومية، ترك قريته فى الصعيد وجاء إلى القاهرة حيث يوجد مصدر رزقه، كان راضيا بعيشته البسيطة وهكذا حاول تربية أبنائه على مبدأ القناعة والرضا بالقليل.
لكن شريهان خرجت من جلباب والدها وكانت تنظر إليه على أنه رجل بلا أحلام أو طموحات فى الحياة، كانت تنتظر اليوم الذي تتخرج فيه من الجامعة حتى تشق طريقها كما تخطط له وتحلم.
مرت الأيام واستطاعت شريهان أن تحصل على بكالوريوس تربية، وظلت تبحث عن عمل فى إحدى المدارس الحكومية مثلما كان يقول لها والدها أن الوظيفة أمان لكن لم تستكمل الفتاة المتمردة البحث وأثناء سيرها في شارع الهرم القريب من منزلها بالطالبية، وقعت عيناها على إعلان على إحدى الفنادق يطلب بنات للعمل فى الفندق فى قسم الخدمات.
وبالفعل بدأت تستلم مهام عملها الجديد وكانت راضية وفى قمة سعادتها، نظرا للمقابل المادى التى تأخذه نظير عملها، فى أثناء ذلك تعرفت الفتاة على زميلاتها بالعمل واستطاعت أن يكون لها صديقات جدد، يلتقين بعد عملهن فى المساء ويسهرن فى كافيه بشارع الهرم، وكانت نورا هي أقرب صديقة شريهان فى شلتها حيث إن شخصيتهما وطباعهما واحدة وكما أنهما متشابهتان فى ظروفهما، وفى إحدى المرات اقترحت نورا على شريهان أن تترك عملها حيث ان هناك فندق كبير يطلب فتيات للعمل والشروط التي يضعها تنطبق عليهما.
برقت عينا شريهان وفرحت لهذا العرض حيث أن المقابل هذه المرة أكبر من الوظيفة التى يعملون بها، وبالفعل تقدمت الفتاتان وبعد عدة أيام جاءهما اتصال تليفونى من موظف بهذا الفندق الكبير يبلغهما أنهما وقعا عليهما الاختيار، السعادة غمرت الفتاة وانشرح صدرها لكن المشكلة التى واجهتها وعلمت أنها ستكون بمثابة المانع الذي يحول دون التحاقها بهذه الوظيفة هى أنها سوف تتغرب وتسافر للعمل فى فرع الفندق بشرم الشيخ.
أخذ القلق يساور شريهان، ولم تعرف ماذا تفعل كى تقنع والدها للسفر للعمل بهذه المدينة الجميلة فى شرم الشيخ حيث الخيال والمناظر البديعة كما تسمع عنها هذه الفتاة، لكنها اقتنعت بالعمل الجديد الذي سيأخذها الى الثراء وتحقيق حلم حياتها للهروب من الفقر، بجرأة تحسد عليها فاتحت الفتاة والدها قائلة له: "بابا أنا عثرت على وظيفة بمرتب أحسن من اللى انا فيها دلوقتى والفندق أكبر وبمرتب أكبر" ، فأجاب الأب قائلا "وايه المشكلة؟، قالت، إن الفندق فى شرم الشيخ، وطبيعة العمل به 15 يوما هناك و15 يوما إجازة"، لم يتركها الأب تكمل كلامها قائلا: "لا أنا غير موافق، مفيش بنات عندى تتغرب وتبات خارج البيت !" .
صمتت الفتاة شريهان، ونظرت لوالدها بعدم رضا، ثم دخلت إلى غرفتها، ودموعها تذرف من عينيها،" كمحاولة أخيرة لاقتناص الموافقة من والدها، لكنه غير موافق رغم إلحاح الأم عليه حتى يوافق، كانت شريهان فى الحجرة تستمع الى حديثهما، واتخذت قرارها بالهرب، وبالفعل فى مساء هذا اليوم وبعد أن تأكدت أن الجميع راح فى النوم، حملت شنطة ملابسها والتقت بنورا زميلتها متجهتين الى محطة الأتوبيس وفى صباح اليوم التالى كانت فى الفندق تستلم عملها تاركة الهموم الى والدها الذي أبلغ عنها الشرطة بغيابها.
اقرأ أيضًا..
30 يوما مروا على عملها وظهرت ظروف جعلتها تترك عملها هناك اقترحت عليها زميلتها أن يعملان فى الرذيلة وبالفعل حولتا شقتهما إلى شقة للدعارة مقابل نظير مادي، فكانت تصطاد الرجال من أمام الكافيهات والفنادق نظير مقابل مادى 500 جنيه فى الليلة، إلى أن تم القبض عليها، وتم إحالتهما إلى النيابة التى باشرت التحقيق وأمرت بحبسهما، وتم إحالتهما إلى المحاكمة، وقضت المحكمة بالسجن عليهما بـ ثلاث سنوات.