سفيرة مصر لدى أوزبكستان: الأزهر منارة الإسلام
السبت 24/يوليه/2021 - 05:10 م
أجرت السفيرة أميرة فهمى سفيرة مصر لدى جمهورية أوزبكستان حواراً تليفزيونياً مع قناة أوزبكستان الرسمية «أوزبكستان 24» في إطار عدد من اللقاءات مع وسائل الإعلام الأوزبكية بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة والستين لثورة 23 يوليو، نظراً لصعوبة إقامة حفل العيد الوطني هذا العام اتصالاً بالأوضاع المرتبطة بجائحة الكورونا في أوزبكستان.
وتناول اللقاء آفاق التعاون الثنائي بين البلدين، والاهتمام البالغ الذي توليه القيادة السياسية في البلدين للشباب، والفرص المتاحة للشباب الأوزبكيين للدراسة في الجامعات المصرية ومتطلبات الدراسة في جمهورية مصر العربية، والتعاون القائم بين البلدين لدراسة اللغة العربية في مصر، فضلاً عن التنسيق القائم بين الأزهر الشريف ولجنة الشئون الدينية في أوزبكستان لتنظيم قبول الطلاب الأوزبكيين الراغبين فى الدراسة بالمؤسسات التعليمية الأزهرية، وسبل تعزيز التعاون بين الجامعات المصرية والأوزبكية، لاسيما جامعة طشقند للدراسات الشرقية أقدم الجامعات فى آسيا الوسطى.
وقالت السفيرة المصرية أنها فخورة للغاية بالعمل كسفيرة للمرة الأولى لبلدها الحبيب مصر في أوزبكستان.
وقبل قدومها إلى أوزبكستان تشرفت بمقابلة وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم وقالت لها أنها محظوظة للعمل في دولة ثرية ثقافياً كأوزبكستان، وفي الحقيقة لم تكن تبالغ .. فقد وجدت أن أوزبكستان بلد جميلة ذات تراث ثقافي عالمي قيم... وهى بحق «لؤلؤة آسيا الوسطى».
ووجدت كذلك شعب أوزبكستان مضيافا للغاية... طموحاً.. لديه رغبة قوية في بناء بلده وتحقيق التنمية في جميع المجالات ... ووجدت شعباً يعتز بهويته وتاريخ أسلافه ... شعب مُحب للألوان والحدائق والجمال والثقافة والأوبرا وكافة الفنون. وبما أننى أقيم في طشقند فقد وجدتها مدينة حديثة.. نظيفة ومنظمة وخضراء... هي مدينة تبهرها صباح كل يوم.
وقالت السفيرة إننا دولتان شابتان وأولوياتنا متشابهة إلى حد كبير.. ويأتي الشباب على قمة سلم هذه الأولويات لكونهم الطاقة الدافعة نحو تحقيق التنمية ولأنهم بحق عماد المستقبل.... ومثلما يؤمن الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشباب إيماناً راسخاً وبقدرتهم الهائلة على الوصول لعالم أكثر استقراراً، أعلن الرئيس شوكت ميرضياييف عام 2021 عاماً لدعم الشباب، وقال فى كلمته السنوية أمام البرلمان فى ديسمبر الماضي: «إذا تمكنا من الجمع بين معرفة وخبرة الجيل الأكبر سناً مع شجاعة وتصميم شبابنا، فإننا بالتأكيد سنصل إلى الأهداف المرجوة. نحن نبني أوزبكستان جديدة مع هؤلاء الشباب المتعلمين والمبدعين».
التعليم إذن هو نقطة الانطلاق الأساسية.. التعليم المختلف الذي يتواكب مع احتياجات بناء أوزبكستان جديدة. وفي الحقيقة أن آفاق تعزيز التعاون بين بلدينا في هذا المجال هائلة، وتقوم حالياً وزارة التعليم العالي في مصر بدراسة البناء على الاتفاقيات السابقة الموقعة بين الجامعات المصرية والأوزبكية من ناحية، وتفعيل الاتفاق التعليمي بين البلدين، فضلاً عن زيادة وتنويع المنح المقدمة من مصر إلى الطلاب الأوزبكيين بما يتسق مع أولويات التنمية.
وأكدت السفيرة أنها تخرجت منذ 26 عاماً في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وفي ذلك الحين لم يكن هناك سواها في مصر.. وعندما تنظر الآن إلى خريطة الجامعات المصرية والتخصصات التي تُدرس بها والتي لم تكن متاحة من قبل، تشعر بسعادة وفخر غامرين، فالفرص التعليمية المتاحة تضاعفت عشر مرات عن الماضي، ولا تقتصر فقط على الطلاب المصريين. وحتى التخصصات التقليدية الهامة في الطب والهندسة تتضمن حالياً تخصصات فرعية شديدة الأهمية أُسميها تخصصات المستقبل.
وهناك مبادرة «إدرس في مصر» التي طرحت منذ عامين وتم تفعيلها العام الماضي، بناءً على تكليفات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهى مخصصة للطلاب غير المصريين للدراسة الجامعية وما بعد الجامعية الراغبين في الدراسة فى مصر من جميع أنحاء العالم. وتم إطلاق منصة «إدرس في مصر» والتي ستضم كافة الجهات المعنية؛ لتسهيل قبول الطالب الوافد للدراسة بالجامعات المصرية ويتم التقدم لها مباشرة على الموقع الخاص بها على شبكة الإنترنت. يمكن الإطلاع على مزيد من المعلومات عنها من خلال تحميل تطبيق «إدرس في مصر» على الهواتف المحمولة، وتسمح المبادرة بالدراسة الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية وفروع الجامعات الأجنبية والكليات والمعاهد التكنولوجية والمعاهد العليا.
الفرص المتاحة للدراسة في مصر هائلة، فبها 27 جامعة حكومية، و4 جامعات أهلية وجامعات دولية أيضاً (الجامعة الكندية، والجامعة البريطانية، والجامعة الألمانية، ومؤسسة الجامعات الأوروبية بالعاصمة الإدارية الجديدة ) وتعمل مصر على اجتذاب المزيد من الجامعات العالمية المرموقة لتأسيس فروع دولية لها في مصر، وتوفير تخصصات جديدة، وتخصصات فرعية للتخصصات التقليدية.. تعد الدراسة في مصر ذات تكلفة أقل من الدراسة في الجامعات الأجنبية المناظرة ومساعدتهم للحصول على التأشيرات الدراسية، كما أن الدراسة وفقاً لتلك المبادرة تتيح للطالب الأجنبي مميزات كالطالب المصري في أسعار تذاكر زيارة المناطق الأثرية والمتاحف.
وقالت إن الأزهر الشريف هو منارة الإسلام، وجامعة الأزهر هى أقدم جامعة في الشرق الأوسط، ولن أخفي سراً باعتزاز فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف بأوزبكستان، وكانت وصيته لي أن أبذل قصارى جهدي لتعزيز التعاون مع الأزهر الشريف.
يتم قبول مواطني أوزبكستان الراغبين في الدراسة بالمؤسسات التعليمية الأزهرية سواء الحاصلين على منح دراسية أو على نفقتهم الشخصية شريطة أن يتم ذلك بموافقة لجنة الشؤون الدينية التابعة لمجلس وزراء جمهورية أوزبكستان بالتنسيق مع الأزهر الشريف، علماً بأن الدراسة تتم باللغة العربية ولكن يمكن اختيار لغة أخرى.
وأحب أن أؤكد على أن لجنة الشئون الدينية حددت سن التحاق مواطني أوزبكستان الراغبين في الدراسة بالمؤسسات التعليمية للأزهر الشريف اعتباراً من 18 عاماً، أخذاً في الاعتبار نظام التعليم الإجباري في أوزبكستان الساري لمدة 11 عاماً. وبالطبع يتوقف الحصول على تأشيرة الدخول لمصر للدراسة في الأزهر الشريف على استيفاء كافة تلك الإجراءات.
وقالت السفيرة أن هناك مقترحات كثيرة في هذا الخصوص أولها أنه سيتم قريباً إن شاء الله افتتاح قسم خاص بمصر في المكتبة الوطنية لأوزبكستان (مكتبة على شير نوائي) لتدريس اللغة العربية مجاناً لرواد المكتبة ويقوم بذلك ثلاثة من أساتذة اللغة العربية من المصريين العاملين في أوزبكستان أيضاً في مجال تدريس اللغة العربية، وسيتم قريباً إهداء المكتبة بعدد كبير من الكتب باللغة العربية في ضوء محدودية الكتب العربية المتوافرة بها.
وثانيها: مواصلتنا استقدام مدرسين لتدريس اللغة العربية في أوزبكستان.
وثالثها: التعاون القائم حالياً لتدريس اللغة العربية مع الجامعات الأوزبكية.
وأكدت السفيرة أن جامعة طشقند للدراسات الشرقية تعد جامعة عريقة وهى أقدم الجامعات في آسيا الوسطى تخرج فيها العديد من الشخصيات البارزة في بلدكم العزيز أوزبكستان، ولها تاريخ وباع طويل في التعاون مع الجامعات المصرية وهناك مقترحات عديدة للبناء على التعاون القائم معها.
كما أكدت السفيرة أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أوزبكستان في سبتمبر 2018 أكدت أن هناك خارطة طريق للتعاون في عدد من المجالات الهامة، إلا أن وباء الكورونا أثر سلباً على تنفيذها....ولذلك نعمل حالياً على المضى قدماً في التعاون في مجالات المنسوجات والزراعة والصناعات الدوائية والاستثمار، إذ أن آفاق التعاون الثنائي هائلة وغير محدودة ولا تقتصر فقط على الاستثمار والتبادل التجاري، وإنما تمتد أيضاً إلى الصحة والسياحة والثقافة والزراعة والتكنولوجيا والنقل الجوي. ودعيني أذكر لك بعض الأمثلة:
− على الصعيد السياسي، جاري الإعداد المشترك لزيارات رفيعة المستوى من الجانبين، وجاري دفع مجالات التعاون إلى أفق جديدة من شأنها تحقيق نتائج ملموسة للجانبين وتنظيم التعاون في شتى المجالات.
− وعلى الصعيد الثقافي، حرصت منذ وصولي إلى أوزبكستان على مقابلة مسئولي ورموز الثقافة في أوزبكستان، وكان الاستقبال حافلاً ومرحباً وعاكساً للعلاقات الطيبة التي تربط بين الشعبين، وإذ نحتفل العام القادم بمرور 30 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، فإننا نخطط لتنظيم سلسلة من الفعاليات الثقافية.
− على الصعيد التعليمي سعدت منذ وصولي إلى أوزبكستان برؤية تزايد أعداد الدارسين الأوزبكيين طالبي العلم في بلدهم الثاني مصر، وحرصت بالتعاون مع السلطات الأوزبكية لتوفير الدعم لهم في رحلة البحث عن العلم، كما سعدت بزيارة الجامعات الأوزبكية التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعدد من الجامعات المصرية، ولمست التقدير المتبادل والقيم الرفيعة والسامية التي انعكست على تبادل العلم والمعرفة بين معلمي الجامعات المصرية والأوزبكية وطلابهم.
− وفى مجال السياحة والطيران فأنا فخورة للغاية بزيادة عدد الرحلات المباشرة بين البلدين التي لا تقتصر الرحلات فيها على العاصمتين، بل تشمل المدن الساحلية المصرية شرم الشيخ والغردقة، وتستقبل تلك المدن السياحية العديد من الزوار الأوزبك شهرياً. ولازلنا في طور بحث سبل جذب السياحة المصرية إلى أوزبكستان بالتنسيق الكامل مع نائب رئيس الوزراء وزير السياحة.
− في مجال الاستثمار قالت السفيرة:« أدعو رجال الأعمال وشركات البلدين استفادة من الفرص المتاحة والمتوفرة في كلاهما، وأدعو تحديداً رجال الأعمال والشركات الأوزبكية لدراسة الفرص والسوق الهائل للمنتجات والاستثمارات الأوزبكية في مصر، وكذلك الشركات ورجال الأعمال المصريين للتواصل مع نظرائهم الأوزبك لدراسة الفرص التي يوفرها السوق الأوزبكي النشط اتصالاً بالزيادة في الرحلات وزيادة الترابط والتواصل المباشر بين البلدين والشعبين، خاصة مع زيادة عدد الرحلات المباشرة بينهما، وأود التأكيد أن السفارة المصرية في طشقند على استعداد لتوفير كافة أوجه الدعم والعون الممكن للقطاع الخاص الراغب في سياق التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة».
وقالت السفيرة إن الروابط القوية بين مصر وأوزبكستان ليست تاريخية فقط كما تظنون، وإنما تمتد حتى وقتنا هذا... نشترك في قيم مشتركة ونشترك في التزام قوي لبناء بلداننا ... من ناحية الأعمال، لدينا فرص لا حصر لها للعمل معًا جنبًا إلى جنب. وهناك مقترحات طموحة لا تزال فى طور الدراسة ولا مجال للإفصاح عنها الآن.