الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

امرأة تسبق الرجال.. مريم المهدي صوت الحق في السودان

الإثنين 19/يوليه/2021 - 11:33 م
مريم الصادق المهدي
مريم الصادق المهدي

يترافق اسمها مع صوت الحق دائمًا، ولا يتغير ذلك بتغير موقعها سواء أكانت في المعارضة أو في الحكومة، عرفت عنها مواقفها الجريئة التي عرضتها للخطر بل والإعتقال، إنها مريم الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية.

سليلة بيت عريق
كانت مريم الصادق المهدي سليلة بيت شريف ينتهي نسبه إلي بيت النبوة، ولكن كان قدره أن يتحمل مسؤولية الشعب السوداني، جدها هو الإمام المهدي الذي قاد الثورة المهدية ضد الوجود الإنجليزي، ودشن استقلال السودان لأول مرة في العصر الحديث، وهي ابنة الصادق المهدي رئيس وزراء السودان المنتخب، بل وكان أصغر رئيس وزراء في عصره، وأهم معارض لأنظمة الحكم الاستبدادية التي توالت على حكم السودان بداية من عصر الفريق عبود وانتهاءً بحكم الحركة الإسلامية جناح الإخوان المسلمين في السودان.

طبيبة
ولدت مريم في عام ١٩٨٥م بأم درمان بالسودان، أحد الأجزاء الثلاثة للعاصمة المثلثة الخرطوم، في بيت المهدي، ودرست الطب في جامعات السودان، حيث تنقلت ما بين كلية الطب بالأردن، وما بين نظيرتها في ليفربول البريطانية لإستكمال الدراسات العليا.

على جبهات القتال
لم تعمل "المهدي" بالطب ولكنها امتهنت السياسة مهنة آباءها وأجدادها، وكانت ناشطة فاعلة في معارضة نظام الحركة الإسلامية والبشير، على عكس أفراد آخرين من بيت المهدي، وبدأت العمل السياسي بالمشاركة على الجبهات في العاصمة الإرترية أسمرا، ونجحت في الوصول إلى رتبة "رائد طبيب".

في سجون البشير
دفعت مريم فاتورة عملها السياسي مرارًا وتكرارًا كنزيلة في سجون البشير لمدة ثلاثة مرات، كان آخرها لمدة 3 أسابيع بعد رفض دفع الغرامة، كما أنها منعت من السفر، وشاركت في المظاهرات المعارضة لنظام البشير، غير تدرجها داخل حزب الأمة الإتحادي حتى وصلت لمنصب نائب رئيس الحزب.

سياسية بارعة
كانت أبرز وجوه جبهة الحرية والتغيير في المفاوضات مع المجلس العسكري، وفي المفاوضات التي تلت ذلك مع الحركات المسلحة السودانية، ثم انخرطت في الحكومة الإنتقالية وتولت حقيبة الخارجية، لتصبح مرآة السودان في علاقتها مع العالم الخارجي.

على منصة مجلس الأمن
تولت "مريم" حقيبة الخارجية في وقت صعب من عمر الثورة السودانية، حيث كانت السودان لا تزال تخرج من المشكلة الاقتصادية وملف سد النهضة الذي يهدد الأمن المائي السوداني، وفي الملف الأول كان المؤتمر الذي عقده أصدقاء السودان في فرنسا من أجل إسقاط ديون السودان، والثاني لم يسطر التاريخ أقوى من كلمة مريم الصادق المهدي داخل مجلس الأمن.

آراء جريئة
كانت دائمًا مريم الصادق صاحبة رأي قد يكون مخالفًا لموقعها السياسي، إلا أنها لا تخفيه على عكس الكثير من السياسيين، ويتجلى ذلك في موقفين الأول في القاهرة حين تحدثت المهدي عن بعض القضايا الخلافية مع مصر في إحدى الندوات التي يحضرها مصر، والثانية هي معارضتها على التطبيع مع إسرائيل رغم انخراطها في الحكومة.
 
حياتها الإجتماعية
لم تكن آراء "مريم" فقط هي الخارجة عن موقعها السياسي، بل في حياتها الاجتماعية كانت تمثل تحديًا لبيت المهدي والأنصار "الطائفة الصوفية" التي تزعمها أباها الإمام، عندما تزوجت من عادل شريف، وهو يعتبر الزواج الأول خارج الأهل ومن خارج الأنصار لسليلة بيت المهدي، وأنجبت منه العديد من  الأبناء والبنات أكبرهم ابنتها التي أنجبتها عام 1996 بعد زواجها بعام واحد.

امرأة تسبق الرجال
شكلت "مريم" حالة نسوية متفردة في السياسة السودانية، فهي كانت الاسم الأبرز لخلاقة والدها على منصب رئيس حزب الأمة، رغم ما كان للصادق المهدي من مكانة كزعيم ديني وسياسي في وقت واحد، حيث كانت الأصوات التي تتحدث عن إبعادها عن هذا المنصب الحساس كامرأة قليلة، وفي لعبة السياسة كانت المهدي أوفر حظًا من كثير من سياسي السودان الرجال، وجاء اختيارها لمنصب وزيرة الخارجية عن استحقاق لوزنها النضالي والسياسي بهذه البلد المحافظ للتقاليد.

اقرأ أيضًا..

ads