«الأستاذة فاطمة».. عندما انتصرت فاتن حمامة للسيدات بالفن السابع
استطاع فيلم "الأستاذة فاطمة" تقديم مجموعة قضايا اجتماعية شغلت المجتمع المصري في الخمسينات بشكل إبداعي وبنكهة كوميدية، تمكن من حبكها المخرج الأستاذ فطين عبد الوهاب، ومن قبله السيناريست علي الزرقاني، معتمدين على كوكبة من نجوم تلك الفترة، وعلى رأسهم سيدة الشاشة العربية وكمال الشناوي وعبد الفتاح القصري وغيرهم.
كان الفيلم مرآة صادقة عن المجتمع آنذاك عندما عبر عن نظرة المجتمع للمرأة وعن خطوته الأولى نحو تعليمها، ويظهر هذا الأمر جليًا عندما نلاحظ أن الفيلم من إنتاج عام 1951م، وأنه بعدها بعام نتج عن ثورة 52 مجانية التعليم، فكأنما كان الفيلم ضمن المنابر التي أصابت دعوتها آن ذاك، وتمكنت فاتن حمامة بدورها في الفيلم أن تظهر كيف كان تردد المجتمع وخوفه من اعتلائها المناصب ودخولها الكليات، وبخاصة إن كانت كلية كـ كلية الحقوق التي حظت آن ذاك بمكانة مرموقة، لما أحرزه بعض منتسبيها كـ سعد زغلول ومصطفى كامل، وغيرهم من قادة الثورة والتحرير آن ذاك، فكان دخول المرأة كلية كتلك هي خطوة جريئة وغريبة على المجتمع.
وتمكن الفيلم من إظهار ارتباك المجتمع من ظاهرة وصول المرأة لهذه المكانة خوفا على العدالة وعلى الأسرة ذاتها، لما قد يحدث لها من خلخلة وعدم استقرار، وهنا كان الفيلم بجانب المرأة ومبينا حقها وقدرتها على اعتلاء مثل تلك المناصب، وتجلى ذلك في المشهد التي تمكنت فيه فاتن حمامة من إثبات براءة زميلها كمال الشناوى.
ومن المشاهد الرائعة في هذا الفيلم، مشهد فاتن حمامة وهي تكلم زميلها عادل: « من هنا ورايح أنا هثبتلك إن الست ممكن تكون أعظم من أي راجل، أنا عارفة أنتم ليه عايزين توكسونا يا رجالة، ليه مش عايزنا نشتغل، عشان نفضل تحت رحمتكم، نقلعكم ونلبسكم ونبقى خدامين تحت رجليكم... لا دا كان زمان أيام جدي وجدك، أيام الحبرة واليشمك، دلوقتي فيه حرية مجال العمل مفتوح للراجل والست، قصدي أقول للست والراجل
= مجال العمل مفتوح للستات في ميدان الخدمة الاجتماعية
= بس! .. اصحى يا أستاذ الست دلوقتي بقت مديرة وسفيرة، الست دخلت البرلمان بقت شيخة ونايبة.
اقرأ أيضًا..