انتبهي.. علامات تدل على إصابتك بتصلب الأعصاب المتعدد
الخميس 15/يوليه/2021 - 07:32 م
انتبهي إذا فاجأتك أعراض عند استيقاظك من نومك وشعور متواصل بالتنميل في الأطراف أو بزغللة أو عدم التحكم في التبول، أو إصابة بالعصب الخامس أو عدم الاتزان أو تحول الإحساس والنطق بشكل غير طبيعي مع الشعور بالإرهاق العام، ووجود مشكلات بالمثانة والأمعاء، وزيادة الحساسية وارتفاع فى درجة الحرارة، ووجود معوقات فى الإدراك والانفعال.
إذا استمرت هذه الأعراض لمدة 48 ساعة،.. فعليك فورًا استشارة طبيب الأعصاب، فهذا ما يعرف بتصلب الأعصاب المتعدد أو ما يسمى بمرض الـ«MS».
مرض التصلب المتعدد من أخطر الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي المركزي المكون من المخ والمخيخ وجذع المخ والنخاع الشوكي، هكذا بدأ حديثه د. ساهر هاشم أستاذ المخ والأعصاب بجامعة القاهرة موضحًا أنه مرض مناعي ذاتي يصيب فيه جهاز المناعة مادة المايلين التي تغلف الخلايا العصبية، ما يسبب تأخير في نقل الإشارات العصبية من المخ إلى بقية أنحاء الجسم ويؤثر بالسلب على جودة الحياة للمريض.
وأشار إلى أن للتصلب العصبي المتعدد أنواعا، منها الحميد، وهو عبارة عن هجمات خفيفة وقليلة العدد، ومنها الانتكاسي والثانوي والمتطور الذي يشمل إصابات حسية وحركية وتكون الهجمات فيها متلاحقة مما يتطلب مساعدة الآخرين للمريض.
وشدد على أهمية اكتشاف العلاج مبكرًا حتى لا يصل المريض إلى فترة الإعاقة، لافتًا إلى أن هناك من المصابين بالتصلب المتعدد يفقدون وظائفهم بسبب المرض، كما أنه من 10 إلى 20% يسبب لهم المرض مشكلات اجتماعية، على رأسها الانفصال الأسري.
كما أوضح أن كل خطوة إلى الأمام في تشخيص أو علاج هذا المرض تساعد في إنقاذ العديد من المرضى وفي مقدمتهم الشباب لأنهم الأكثر إصابة به، وتهيئة حياة أفضل لهم.
وأكد أنه خلال السنوات الماضية اختلفت منظومة التصلب المتعدد بمصر، بمعنى أنه لم تكن الوحدات الخاصة بهذا المرض متاحة، ولم تكن العلاجات متوافرة على نفقة الدولة والتأمين الصحي، كما أنه لم يكن هناك تواصل بين الأطراف المختلفة التي تتعامل مع مريض التصلب المتعدد، لكن الآن اختلف الوضع كثيرًا للأفضل، وأصبح العلاج من خلال التأمين الصحي.
وأشار إلى أنه في السنوات الأربع الأخيرة زاد الوعي العام بالمرض بين الأطباء والمرضى، وتوافرت وحدات خاصة للتصلب المتعدد بالجامعات المصرية كافة، وتتعامل هذه الوحدات مع جميع تفاصيل المريض من متابعة وعلاج وفحوصٍ، بالإضافة إلى وجود قاعدة بيانات عن المرضى حتى أصبح ترتيب مصر في قاعدة البيانات التاسع عالميا والأول عربيًا.
ويرى الدكتور محمد البهي رضا أستاذ المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة الأزهر ورئيس شعبة التصلب المتعدد بالجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب وعميد كلية طب الأزهر السابق أن الخروج بعلاجات سهلة التناول يحمي المريض وأسرته من مجموعة من المضاعفات غير المرغوب فيها والتي قد تؤثر على حياتهم.
وأوضح أن مرض التصلب المتعدد يشكل حملًا ثقيلًا، لارتفاع كلفة العلاج سواء تحملها المريض أو الدولة، حيث تصل التكلفة العلاجية للمريض الواحد آلاف الجنيهات شهريا.
وأكد أن مرض التصلب العصبي المتعدد يحدث في مناطق متعددة من العالم وبنسب مختلفة، فمثلا في الجزء الجنوبي من أوروبا مثل إيطاليا واليونان يكون معدل الإصابة نحو 50 شخصًا من بين كل مئة ألف شخص، بينما تكون الإصابة أعلى في مناطق أوروبا الشمالية كما في أجزاء من أسكتلندا فالمعدل 200 شخص من بين كل مئة ألف شخص، وفي بقية أوروبا بما يقارب 100 شخص من بين كل مئة ألف شخص يعانون من المرض نفسه، وهو عادة ما يحدث في المناطق الباردة أكثر من المناطق الحارة مناخيا.
وأشار إلى أن هذا المرض يصيب نحو 30 من بين كل عشرة آلاف شخص في منطقة الخليج العربي ولبنان، موضحًا عدم وجود دراسة واضحة المعالم حول هذا المرض في الوطن العربي، حيث إن مرض التصلب العصبى المتناثر أو التصلب المتعدد هو مرض لا يتم التنبؤ بحدوثه، وأشار أيضًا إلى أن نسبته تتراوح من 30 إلى 40 حالة فى مصر من كل مئة ألف شخص، و6 حالات في السعودية من بين كل مئة ألف شخص.
وأضاف أن الأبحاث الجديدة أظهرت زيادة انتشار المرض أخيرا، وأنه غالبا ما يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عاما، وهي الفئة المنتجة في المجتمع، مما يؤثر سلبا على مجتمعنا المصري ككل في مرحلة نحن بحاجة إلى سواعد الشباب أكثر من أي وقت مضى.
وذكر أن هذا المرض يعد من الأمراض العصبية المزمنة، وتشير الإحصائيات إلى إصابة أكثر من 25 ألف شخص بالمرض فى مصر وقد تزيد النسبة، مما يسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر للمرض وأهمية الوعي الصحي للأطباء والمرضى بطبيعته والتوعية بأخذ العلاج المبكر للتحكم فى مسار المرض.
بينما يرى د. ماجد عبد النصير أستاذ المخ والأعصاب جامعة القاهرة والسكرتير العام للجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب أن مرض الأعصاب المتناثر يعد ثاني سبب لإعاقة الشباب حركيًّا ونفسيًّا في العالم، بعد حوادث السيارات، وفي هذا المرض يتخلي جهاز المناعة عن مهمته في الدفاع عن الجسم إلى مهاجمة نفسه، حيث يُهاجَم الغشاء المغلف أو المغطي للمسارات العصبية والتي تسمي طبقة (المايلين)، مما يؤدي إلى اختلال الجهاز العصبي، ويسمى بالتصلب العصبي لأنه يصيب أكثر من مكان في الجهاز العصبي، كما أنه متناثر أيضا من حيث تتابع الإصابات لأنه يأتي على هيئة نوبات متكررة.
وقال: إن هذا المرض قادر على التسبب في إحداث مجموعة متنوعة من الأعراض، من بينها ضعف العضلات، والتشنجات، والإحساس بالوخز، وصعوبة الحركة، والاكتئاب، ومشكلات في الرؤية، وصعوبة في الكلام، والتعب الشديد والألم.
وفي الحالات الأكثر تطورًا يمكن أن يتسبب في الإعاقة. ويحدث كل ذلك بسبب اضطراب في جهاز المناعة، مما يؤثر سلبًا على الدماغ والحبل الشوكي. وإضافة إلى أعراض المرض العامة كالتعب والإرهاق والإحساس بتنميل في الوجه وجذع الجسم والدوخة، فقد تظهر على المريض أعراض أخرى حسب موقع الإصابة، ومنها: الاكتئاب النفسي، وإصابة العصب البصري، واضطراب توازن الجسم، وصعوبة التحكم في التبول.
ويوضح أن هذا المرض يدمر ببطء غشاء المايلين الذي يحيط بالأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية، ويُخَلِّف بقعًا في الخلايا العصبية بجميع أنحاء الدماغ والحبل الشوكي، مما يؤدي إلى عرقلة الرسائل المرسلة من المخ إلى أجزاء الجسم.
وأضاف د. ماجد أننا حاليا في زمن وصف العلاج الملائم لكل مريض، حيث لا يوجد علاج موحد لكل المرضى، مؤكدًا أنه يجب أن يكون تقييم حالة المريض واتخاذ القرار بتوصيف العلاج المناسب حسب الحالة.
وقال: إن فعالية العلاج وقدرته على الحد من نوبات المرض مهمة للغاية، حيث تشمل النوبات أعراضًا كثيرة منها عدم القدرة على الإبصار وضعف في التحكم بالتبول والقدرة الجنسية مع خدر نصفي مصحوب بعدم القدرة على التوافق العصبي العضلي إذا أهمل المريض العلاج المبكر، الذي قد يؤدي إلى التحكم في هذه الأعراض مما يقي المريض من الوصول إلى مرحلة العجز الكلي وعدم القدرة على الحركة. وأشار إلى أنه لابد من مراعاة الآثار الجانبية للعلاج وتأثيرها على حياة المريض وعلى أبعاد أخرى مثل ضغط الدم، بل الأهم أن لا يتعارض العلاج مع قدرة المريض على ممارسة حياته الطبيعية ومن بينها الإنجاب.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور هاني عارف «أستاذ أمراض المخ والأعصاب بكلية الطب جامعة عين شمس» أن هناك دواء يعمل بأكثر من طريقة للحد من نوبات المرض ومنع تطوره، كما أنّه لا يشكل خطورة على حالة الضغط أو القلب ولا يسبب زيادة المضاعفات الناتجة عن المشكلات العصبية أو السكر مثل التهاب الأعصاب البصرية.
واستطرد أن الدواء يُتناول عن طريق الفم، وهو ما يسهل الأمر على المرضى، حيث إن معظم أدوية المستوى الأول من مرض التصلب المتعدد تعتمد على الحقن، وهو ما يؤدي إلى عدم تناول المرضى للعلاج بانتظام لأسباب مختلفة من بينها النسيان، أو عدم الرغبة في الحقن.
وأوضح أن عدم تناول الدواء بانتظام يحرم المريض من تحقيق الغرض، وهو العلاج وتجنب الإصابة بعجز جزئي أو كلي بعد عدة سنوات. وأضاف أن الدواء يناسب قاعدة عريضة من مرضى التصلب المتعدد، حيث يناسب المرضى الذين تم تشخيصهم حديثًا، أو المرضى الذين يرغبون في تبديل العلاج بسبب الآثار الجانبية الناتجة عن العلاجات السابقة للمرض، أو من يشعرون بحالة عدم الرضا من العلاج الحالي الذي يُتَّبع.