الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الأعمال الاستعراضية منسية.. مواهب غائبة أم تكلفة باهظة؟

الخميس 05/أغسطس/2021 - 04:54 م
هير نيوز

الأعمال الاستعراضية كلمة اشتاق الجمهور لأن تُعلن الشركات المنتجة عن موعد عرضها، فهي تتضمن استعراضات وأغاني ورقص ولكن للأسف منذ فترة طويلة غابت عن الساحة الفنية.

حتى مع عودة النجمة شريهان نجمة الاستعراض الأولى فى مصر بل والوطن العربى من خلال مسرحية "كوكو شانيل" لم نجد تحمس للمنتجين أو المخرجين حتى لعرض العمل على القنوات المفتوحة بدل المنصات الإلكترونية أو تحمسهم وإعلانهم عن عدد من الأعمال الاستعراضية فى الفترة القادمة وقد اجتمعت عدد من الآراء عن أسباب ندرة هذه الأعمال.

وقال الناقد السينمائي، طارق الشناوي، "يحتاج العمل الاستعراضي إلى فريق عمل متميز فى العناصر الفنية المختلفة مثل الموسيقى والحركة الأدائية والصوت والرقص والديكور والإكسسورات والأزياء، وهذا شيء نادر الوجود فى العاملين بالسينما حاليًا لذلك فقدت الأفلام متعتها وبهجتها".

وأضاف، "الوسط الفنى الآن يفتقد لنموذج مثل محمود رضا الذي كون أول فرقة خاصة بالفنون الشعبية بالاشتراك مع فريدة فهمى وقدما أفلامًا كتبت تاريخا للفيلم الاستعراضي المصرى فنحن الآن تفتقد النجم الذى يجيد التمثيل والرقص والغناء بالإضافة إلى عدم وجود مؤلفين متخصصين فى كتابة الأفلام الاستعراضية إذ يفضل معظم الكتاب الدراما والكوميديا".

من جانبه، قال الكاتب والناقد الفني، محمود قاسم، إن "الاستعراض في السينما يحتاج لنجم وملحن ومكان مناسب ومؤلف جيد وذلك كله ليس متوفرا في صناعة السينما حاليا لاسيما أن السبكي رغم تقديمه أفلام غنائية بسعد الصغير وغيرهم لكن كانت دون المستوى لأنه ليس لدينا حاليا نعيمة عاكف ومحمد فوزي ونيلي مظلوم وغيرهم".

وأوضح، أن "الفيلم الاستعراضي الغنائي يحتاج إلى تكلفة إنتاجية كبيرة لو قدم فيلما سينمائيا واحدا أما لو قدم أكثر من فيلم على نفس المسرح والديكور فذلك يوفر نفقات كبيرة بحيث يتم استخدام الاكسسوارات والملابس والمكان في أكثر من عمل سينمائي".

في السياق نفسه، قال الكاتب والمنتج الفني، مدحت العدل، "مثل هذه الأفلام تطلب قدرات خاصة في الأداء ليست متاحة لدينا بالإضافة إلى ارتفاع تكلفتها الإنتاجية الضخمة".

وأشار، "أننا جبناء دائما أمام التجارب الجديدة والأعمال التي قدمت في مجال الاستعراض بالسينما المصرية قليلة لا نذكر منها إلا غرام في الكرنك وحرامي الورقة".

وأضاف، "الفيلم الاستعراضي ميزانيات ضخمة تمثل عبئا كبيرا على المخرجين حتى يخرج بالشكل اللائق، ربما يحتاج الأمر إلى تعاون أكثر من جهة لإنتاج عمل استعراضي على مستوى عال كتعاون المؤسسات الثقافية والآثار والشباب والرياضة لدعم تلك الأفلام كما كانت الهيئة العامة للسينما تدعم الأفلام الاستعراضية فى الماضى".

وتابع، أنه "يحلم بتقديم فيلم غنائي لكن التجربة تخوف حتى أن المطربين دائما يخافوا منها ونجاح هذه التجارب مع الجمهور يقاس بمدى جودة وإتقان صنعها".

وقال المنتج عادل اديب، "تجنب المنتجون الأعمال الاستعراضية الغنائية بدعوى عدم إقبال الجمهور عليها، إذ تحول ذلك النوع من الأفلام إلى ما يشبه المغامرة الفنية ربما كانت التغيرات الاجتماعية سببا فى تغير ذوق المشاهد لذلك يفضل المنتجون اللعب فى المضمون واستثمار نقودهم فى أفلام الكوميديا أو الأكشن".

وأضاف، "إلا أنه فى النهاية لم يجد المشاهد الأفلام الاستعراضية من الأساس ليقبل عليها أو يتجنبها، تحتاج الأفلام الموسيقية والاستعراضية تكنولوجيا عالية فى التصوير والمونتاج لمواكبة أحدث التقنيات العالمية إذ واجهت تلك الأفلام أزمة عدم تزامن الصوت مع الصورة ويستخدم مخرج العمل أكثر من كاميرا عند تصوير الأغاني والاستعراضات فهذه الأعمال تتطلب مواهب مستواها عال لذلك وجود فرقة رضا منذ سنين طويلة بكل ما قدمته للسينما المصرية بصورة عامة فرضها على الجمهور والسينما".

وأشار، إلى أن وجود علي رضا كمخرج كان يعي جيدا إمكانيات الراحل محمود رضا وفريدة فهمي والايقاع المختلف؛ لأنه لم يتم تقديم أغنية أو موسيقى لمطرب او مطربة ومن خلالها الاستعراض بل كان يقدم نوعا من الموسيقى غير دارج ويمثل تراث مصر في محافظات مختلفة

من جانبها، قالت الناقدة السينمائية، ماجدة خير الله، إن " الفيلم الاستعراضي اختفى من السينما المصرية لأنه مكلف انتاجيا والمنتجون حاليا لا يبحثون سوى عن المكسب المادي السريع بتقديم افلام سينمائية تجارية فقط للجمهور سواء الاكشن او الافلام الدرامية التي تستقطب نوعية معينة من الجمهور".

وأوضحت، "يحتاج لإمكانيات عالية سواء في مصممي الرقصات والاستعراضات والأغنيات ايضا وبعد غياب فرقة الراحل محمود رضا التي كانت تتميز في هذا النوع من الأعمال السينمائية غاب العمل الاستعراض". 

وتابعت، "حتى معظم الفنانين لم يعودوا متحمسين لتقديم هذه النوعية من الأفلام الغنائية أو الاستعراضية و الجمهور يحب نوعية الأفلام الاستعراضية التي قدمت في فترة الستينات والسبعينات مثل غرام في الكرنك وإجازة نص السنة لأن لكل نوعية من الأعمال السينمائية جمهورا معينا ويجب أن يكون هناك تنوعا من منتجي السينما المصرية في الأفلام المقدمة وعدم الاكتفاء بإرضاء شريحة معينة من الجمهور فقط طيلة الوقت التي تهوى أفلام الأكشن والأفلام التراجيدية".

اقرأ أيضًا..

ads