شقراء في عالم الكيف.. ليلة سقوط جمالات تاجرة السم الأبيض
الأربعاء 11/أغسطس/2021 - 05:39 م
محمد على
هى صاحبة ملامح حادة، شقراء، الابتسامة نادرا ما تعرف الطريق لوجهها، نظرا للحياة الجافة التى نشأت وسطها منذ صغرها، كانت بمثابة الابنة الكبرى، تحملت المسئولية، شاهدت مواقف خلقت منها إنسانة قادرة على التحمل والصبر والجلد، صوتها يشعرك أنها لا تنتمي للجنس الناعم.
سيدة حولتها الظروف إلى ما يمكن أن يتم وصفه بأنها رجل فى زى امرأة، كبرت "ج.ك"، فى نهاية العقد الرابع، تصرفاتها وطريقة كلامها تجعلك تقول عنها أنها بمائة رجل، الجميع يعرفها فى فى الحى الذى تقيم فيها، أن سيدة جدعة، لكن يصفوها دائما بالغموض، أو هكذا هى أرادت أن تحدد علاقاتها بالأخرين حتى لا يعرف أحد عنها شيئا.
نشأت فى حياة قاسية أقرب ما يمكن وصفها بها بالبائسة، حيث عملت فى الكثير من المجالات، تحملت على عاقتها هموم لا يستطيع تحملها الرجال، لكنها حينما كانت تمر بازمة فى حياتها تقف على أرجلها مرة أخرى وتثق أنها وف تمر منها، إلا أن تعرضت لصفقة فقدت فيها الكثير من ثروتها وأموالها، وبالتالى أصبحت أسرتها وأهلها التى تنفق عليهم، وتتحمل أعبائهم معرضين للانهيار، بعد تفكير شديد، قررت دخول عالم تجارة الكيف وأن تصبح ديلر كبير منذ البداية، بدأت تسأل تجار الكيف الكبار فى بنى سويف، كانوا يتعجبون لأنه فى الصعيد نادرا ماتجد امرأة تدخل هذا العالم، فى تجارة الكيف وتوصيله للمدمنين للحصول على مكاسب كبيرة، كان هدفها فى الأساس ماتعرضت له من خسائر وسداد الديون.
فى البداية اتفقت مع تاجر الكيف الجملة على ان يعطيها كميات ليست بقليلة لتوزيعها على زبائنها التى كانت تتخيرهم بحرص حتى لا تسقط تحت قبضة الشرطة بسهولة.
اعتادت على الاستيقاظ مبكرا، لحظة شروق الشمس، تنظر إليها، تتحدث إلى نفسها، وكأنها يدور بينها وبين الشمس حوار، ولأن الطبيعة كانت قاسية فى بلدتها، اكتسبت هذه السيدة قوتها وصلابتها منها، لكنها تمردت على طبيعتها وقررت السير فى طريق الشيطان وبيع الموت السريع للرجال والشباب فى محافظتها ولكن بعيدة عن مكان إقامتها حتى لا تضر أحد تعرفه أو تربطه به صلة قرابة، ولكن فى نفس الوقت قررت أن تحوز سلاح نارى فرد محلى الصنع، وطلقات نارية لتحمي نفسها به، فهى لا تضمن أحد فى هذا المجال وحتى يكون حماية لها.
كانت "جمالات" وهذا هو اسم شهرتها بين زملائها وفى عملها، تطور فى طريقة تفكيرها كل يوم، تشعر أنها لابد أن تخرج سرها لأقرب الناس إليها حتى لا تكون تحت رحمة أى أحد، فالحياة وخبراتها التي اكتسبتها فى السنوات الماضية جعلتها تسير على مبدأ "احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة"، لهذا كان من الصعب القبض عليها بسهولة، لأن الشك ملازم لها، كانت تنتظر زبائنها فى مكان بعيد السكان وسط الصحراء وتوزع عليهم البضاعة.
وحينما كبرت وأصبحت تتعامل بمئات الآلاف قررت تطوير أسلوبها وهى الاتصال بزبائنها بالتليفون والذهاب لهم فى أماكن يتفقون عليها، أو هم يأتون لهم فى أماكن آمنة، وبالفعل بدأت نشاطها، وكل يوم يمر عليها يزداد نفوذها بداية كانت تتاجر فى الأفيون والهيروين بكميات بسيطة، وكانت تزيد من الكمية فى كل عملية.
وبمرور الوقت، أصبح لديها زبائن كثيرة، استعانت ببعض الأشخاص معها فى التوزيع، ولكن هناك من المدمنين من كان يطلب أقراص مخدرة تامول وترامادول، اضطرت العمل بها أيضا حتى لا تفقد زبائنهم، كما كان هناك زبائن يتصلون بها ويطلبون أفيون وأقراص مخدرة وترسلها لهم ديلفرى، بدأ نشاطها يكبر وأصبحت معرفة فى منطقتها أن تاجرة للكيف.
وهنا وصلت معلومة للإدارة العامة للمخدرات وبإعداد الأكمنة، تم ضبطها قبل تحركها ببضاعتها، داخل منزلها فى بنى سويف، وبمواجهتها، اعترفت بحيازتها لـ"4 فرد خرطوش، و6 طلقات لنفس العيار، و250 جرام أفيون، و300 قرص مخدر، و20 قطرة مدرابيد و50 جرام هيروين"، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
اقرأ أيضًا..