بعد وجود شبهة جنائية.. أم تقتل ابنتها بمساعدة أخيها لرفضها الزواج من معاق ذهنيًّا
الخميس 05/أغسطس/2021 - 11:47 ص
محمد على
قديما قالوا في الأمثال، "كل شيء بالخناق إلا الزواج بالاتفاق"، لكن في هذه الجريمة البشعة التي دارت أحداثها في حي البساتين، بمحافظة القاهرة، أصرت الأم على زواج ابنتها من شاب يعاني من إعاقة ذهنية، أحضره خال الفتاة وأقنع شقيقته به، وكأنه آخر رجال الدنيا، رحل الخال، وظلت الأم مع ابنتها تقنعها لكنها رفضته بشده، ورفعت راية العصيان، فأبسط حقوقها هو الرفض أو الزواج عن اقتناع لكن الأم كان لها رأي آخر.
تفاصيل الواقعة
أحضرت شقيقها "خال" الفتاة دنيا، في محاولة لإقناعها مرة أخرى، لكن دنيا لا تتخيل يومًا أنها ستتزوج من هذا الشاب، وبالفعل أغلقت الفتاة حجرتها على نفسها، وأعلنت رفضها، لكن الأم كانت ترى ما تفعله ابنتها دنيا نوعاً من أنواع التمرد وعقوقها، حاولت الفتاة استعانة بوالدها لإزاحة رأي أمها وبطشها لها، لكن دارت مشادة كلامية بين الأب والأم وشقيقها انتهت بمشاجرة وتعدي الأم وشقيقها عليه وضربه ثم طرده خارج المنزل، ليذهب لابنه في شقته بمنطقة المنيل، وما هي إلا ساعات قليلة حتى جاءه الخبر بسقوط ابنته من الطابق الخامس، أسرع الأب ونبضات قلبه تتسارع، ويدعو الله ألا يكون قد أصاب ابنته مكروه، اتجه إلى المستشفى بالبساتين وهناك علم أن ابنته فارقت الحياة ليلقي عليها نظرة الوداع في مشهد مأساوي.
قسم شرطة البساتين
أبلغت المستشفى قسم شرطة البساتين وانتقل رجال الأمن لفحص الواقعة، وبتكثيف التحريات والتحقيقات التي جرت حول الحادث، أكدت أن الأم وشقيقها قتلا المجني عليها "دنيا"؛ لرفضها الزواج من صديق الأخير، ثم ألقيا جثتها من الطابق الخامس، وتجمع المارة حول الجثة، أسرع خالها بإبلاغ مفتش الصحة، لاستخراج تصريح بالدفن، مدعيًا أن الوفاة كانت طبيعية.
وكشفت تحقيقات الجهات الأمنية المعنية، أن مفتش الصحة ارتاب في صحة الواقعة وبعد انتهاء الكشف رجح وجود شبهة جنائية في الحادث، ورفض استخراج تصريح الدفن وأبلغ الشرطة بالواقعة، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.
تحفظت الشرطة على خال ووالدة المجني عليها، وجرى إخطار النيابة العامة، التي قررت نقل الجثة إلى مشرحة زينهم، لانتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية؛ لبيان سبب وكيفية الوفاة، وصرحت بدفن جثمان الفتاة.
التحقيقات
كما كشفت تحقيقات الجهات الأمنية، عدم وجود الأب وقت الواقعة؛ حيث إنه يقيم في منطقة المنيل بصحبة نجله "شقيق المجني عليها"، وذلك بعد التعدي عليه من شقيق زوجته، لرفضه إتمام الزواج، كما تبين أنه تلقى اتصالًا من خال المجني عليها، يهدده بقتلها في حال عدم الموافقة على الزواج وطلب منه الأب أن يهدأ وسيقنعها، وبعدها وصل الأب إلى منطقة البساتين، ثم تلقى اتصالًا من أحد أقاربه، يخبره أن ابنته سقطت من الطابق الخامس، وتم نقلها للمستشفى، وعلم لاحقًا بوفاتها.
وطلبت النيابة العامة من المباحث الجنائية، بسرعة إجراء تحرياتها حول الواقعة وظروفها وملابساتها، واستعجلت النيابة العامة تقرير الطب الشرعي بسبب الوفاة، وضبطت الأم وشقيقها، بعدما كشفت التحريات عن تواجدهما بصحبة المجني عليها لحظة وفاتها وسقوطها، وتحرر محضر بضبطهما، وتمت إحالتهما للنيابة العامة التي تحقق معهما.
انتداب الطب الشرعي
كما قررت النيابة نقل جثة المجني عليها إلى مشرحة زينهم، لانتداب الطب الشرعي لتشريح وبيان سبب وكيفية الوفاة، وحققت مع الأم وشقيقها وفي ختام التحقيقات، وأمرت بحبسهما 4 أيام على ذمة التحقيق التي تجري معهما، كما طلبت تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، وتسّلم الأب جثة ابنته، اليوم، ودفنها بمقابر الأسرة.