أُجبرت على زواج القاصرات.. ماما نويل تروي لـ«هير نيوز» رحلتها من الظلمات للنور
الإثنين 19/يوليه/2021 - 04:24 م
سيد مصطفى
انتشرت خلال العام الماضي كالنار في الهشيم صور "ماما نويل" الموصل، وهي على دراجتها وتوزع الهدايا ولعب الأطفال، وأصبحت أيقونة على كل وسائل الإعلام العربية والدولية في المدينة التي يُسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي سابقًا.
هي الناشطة العراقية "شيماء العباسي"، ولكن قبيل عيد الأضحى أجرت «هير نيوز» حوارًا مع "ماما نويل" لتكشف لنا عن نشاطاتها الحالية ومعاناتها التي تعرضت لها كامرأة، وإلى نص الحوار:
ما هي أعمالك لخدمة المرأة العراقية حاليًا؟
أنا أعمل الآن في مدينة الموصل بالتحديد على بعض المشكلات التي تؤرق المجتمع العراقي والملفات التي تواجه النساء العراقيات خاصة، مثل حل النزاعات وبناء السلام وزواج القاصرات والتحرش والتطرف والعنف وغيرها أدرب الكثير من الشباب والفتيات على القيادة.
ما هي فكرة برنامجك الجديد؟
برنامجي الجديد يُسمى "من الظلمات إلى النور"، وتركيزي فيه على أطفال نينوي في كثير أمور صارت في هذه الفترة، وكثير حابة أحكي عنها ونوصلها كرسالة للجمهور، وهو ليس برنامجي الأول فقد بدأت على قناة ر.س.م وهي قناة في الموصل برنامج عنوانه "ماما نويل" وهو برنامج تثقيفي وتوعوي وتظهر مواهب الأطفال، وقدمت خلاله مسابقات أيضًا للأطفال، وفي برنامجي الجديد سأشرك الأطفال معي، سأحاول جاهدة أن أوصل الرسالة وأدرب العديد وأثبت أن المرأة قادرة على فعل كل شيء، وسأتحدث عن أسباب الي جعلتني أكون امرأة قيادية داعمة وكناشطة مدافعة عن حقوق النساء خاصة بمجتمعنا.
هل تعرضتِ للعنف والانتهاكات كامرأة؟
هذا حقيقي فأنا أحد أمثلة النساء العراقيات التي تعرضت لجميع المشكلات، حيث تعرضت للعنف سابقًا والانتهاكات، وكوني حرمت من مستقبلي ودراستي سابقًا إلا أنني لم أتوقف، لسبب عادات وتقاليد مجتمع حرمنا من مواهب وأبسط حقوقنا، ونزوح الحروب كم كان له تأثير وكم خسرنا وكم تألمنا إلا أننا أثبتنا أن النساء أقوياء، وحاليًا يصل عدد فريقي إلى 184 فتاة كلهن أصبحن "ماما نويل".
كيف بدأت قصتك مع الانتهاكات وزواج القاصرات؟
أنا من الأشخاص التي تعرضت للانتهاكات في عمر 16 عامًا وكنت لا أزال طفلة، ثم تعرضت إلى تجربة أصعب وهي تجربة النزوح من جبل سنجار، وعشت بوضع صعب داخل المخيمات كوني نازحة من هناك، وكان زواج القاصرات قصة مؤلمة تحولت حياتي بسببها، لأني كنت تزوجت زواج قاصرات حيث ارتبطت بشخص لا أحبه، وهو الشيء الذي تغير منذ العام الماضي؛ لأنني الآن خطبت لشخص ناشط قام بحمايتي من الضغوط التي فرضها الأهل عليّ، ويساعدني على تأدية مهمتي.
هل واجهتِ ضغوط من المجتمع بسبب دورك كـ"ماما نويل"؟
اصطدمت بضغوط كبيرة مارسها أهلي، بل ووصلت إلى حد العنف بسبب تقديمي لفقرات ماما نويل، وخرج البعض يتهمني بأنني ما أفعله هو حرام وعيب ولا يصح أن أقوم به مع الأفراد الآخرين، لكني تحديت وواجهت الكل بأن دوري كـ"ماما نويل" شيء إيجابي وينشر الأمل والمحبة والسلام، وتسببت تلك الضغوط في عدم ظهور ماما نويل إلى النور لعدد من السنوات بسبب العنف الموجه ضدي، خاصة وأنني امرأة منفصلة وأقدم تلك الفقرات إلى الأطفال، وذلك حتى جائتني الشجاعة في 2019 بأن أقف أمام الكاميرا وأنشر تلك الفقرات التي أقوم بها.
هل بالفعل تتعرضين للتنمر؟
بدأت قصتي مع التنمر الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي عقب ظهور مقاطع فيديو لي في مدينة الموصل القديمة بزي "ماما نويل" على ظهر دراجة، وظهرت الكثير من عمليات التنمر الإلكتروني على دراجتي، رغم أنني لا أمتلك نقود لشراء سيارة، واستخدمت الدراجة لرسم البهجة على وجوه الأطفال، إلا أن ذلك لم يمنع المتنمرين.
ما هي أمنيتكِ خلال العيد؟
إن أوصل الرسالة وأدرب العديد وأثبت أن المرأة قادرة على فعلى كل شيء.
ما هي رسالتك لكل من هددوكِ وأساءوا لكِ؟
لن أتوقف مهما حدث وسوف أحاول بكل جهد توصيل رسالتي، وإن مت سيكون لي دور بالمجتمع.
اقرأ أيضًا..