تُطالب بقضايا تظل عاطفة الأمومة هى الأقوى، ويبقى الأطفال مصدر بهجة وليسوا عبئًا
ثقيلًا كما يتصور البعض، فلم يكن الطفل «عيسى» نجل عضو المجلس القومي للمرأة دولت
سويلم مصدر إزعاج لوالدته أو حائلًا دون مواصلة رحلتها في الدفاع عن حقوق المرأة
وتعزيز أدوات تمكينها في المجتمع، حيث تصطحبه معها في كل مكان، حتى في اجتماعات
المجلس القومي للمرأة.
إشادة قوية
بإمكان كل أم عاملة أن تستقدم مربية لطفلها، ترعاه وتسهر على راحته، وتكتفي هى فقط
بضمه إلى حضنها عندما يخلد إلى النوم، لكن دولت سويلم أرادت أن تضرب مثالًا لكل أم
تزعم أن الإنجاب يعطل مسيرتها العملية ويوقف طموحها، فتصطحبه إلى اجتماعات المجلس،
وهو الأمر الذي حظى باهتمام الكثيرات وإشادتهن بالتجربة، إلى الحد الذي دفع رئيس
المجلس الدكتورة مايا مرسي لمداعبة دولت قائلة «عيسى يحضر قبل منكِ في كل اجتماع».
في الغرب أيضًا يفعلن ذلك
لم يكن تصرف "دولت" لمجرد جذب الشو الإعلامي، وإنما هو تعبير عن مشاعرها
الفياضة تجاه طفلها، وكلك لتوجيه رسالة غير مباشرة لكل من تزعم أن الإنجاب وتربية
الأطفال يعيق تفوقهن، ولم تكن هي الأم الأولى التي تُقدم على هذا التصرف حول
العالم، بل إن هناك أخريات، غير أن رسالتها تختلف كثيرا عن رسائل الأخريات، فمنذ
عدة أعوام تعجب العالم حينما حضرت إحدى النائبات الإيطاليات بالبرلمان
الأوروبي جلسة وهى مصطحبة طفلها الرضيع في محاولة منها لجذب الاهتمام بقضايا
النساء العاجزات عن التوفيق بين العمل والعائلة، بينما تلقت السيناتور لاريسا
واترس حينما تلقت إشادة قوية من زملائها عندما قامت بإرضاع ابنتها تحت قبة
البرلمان بعد شهر من ولادتها، لتصبح أول نائب تقوم بذلك مع طفلتها في البرلمان.
تحقيق المعادلة
نجحت "دولت" في تحقيق المعادلة الصعبة، قائلة: «اضطرتنى الظروف إلى أخذ عيسى معي
لحضور اجتماعات المجلس، وذلك لوجود والدتي ووالدي بالخارج.. ولكي يطمئن قلبي عليه، اصطحبه
منذ ولادته في كل مكان، فأنا لا أستطيع أن أترك عملي كعضو بالمجلس ولا أستطيع أن أتركه
بمفرده صغيرا»، والغريب أن جميع زميلاتها في المجلس يؤكدن أنها تكون في منتهى
الثبات والقوة حين تقف لتتحدث في ندوة أو مؤتمر أو اجتماع بينما تحمل الطفل بين
ذراعيها، دون أن يشكل لها ذلك عائقا أو مصدر إزعاج.
حملة الختان
وكان أول اجتماع يحضره الطفل "عيسى" حملة دشنها المجلس تحت عنوان «شهر بدور» لمواجهة
ختان الإناث، وقد أشادت الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة بهذا
الموقف، وعبرت عن إعجابها بالموقف بوضع صورة للعضوة دولت وهى تحمل ابنها عيسى على
صدرها، واقفة تتحدث عن قضية الختان على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي.
وكتبت تحت الصورة،
إن «دولت سويلم عضو المجلس القومي للمرأة من النساء الواعدات فقد حضرت الاجتماع
الشهري بصحبة عيسى ابنها، ولم نسمع له أي صوت وهي تتحدث وتناقش القضية المطروحة في
الجلسة وكانت واقفة على قدميها وعيسى بين ذراعيها لا يبكي ولا يسبب قلقا في الجلسة».
سيرة ذاتية
ولدت دولت عيسى محمد علي سويلم في يوليو عام 1984م بولاية نيويورك الأمريكية، وتجيد
3 لغات أجنبية، «الفرنسية والإنجليزية والإسبانية»، إلى جانب لغتها الأم العربية،
حصلت على بكالوريوس العلوم السياسية والماجستير في السياسات العامة وإدارة المؤسسات
الحكومية والتنمية الدولية وحصلت على ماجستير في القانون الدولي، عادت إلى مصر
وتحديدًا إلى بلد أسرتها في محافظة الإسماعيلية عام 2011م، لتبدأ في وضع ترجمة
عملية لما درسته من علوم سياسية في الولايات المتحدة، فعملت في مؤسسة مصر الخير والمجلس
القومي للمرأة في مجال التوعية والمشاركة السياسية لمدة 3 سنوات، ومستشار جمعيات وتمويل
أجنبي بوزارة التضامن الاجتماعي، حتى تم اختيارها كأصغر عضو بالمجلس القومي للمرأة
بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 19 لسنة 2016، الخاص بإعادة تشكيل المجلس القومي للمرأة.
اقرأ أيضًا..