الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

احذري الرضوخ لها.. أسلحة يستعملها طفلك لتلبية طلباته

الثلاثاء 20/يوليه/2021 - 07:42 م
هير نيوز

دلع الأطفال مشكلة تؤرق كل أسرة وخاصة عندما يطلب الطفل شراء لعبة أو جهاز ما وبإلحاح شديد، فإذا رفضت الأسرة تنفيذ طلبه، يسرع إلى سلاحه الأول البكاء فتسرع الأسرة بدورها إلى تلبية طلبه.
 
والحقيقة أنه من الخطأ أن يتعود الطفل على تلبية طلباته كلها، فمن المفروض أن يسمع كلمة (لا) كثيرًا حتى يكف عن استخدام هذه الأساليب الملتوية مع أسرته، فاحتمال الإزعاج أبسط من احتمال طفل مدلل وكل طلباته مجابة.
 
من أهم الوسائل التي تعود الطفل أن يكون مثاليًا، ويطلب ما يحتاج إليه فقط هي تجنب تعريضه إلى التلفزيون والألعاب الإلكترونية وعلى الوالدين أن يتداركا هذا الأمر، ويقللا جلوس أبنائهما أمام شاشتي التلفزيون والكمبيوتر.

لا تستغربي أن يصر ابنك على شراء حذاء مرسوم عليه (نينجا السلاحف) أو غيره من أبطال أفلام الكارتون حتى لو كان ذلك الحذاء سيئاً لأن الأطفال صيد ثمين للإعلانات التجارية، وهم أكثر تأثراً بها وأكثر تأثيراً على آبائهم لشراء منتجاتها.

علينا أن ندرك أن أطفالنا قادرون على أن يكونوا سعداء بدون تلفزيون وألعاب الكمبيوتر وألعاب أخرى، وعلى أطفالنا ألا يتوقعوا هدية صغيرة أو كبيرة في كل خروج إلى السوق، يعمد كثير من الآباء والأمهات الذين يمضون ساعات عديدة بعيدا عن البيت سواء في العمل أو غيره إلى تعويض أبنائهم عن هذا الغياب بهدايا متكررة.

إن سلوك مثل ذلك لا يجلب الحب للأبناء بقدر ما يربط رضا الطفل عن أحد والديه بمقدار ما يقدم له من الهدايا.

آباء اليوم وأطفال الأمس
ويطرح كثير من آباء اليوم، أبناء الأمس، عددًا من الأسئلة من قبيل:
لماذا قل مستوى هيبة الآباء بين أبنائهم؟
ولماذا انحسر تقدير الأبناء واحترامهم لهم؟

في الماضي كانت الدماء تكاد تتجمد في عروق الأبناء بمجرد تقطيب حاجبين أو نظرة حادة، أو عض شفة من أحد الوالدين دون أن ينطق بكلمة، أو يمد يده للضرب، وعلى الرغم من التقدم الحضاري والوعي الثقافي لكلا الوالدين، فإن المستوى التربوي يتراجع نوعًا ما أمام تربية ابن البادية أو الريف الذي لا يتمتع والده بنفس المستوى الثقافي.

يكاد يمضي أبناء الريف والبادية معظم أوقاتهم في رعاية الإبل والبقر وحلبها ورعي الغنم والاستمتاع بمواليدها الصغيرة، وجمع البيض وغيرها من الواجبات التي لا مناص منها.

بل أن الطفل هناك يسعى إلى تعلمها منذ طفولته الأولى، ويكاد الصغير في الصحراء أو الريف لا يجد وقتاً يرتاح فيه، وعلى هذا فإنه يخلط بين عمله والاستمتاع بوقته، ويعود إلى بيته وقد أنهك جسمه النحيل وعقله وفكره.

أما أبناء المدن فكثيراً ما يستيقظون متأخرين في النوم، خصوصاً في الإجازات ويبدأ برنامجهم الترفيهي أمام شاشات القنوات الفضائية فمن فيلم كرتون إلى برنامج الأطفال، إلى فيلم كرتون آخر، وإذا أحس الطفل بالضجر أدار جهاز الكمبيوتر لمزيد من الألعاب الالكترونية لتستهلك فكره وبصره دون أن يستنفد طاقات جسمه الكامنة.

على الوالدين أن يحددا أوقاتاً لمشاهدة أبنائهما لهذه الأجهزة وإذا تم إغلاق التلفاز فسيبحث الابن والابنة عما يشغلهما.

كيف تشغلي وقت طفلك في وسائل مفيدة؟

ساعدي أبنائك في البحث عن وسائل مفيدة تشغل أوقاتهم، كما أنه من المناسب جداً أن يفهم الأبناء أداء بعض الواجبات المنزلية بعد تناول وجبة الإفطار بإمكان طفل الأربع سنوات أن ينظف المائدة وينقل أطباق الإفطار إلى حوض الغسيل، وبإمكانه أيضاً أن يسهم في غسل الاطباق مع بعض كلمات الإطراء منها برافو مثلا وهايل .

وبإمكان طفل الخمس والست سنوات أن يرتب سريره ويجمع ألعابه وكتبه ويشرع في ترتيبها، من الضروري أن يتحمل الأبناء الصغار بعضا من الأعباء حتى يتعودوا المسؤولية مهما كان العمل تافهاً، وجهي ابنك وابنتك إلى القيام به وتشجيعهما على أدائه.

لاحظي أن توفير هذه الألعاب يستهلك ميزانية ليست بالقليلة قياساً بالمنافع التي تجلبها، ومتى ما تولد لدى الأبناء شعور بأنهم مميزون وأن تفكيرهم يسبق سنهم فإنهم تلقائياً سيتحولون إلى مستهلكين انتقاليين وأذكياء.

وسيعزز ذلك جانب الضبط والحفاظ على الأموال، احذري أن تعطي ابنك أو ابنتك شعوراً بأن الأسرة فقيرة وغير قادرة على تأمين ما يلح عليه الأبناء لأنهم سيراقبون تصرف والديهم وسيحاسبونهم في كل مرة يشتريان شيئاً لهما.

وربما يسرف كثير من الآباء في شرح أسباب امتناعهم عن تلبية رغبات أبنائهم، ولذا فإن الابن سيتعود في كل مرة يرفض فيها طلبه على تفسير منطقي سواء أكانوا يستوعبون ما يقال لهم أم لا.

إذا رفضت طلب ابنك في شراء شيكولاتة فإنه من غير المناسب أن تشرحي له أضرارها الصحية وأنها تزيد نسبة الكولسترول وترفع ضغط الدم وغيرها من الايضاحات فقط قولي له: إنها غير جيدة لك.

لا تنسي أن وظيفتك هي تنشئة أطفالك حتى يسلكوا طريقهم بيسر في الحياة، علميهم أن الحصول على شيء يتطلب جهداً حقيقياً وأن التحايل والإلحاح لا يأتيان بنتيجة.

اقرأ أيضًا..

ads