معلومات لا تعرفيها عن المساجد المخصصة للنساء في الصين
أدى الملايين من المسلمين حول العالم صلاة العيد اليوم، وجرت العادة وجود مصلى للنساء وآخر للرجال، ولكن في الصين اختارت النساء خيار آخر، ألا وهو أن يصلين مستقلين عن الرجال في مسجد منفصل، إنها ليست قصة جديدة ولكن حكاية مائتي سنة سبقن فيها نساء المسلمين في ذلك.
مهد الإسلام في الصين
يقدم الإسلام في الصين، بتقاليده العريقة مثالاً فريدًا في إنشاء مساجد مخصصة للنساء فقط، وذلك في مدينة كايفنغ في وسط سهل النهر الأصفر في مقاطعة خنان، حيث كانت العاصمة القديمة لأسرة سونغ ، قبل 1000 عام، وكانت ملتقى للشعوب والأديان، وفي الأزقة الضيقة للبلدة القديمة توجد المعابد البوذية والطاوية، وكنائس المسيحية والمساجد الإسلامية، ويوجد في الصين بعض أقدم المجتمعات الإسلامية خارج الشرق الأدنى.
كيف ظهرت مساجد النساء؟
توجد مساجد النساء في الصين منذ عدة مئات من السنين، ويمكن العثور عليها في مقاطعات خنان وشانشي وخبي، حيث شيدت الجاليات المسلمة مساجد منفصلة للنساء فقط، في نهاية عهد أسرة مينج وأوائل أسرة تشينغ، بدأت نساء هوي في تشكيل مساجدهن الخاصة، بدأت مجتمعات الهوي في زراعة المزيد من التعلم الديني بين النساء، ونتيجة لذلك، قامت شريحة من المسلمات اللواتي خضعن لتعليم ديني، بدمج الاحتفالات الإسلامية تدريجيًا في أنشطتهم الدينية اليومية، مما أدى إلى إنشاء مدارس للنساء تحولت لاحقًا لمدارس.
مسجد النساء الرئيسي
يقع مسجد النساء الرئيسي بالقرب من مسجد الرجال الرئيسي، عبر زقاق تصطف على جانبيه أكشاك الطعام، والأكثر إثارة للدهشة هو وجود إمامات من النساء، إمام الصلاة هنا هو غو جينغ فانغ، التي تدربت على يد والدها، إمام مسجد الرجال، وكانت "جينغ" عاملة في أحد المصانع، وقد جاءت من عائلة متدينة، وبعد خمس سنوات من الدراسة أصبحت الإمامة رغم أنها ترى وظيفتها الرئيسية مجرد تعليم النساء قراءة القرآن.
ويعتبر مسجد وانجي أقدم مسجد للنساء في كايفنغ، حيث يعود إلى عام 1820م، قاعة الصلاة هي بالكاد أكثر من غرفة جلوس واسعة مغطاة بالسجاد والكراسي. بالكاد يتسع لأكثر من 50 شخصًا، لكنه من أجمل أماكن العبادة التي يمكن أن تراها في أي مكان آخر.
ووثق التقرير، أنه حضرت الصلاة هناك، أكثر من 30 امرأة أو نحو ذلك، صغيرات وكبار، يرتدين الحجاب الملون والمطرز، والأخضر الليموني، والقرمزي، والأسود المرصع بالنجوم الفضية.
التعليم في الأصل
وترى إمامة المسجد، أن تلك المساجد كانت مدارس مخصصة لتعليم النساء في البداية، حيث أن المدارس جاءت في المرتبة الأولى، وذلك حتى القرن الثامن عشر والذي شهدت تحول تلك المدارس إلى مساجد كاملة، ولا يزال للتعليم دور كبير اليوم، من التدريس الأساسي إلى نسخ النصوص، قالت إحدى النساء اللواتي يتحدثن في فناء المسجد: "عندما كانت أمهاتنا فتيات، كان المكان الوحيد الذي يمكن أن تتلقى فيه المسلمات الفقيرات التعليم: لقد فعلته النساء معًا، ودعمت النساء النساء.
وبين التقرير، أنه رغم المنع بوجود مساجد مخصصة للنساء في معظم الأماكن في العالم الإسلامي، ويعتبرون هذا غير مسموح به، ولكن تتمتع النساء بوضع أفضل في الصين منذ عام 1949 وهذا جزء منه.
اقرأ أيضًا..