قالت الحاجة محاسن، والتي كست عيناها الدموع واعتصرها الألم، لتتحدث وسط البكاء على فقيدها، إنه كان عريسًا لم يهنأ بعروسته سوى بضعة أشهر بعدما أنهى فترة تجنيده والتي طالت لثلاث سنوات، مؤكدةً على أن نجلها لم يؤذ أحدًا قط، وأنها كانت تعمل في القاهرة لأجل الإنفاق على أولادها الستة، بعد ما مات منهم اثنان، وأصاب المرض جسد والدهم وبات غير قادر على العمل، وانتحبت وعلا صوتها بالبكاء: "كان هو عيني اللي بشوف بيها ومات رجلًا بيدافع عن حقه وعرضه".

 التقطت «رغدة» طرف الحديث رفيقة المجني عليه في مشوار الحياة، راح زوجي ضحية دفاعٍ عن ماله وعرضه، تؤكد على أن ممدوح فارق الحياة بين يديها وأن كل همه قبيل وفاته كان ألا يمسها مكروه: "مات في حجري وكان غرقان في دمه ولحد آخر نفس فيه كان كل همه إن مفيش حد يؤذيني.. منهم لله البلطجية ضربوه بالنار لما حاول يدافع عن حاجته".

كما عادت بالذاكرة لوقت زواجها من المجني عليه، لتشير إلى أنه لم يُغضبها يومًا أو يقسو عليها، وأنه كان طيبًا لا يعرف لسانه غير الكلام الطيب.

 

المشهد قبل الأخير كان على أبواب منزل الأسرة إبان تشييع جنازة الشاب؛ حيث حضر الآلاف من أهالي البلدة والبلاد والقرى المجاورة، يتهافتون على الحضور وتوديعه قبل تشييعه إلى مثواه الأخير ودفنه بقابر أسرته، فيما علت الأصوات والدعوات آنذاك تُطالب بسرعة ضبط الجناه وتقديمهم للعدالة والقصاص منهم على ما افترفته أيديهم في قتل الشاب دون أن يقترف ذنبًا يستحق عليه القتل.

 

بدأت جهود فريق البحث الجنائي آنذاك، والذي ضم رجال مباحث مركز شرطة صان الحجر، وأقرانهم بمركز شرطة أولاد صقر، كشفت عن هوية الجناة، وأنهم كلٌّ من: «السيد.م.ال.ع» وشهرته «بعكوكة» 19 سنة، سبق اتهامه في عدة قضايا متنوعة، و«محمود.م.س» عاطل، و«أحمد.م.ع» وشهرته «أحمد العزبي»، مُقيمون جميعًا بناحية قرية الصوفية التابعة لدائرة مركز شرطة أولاد صقر، وجرى ضبطهم والتحفظ على السلاح المُستخدم في الجريمة، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بإحالتهم جميعًا إلى محكمة جنايات الزقازيق، فيما جاءت أحكام المحكمة، النهائية، بحق المتهمين بالسجن المؤبد للمتهمين الأول والثاني، والسجن المُشدد لمدة 15 عامًا للمتهم الأخير.