الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

د. منى غازي تكتب: ستظل حوادث فردية

الأربعاء 28/يوليه/2021 - 05:54 م
هير نيوز

تناثرت خلال الفترة الأخيرة العديد من الأخبار السيئة بشأن حالات محدودة جدًا خاصة باستخدام العنف الأسري بين الأزواج بلغت حد "القتل" وهو الأمر الذي يستدعي إلقاء الضوء عليها كونها تحولت رغم محدوديتها وعدم انتشارها كظاهرة أسرية إلى حديث يومي على وسائل الإعلام المختلفة والسوشيال ميديا التي تلقفت هذه الحوادث الفردية التي لم تتعدى نحو أربعة عشر حالة وسط مجتمع يبلغ تعداده السكاني فوق المائة مليون نسمة.

إن التفكير تجاه هذه الحوادث الفردية مُلزم للجميع حول ضرورة إيجاد أسباب ودوافع هذه الجرائم الفردية حتى لا تتحول بفعل السوشيال ميديا إلى ظاهرة كما يتمناها كارهي نجاح هذه الدولة.

إن النجاحات الكبيرة التي حققتها الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي في مدة لم تتجاوز السبع سنوات متصلة أن يكون في مخيلة أحد أن تتم بهذه الكفاءة والسرعة حتى أصبحت مصر ترتقي مؤشرات التنمية الدولية وهو ما يعني أن هناك طرفًا يقف وراء استخدام السوشيال ميديا لهذه الجرائم الفردية.

وبالرغم من كونها جرائم فردية ومحدودة إلا أنه من الواجب أن نقف من الناحية النفسية حول أسبابها حتى لو كانت جريمة واحدة لأنها في النهاية تمس حياة الإنسان ذاته.

فعلى سبيل المثال لا الحصر نشر صور طبيب الأسنان الذي قام بقتل زوجته الشابة وهو طبيب ناجح وعلى قدر من العلم وسوي من الناحية الاجتماعية والنفسية ولم تظهر عليه أيّة أعراض مثل الضيق من معيشته أو وضعه الاجتماعي الذي قد يدفعه إلى ارتكاب مثل هذه الجريمة التي لا ترتكب إلا لمن ذهب عقله وفقد اتزانه النفسي بشكل كبير. ذات الأمر ينطبق على باقي تلك الجرائم الفردية ومنها أيضًا ربة المنزل التي قامت بطعن زوجها قبيل عيد الأضحى المبارك حيث لفظ أنفاسه الأخيرة على سلم مسكن الزوجية حيث كان السبب الرئيسي وراء هذه الواقعة مشادة كلامية خاصة بمتطلبات عيد الأضحى المبارك.

وأمام هاتين الحالتين المختلفتين كرجل وامرأة ارتكب كلاً منهم واقعة القتل تجاه شريك حياته يندرج تحت مفهوم غياب "الأمان النفسي" داخل الأسرة الواحدة.

أيضًا عملية الضغط النفسي التي تأتي نتيجة عوامل اجتماعية مختلفة داخل الأسرة الواحدة لا يمكن أن نعرف أسبابها ودوافعها لأن الأمر بات الآن في أيدي الأمين العام على الدعوى العمومية في المجتمع وهو "النائب العام" الذي يحق له وحده الحديث عن تفاصيل هذه النوعية من الحوادث الفردية.

ولكن علينا هنا أن ننبه إلى أن المجتمع المصري تحديدًا هو مجتمع متماسك من الناحية الاجتماعية والدينية ولا يمكن أن تمثل هذه الحوادث الفردية "ظاهرة سلبية" يتم تناولها بالفحص والدرس إلا أن الالتزام الأخلاقي لدينا كباحثين في مجال العلاجات المرتبطة بالصحة النفسية والاجتماعية يتطلب منا أن نقول أن معالجة مثل هذه الحوادث الفردية يبدأ من "الاختيار السليم" لتوقيت النقاش بين الطرفين داخل الأسرة الواحدة إضافة إلى ضرورة تفريغ المشاعر السلبية بين الزوجين من خلال النقاش المستمر لعلاج أي خلافات حتى لو كانت تبدو بسيطة وغير جديرة بالذكر لأن العلاقة بين الزوجين هي علاقة مقدسة ولها قدسيتها وتحتاج دائما إلى التفكير في الطرق التي يمكن من خلالها إضفاء مزيد من التفاؤل والأمل لتثبيت الاستقرار الأسري خاصة إذا كان هناك أطفال لأنهم بدورهم يحتاجون إلى بيئة صحية آمنة تعتمد على زرع المودة والترابط النفسي الأسري وضرورة وجود طرفي الحياة " الأب والأم " في صورة جيدة أمامهم تكون دافعا قويا لهم في تحصين أنفسهم من أي إزاء نفسي يعيق نظرتهم للمستقبل.
________________________________
استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

ads