الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ابني نسي القرآن الذي حفظه فماذا أفعل؟.. «الأوقاف» تجيب

السبت 24/يوليه/2021 - 12:29 م
هير نيوز

ورد سؤال من إحدى متابعات "هير نيوز"، يقول: ابني كان يحفظ عددًا من أجزاء القرآن الكريم، لكنني اكتشفت مؤخرًا أنه نسي كثيرًا مما حفظه في الأعوام الماضية، فماذا أفعل؟

أجاب الدكتور عيد علي خليفة، مدير عام الدعوة بمديرية أوقاف القاهرة، قائلاً: "يعد النسيان علامة على الترك والغفلة والهجر وعدم الاهتمام بالأمر محل النسيان".

النسيان ذنب

ويعد نسيان القرآن الكريم ذنبًا تجب التوبة منه، فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُرضتْ عليَّ أجور أمَّتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت عليّ ذنوب أمَّتي فلم أر ذنبًا أعظم من سورةٍ من القرآن، أو آيةٍ أوتيها رجل ثمَّ نسيها". رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وابن خزيمة في صحيحه.

التكرار والتعاهد

والتكرار للمحفوظ وإعادة النظر فيه المرة بعد الأخرى وكثرة مراجعته أهم ما يثبت المحفوظ ويصونه عن النسيان، قال ابن الجوزي في كتابه: "الحث على حفظ العلم": الطريق في إحكامه كثرة الإعادة، والناس يتفاوتون في ذلك: فمنهم من يثبت معه المحفوظ مع قلة التكرار، ومنهم من لا يحفظ إلا بعد التكرار الكثير، فينبغي للإنسان أن يعيد بعد الحفظ، ليثبت معه المحفوظ" ثم قال: "وكان أبو إسحاق الشيرازي: يعيد الدرس مائة مرة، وإن كان إلكِيا يعيد سبعين مرة. وقال لنا الحسن بن أبي بكر النيسابوري الفقيه: لا يحصل الحفظ إليَّ حتى يعاد خمسين مرة.



وحكى لنا الحسن: أن فقيهًا أعاد الدرس في بيته مرارًا كثيرة، فقالت له عجوز في بيته قد والله حفظته أنا. فقال: أعيديه فأعادته، فلما كان بعد أيام قال: يا عجوز، أعيدي ذلك الدرس، فقالت: ما أحفظه، قال: إني أكرر بعد الحفظ لئلا يصيبني ما أصابك ،"وهذا هو التعاهد الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ففي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها".

وفيهما أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت".

والإبل المعقلة: المشدودة بالعقال وهو الحبل الذي يشد في ركبة البعير، فشبه درس القرآن واستمرار تلاوته بربط البعير الذي يخشى منه الفرار، فما زال التعاهد موجوداً فالحفظ موجود كما أن البعير مادام مشدوداً بالعقال فهو محفوظ، وخص الإبل بالذكر لأنها أشد الحيوان الإنسي نفوراً، وفي تحصيلها بعد استكمان نفورها صعوبة.


أهل الله وخاصته

ويبين لنا الإمام القرطبي - رحمه الله – في المفهم السبب في استحقاق اللوم والعقاب على ترك معاهدة القرآن الكريم؛ حيث يقول: "من جمع القرآن فقد علت رتبته ومرتبته، وشرف في نفسه وقومه شرفًا عظيمًا،  وقد صار ممن يقال فيه: هو من أهل الله تعالى وخاصته، وإذا كان كذلك؛ فمن المناسب تغليظ العقوبة على من أخل بمزيته الدينية، ومؤاخذته بما لا يؤاخذ به غيره؛ كما قال تعالى: "يانساء النبي من يأتِ منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين"؛ لاسيما إذا كان ذلك الذنب مما يحط تلك المزية ويسقطها؛ لترك  معاهدة القرآن المؤدي به إلى الرجوع إلى الجهالة".


كثرة المراجعة

ومن هنا فقد اتخذ العلماء قديمًا وحديثًا طريقة تكرار المحفوظ من القرآن والسنة والعلوم الشرعية والمتون في الفقه والعربية وغيرها وسيلة إلى تقوية الحفظ وصيانته من النسيان، بل واكتشاف الجديد في كل مرة من مرات التكرار.

اقرأ أيضًا.. 

أسهل طريقة لختم القرآن قبل يوم عرفة


 وإذا قام طالب العلم أو حافظ القرآن بكثرة المراجعة والتكرار لما يحفظه من قرآن أو سنة أو متون في اللغة والفقه وغيرهما، فقد أدى جزءًا كبيرًا مما وجب عليه وبقي عليه أن يتقي الله تعالى ويتحرز عن المعصية فإنها تنسي العلم.


اقرأ أيضًا..

بنتي 9 سنين.. إمتى تلبس الحجاب؟.. أزهري يُجيب

ads