سميرة موسى.. امرأة سبقت عصرها واختارت قدرها
الجمعة 06/أغسطس/2021 - 11:09 ص
تحل اليوم ذكرى وفاة العالمة سميرة موسى ميس كوري الشرق الأوسط التي اشتهرت عالمياً بنبوغها في مجال علوم الذرة، وهي أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، جامعة القاهرة حالياً.
بدايتها
كانت سميرة فتاة شابة حققت الكثير في غضون خمسة وثلاثين عامًا؛ فهي عالمة جليلة كان من الممكن أن تكون أول مصرية تحصل على جائزة نوبل، إذا ما عاشت لفترة كافية لتحصل على هذا التكريم إذ كانت تحلم بتحويل العالم إلى مكان أفضل، وكانت تؤمن بشدة بأهمية الطاقة النووية من أجل الدعوة للسلام.
مولدها
ولدت سميرة موسى في (3 من مارس 1917) بمحافظة الغربية، وعرفت بنبوغها منذ الصغر، وحفظت القرآن الكريم في سن مبكرة، ثم انتقلت مع والدها إلى القاهرة، والتحقت بمدرسة ابتدائية، وحصلت على المركز الأول.
مشوارها العلمي
ألفت سميرة كتابًا في تبسيط مادة الجبر لزميلاتها في الدراسة وهي في الصف الأول الثانوي سنة 1932، وحصلت على المركز الأول في شهادة البكالوريا.
التحقت بالجامعة وتخرجت في كلية العلوم سنة 1939 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، واعترضت إدارة الجامعة على تعيينها معيدة؛ حيث لم يكن تقرر بعد تعيين المرأة في هيئة التدريس بالجامعة، غير أن العالم المصري الشهير د. مصطفى مشرفة أصر على تعيينها، فاجتمع مجلس الوزراء وأصدر قرارًا بتعيينها في الجامعة، حصلت على شهادة الماجستير من القاهرة بامتياز في موضوع "التواصل الحراري للغازات".
أول امرأة عربية تحصل على دكتوراه
سافرت إلى إنجلترا واستطاعت أن تحصل على الدكتوراه في أقل من عامين، في موضوع الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة. فكانت أول امرأة عربية تحصل على الدكتوراه، وأطلقوا عليها اسم "مس كوري المصرية".
علاج السرطان بالذرة
استغلت الفترة المتبقية من بعثتها في دراسة الذرة وإمكانية استخدامها في الأغراض السلمية والعلاج، كما كانت تأمل أن تسخر الذرة لخير الإنسان وتقتحم مجال العلاج الطبي حيث كانت تقول: «أمنيتي أن يكون علاج السرطان بالذرة مثل الأسبرين».
كما كانت عضوًا في كثير من اللجان العلمية المتخصصة على رأسها "لجنة الطاقة والوقاية من القنبلة الذرية التي شكلتها وزارة الصحة المصرية.
حصلت على منحة دراسية لدراسة الذرة في الولايات المتحدة عام 1951 بجامعة كاليفورنيا، وأظهرت نبوغاً منقطع النظير في أبحاثها العلمية، وسمح لها بزيارة معامل الذرة السرية في الولايات المتحدة.
القنبلة الذرية
توصلت سميرة موسى من خلال أبحاثها إلى معادلة يمكن بواسطتها تصنيع القنبلة الذرية بتفتيت المعادن الرخيصة، ولها عدة مقالات أخرى من بينها مقالة مبسطة عن الطاقة الذرية أثرها وطرق الوقاية منها شرحت فيها ماهية الذرة من حيث تاريخها وبنائها، وتحدثت عن الانشطار النووي وآثاره المدمرة وخواص الأشعة وتأثيرها البيولوجي.
محو الأمية
كان لسميرة موسى مشاركة في الشأن العام في مصر، فشاركت في مظاهرات الطلبة عام 1932، وساهمت في مشروع القرش لإقامة صناعات وطنية، وشاركت في جمعية الطلبة للثقافة العامة التي هدفت إلى محو الأمية في الريف، وكانت عضوه في جمعية النهضة الاجتماعية وجمعية إنقاذ الطفولة المشردة.
لم تكن سميرة موسى تهتم بالعلم فقط، فقد كان لها عدة هوايات فقد كانت مولعة بالقراءة، وحرصت على تكوين مكتبة كبيرة تضم كتبًا متنوعة منها: الأدب، والتاريخ، وكتب السير الذاتية، وقد تم التبرع بها إلى المركز القومي للبحوث.
وأجادت استخدام النوتة والموسيقى وفن العزف على العود، بالإضافة إلى تنمية موهبتها الأخرى في فن التصوير بتخصيص جزء من بيتها للتحميض والطبع.
مواهبها الفنية
اتقنت سميرة موسى فن التريكو والحياكة وتقوم بتصميم ملابسها وحياكتها بنفسها.
تأثرت د. سميرة بإسهامات الأوائل كما تأثرت بأستاذها أيضا د.علي مشرفة و لها مقالة عن الخوارزمي ودوره في إنشاء علوم الجبر.
لم يسمح القدر لسميرة موسى بالعودة إلى مصر كما خططت. فقبل عودتها إلى مصر ببضعة أيام، تمت دعوتها لزيارة منشأة نووية في ولاية كاليفورنيا، وقاموا بإرسال سيارة لها لتقلها إلى هناك.
وفي طريقها عبر منحدر عالٍ، ظهرت سيارة فجأة ودفعت بسيارتها إلى الهاوية؛ فتوفيت سميرة موسى إثر الحادث في 5 أغسطس 1952.
ولم يتم العثور على السائق الذي تمكن من الهروب، وكشفت التحقيقات أن المنشأة التي كانت سميرة بصدد زيارتها لم تقم بدعوة سميرة من الأساس. وقد تسببت وفاة سميرة الغامضة بالإضافة إلى إغلاق ملف قضيتها بصورة مفاجئة في اعتقاد الكثيرين بأن وفاتها لم تكن مجرد حادث.