سناء هيشري: الحركة التشكيلية التونسية راقية وقادرة على مواجهة كل الظروف
الخميس 05/أغسطس/2021 - 01:02 م
ادم صالح
قالت الفنانة التشكيلية البلجيكية من أصل تونسي سناء هيشري: إن الحركة التشكيلية في تونس تتمتع بالرقي، وهي حركة قادرة على مواجهة أي ظرف من الظروف، سياسية أو غير سياسية.
الشعب التونسي
وأشارت، في مقابلة جرت عبر الإنترنت مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إلى أن الشعب التونسي عُرف بسعيه الدائم للتفوق والتجديد، وهو شعب لن يُهزم، ولا يقبل أبدا بأن يكون في "مستوى أقل" في أي مجال من المجالات.
وأضافت أنها لاحظت خلال عملها بتدريس الفنون التشكيلية مدى الإقبال اللافت من قبل التونسيين على دراسة الرسم والتشكيل، وذلك رغم الأوضاع السيئة التي عاشوها ويعيشونها، بحسب قولها.
تطور ونمو
وحول رؤيتها للمشهد التشكيلي في العالم العربي، قالت إنها تعتقد أن الساحة التشكيلية العربية في تطور ونمو. ولفتت في الوقت نفسه إلى أن الفرق بين الفنان التشكيلي العربي ونظيره في بلدان أوروبا هو أن الفنان التشكيلي الأوروبي دائم التعلم، ودائم السعي للاكتشاف والتجديد حتى عند تقدمه في العمر، وأن كثيرين من الفنانين التشكيليين العرب، من وجهة نظرها، قد لا يسعون لتطوير ذاتهم، ويكتفون بما يصلون إليه من مستوى تعليمي.
الفنان التشكيلي العربي
وشددت على أن الفنان التشكيلي العربي قادر على أن يجعل من ممارسته للفن مصدر رزق له، يعتمد عليه في شؤون حياته، إذا ما قدم للمتلقي أعمالًا فنية متميزة وذات تقنيات فريدة، وتحمل رسالة فنية هادفة.
المرأة محور أعمالها
وحول مفرداتها الفنية وموضوعات لوحاتها، قالت هيشري إنه في السنوات الأخيرة كانت المرأة هي محور أعمالها ومُلهمتها، فدخلت في أعماقها بين الماضي والحاضر وأرادت اكتشاف ابنة حواء وتطورها عبر الزمن، من خلال لمسات وأسلوب فني خاص.
واعتبرت أن حضور المرأة في أعمالها "بمثابة فُسحة أمل"، وقيمة فنية ولغة عالمية، نقلتها على لوحاتها لإيصال رسائل فنية مختلفة.
موقع المرأة
وعن رؤيتها لموقع المرأة بالحركة التشكيلية العربية، قالت إن المرأة تمتلك لمسة متميزة تختلف عن الرجل في الفن التشكيلي، وأن المرأة تمتاز بأحاسيس رقيقة وروح أنثوية مرهفة.
وحول عوالمها الفنية، وعلاقتها بلوحاتها، وفرشاتها، وألوانها، قالت إن لوحاتها وفرشاتها هما عالمها وحياتها، وأن ألوانها تعكس ما يختلج من أحاسيس ومشاعر وحالة نفسية بداخلها، وأنها حين ترسم على لوحة الكانفاس لا تنشر ألوانا أو خربشات، بل تنشر -بحسب قولها- طاقة إيجابية نابعة من أعماقها.
بحث وتجريب
وقالت: "الفن التشكيلي بالنسبة لي ليس فقط مجرد ألوان وأشكال على اللوحة، وإنما هو بحث وتجريب ورؤى فنية"، وتابعت: "الخروج عن المعتاد، والسير خارج سكة القطار هو بداية النجاح، فلنتعلم ونتقن الأساسيات، ثم نكسرها ونخرج عن المعتاد والمألوف، ومن هنا يولد الإبداع".
وتؤكد هيشري أن أعمالها الفنية ولوحاتها التشكيلية هي من وحي اكتشافاتها وتجاربها التي تقوم بها داخل مرسمها.
مدرسة "سناء هيشري"
وحول المدرسة الفنية التي تنتمي لها، قالت إنها تعتبر نفسها تنتمي إلى مدرسة "سناء هيشري" للفنون الجميلة، وأن بداخلها شخصية تسعى للتجديد على الدوام.
وأكدت أنها لا تحب أن تنتمي لأي مدرسة فنية، ولا تقبل السير في نفق التقليد، وتسعى لكسر القيود، واكتشاف وتقديم فن جديد، ومدرسة تشكيلية خاصة بها بـ"استخدام تقنيات عالية وحديثة لتعلو بصمتها ومدرستها الفنية عن بقية المدارس التي مضت".
يذكر أن هيشري هي فنانة تشكيلية ومدرسة فنون جميلة، بلجيكية، تونسية الجذور، وهي خريجة المعهد الملكي للفنون الجميلة في بروكسل.
وقد شاركت عبر مسيرتها الفنية الممتدة لعقدين من الزمان في العديد من الملتقيات والمعارض التشكيلية بأوروبا والعالم العربي.