«فين توك».. الوجه الحسن لـ«تيك توك» لإدارة أموالك الشخصية
الخميس 15/يوليه/2021 - 12:06 م
بات "تيك توك" واحدًا من أهم التطبيقات التى يحرص شباب الجيل الحالي، خاصة منذ بدء تفشي جائحة كورونا على متابعتها، إلى حد أنه في عام 2020 باتت المقاطع المنشورة عليه تتجاوز تلك المنشورة في التطبيقات الأخرى، بعدما تجاوز عددها عالميًّا الـ2 مليار مقطع.
استثمار الأموال
وبدأ تيك توك نشر مقاطع تعلم الشباب كيفية استثمار أموالهم بشكل أفضل، والتي باتت تلقى رواجًا عبر التطبيق، إلى حد تخصيصه مساحة لتلك المقاطع تحت مسمى الـ«فين توك».
عدد المشاهدات
ووصل عدد مشاهدات المقاطع الخاصة بإدارة الأموال الشخصية، لأكثر من 4.4 مليار مشاهدة، فما يميز الـ«فين توك» هو أنه يدفع الشباب الذين لم يعيروا من قبل اهتمامًا بكيفية إدارة أموالهم بالشكل الأمثل واستثمارها، للبدء في التفاعل معها، حتى إن البعض بدأ يتخذ خطواته الأولى نحو الاستثمار المستوحى من المقاطع القصيرة التي شاهدوها.
مواقف متعددة
وعلى الرغم من صغر سنها إلا أن الفتاة البريطانية أفا موننترى، 17 عامًا، التي قادتها الصدفة لمشاهدة أحد المقاطع، تقول: إن الفيديوهات تحتوي على العديد من النصائح المجدية حول استثمار الأموال؛ لذا بدأت بالفعل اتباعها لاستثمار أموالها.
وطبقًا لما جاء في تقرير صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن 46 % من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما، أصبحوا أكثر اهتمامًا بالاستثمار خلال الأشهر الستة الماضية، كما أن 1 من كل 5 منهم، تحمس لاستثمار أمواله لما شاهده في مقاطع التيك توك.
وتعد لورا بومفريت، 33 عامًا، وشقيقتها هولي، 31 عامًا، ممن ينشرون مثل تلك المقاطع، وقد وصل عدد المتابعين لهما نحو 22 ألف شخص.
وفي محتوى مقاطعهما تتناولان الاتجاهات المالية، مثل التعرف على أسعار استئجار العقارات وشرائها والمفاضلة بينهما، وذلك باستخدامهما لغة سهلة وبسيطة يمكن للجميع فهمها وليس للمتخصصين فقط.
وتتطلع الفتاتان إلى الوصول بالشباب، ممن تتراوح أعمارهم بين 21 و25 عامًا، للتعرف على كيفية استثمار أموالهم؛ حتى يكونوا مستثمرين بدلًا من مجرد مستهلكين.
غياب الثقافة المالية
أما الشاب ديفيد بوكو، البالغ من العمر 20 عامًا، فإن صفحته الشخصية على التيك توك، التي تضم أكثر من 330 ألف متابع، باتت مليئة بمقاطع الفيديو التعليمية حول المصطلحات الاقتصادية؛ وذلك لغياب الثقافة المالية في مدرسته، فلم يكن يعلم معنى الضرائب والاستثمار والديون؛ لذلك سعى لتعليم نفسه والتحق بجامعة نوتنجهام بإنجلترا، لدراسة الأمور المالية والمحاسبة والإدارة، ولم يكتف بتعليم نفسه فقط، بل إن أغلب محتوى مقاطعه المنشورة تحتوي على ما يدرسه في كليته؛ لتثقيف متابعيه.
أما أندرا ماير، 27 عامًا، التي فقدت وظيفتها في العلاقات العامة بإحدى الشركات العام الماضي، فقد لجأت لمشاهدة مقاطع الفين توك، من أجل معرفة كيفية عمل ميزانية، وقد عثرت بالفعل على أحد المبدعين الذي أجاد شرح كيفية استخدام نموذج «جوجل» لإعداد الميزانية؛ مما جعلها تسأل نفسها «لماذا لم أفعل هذا من قبل؟!»، كما زاد اهتمام ماير بمشاهدة مقاطع الاستثمارات المالية؛ مما شجعها على القيام بأولى صفقاتها.
وعلى النقيض يحذر كثير من المحللين الاقتصاديين والمتخصصين المتابعين لتلك المقاطع، من الوثوق في كل المعلومات التى يشاهدونها عبر التطبيق، وضرورة بذلهم جهدًا أكبر في البحث؛ للتأكد من صحة المعلومات التي يتلقونها؛ وذلك لإمكانية تلاعب صناع محتوى تلك المقاطع بالسوق، من خلال توجيههم للاستثمارات الخاصة بهم، كما يمكن دفعهم للاستثمارات عالية المخاطر، مثل الاستثمار في العملات المشفرة أو الافتراضية مثل البيتكوين، والتي تعد شديدة التقلب.
ويرى المشاهدون والمؤثرون أن الـ «فين توك» يملأ فجوة معرفية حيوية لشباب المملكة المتحدة؛ لذا يقول المتحدث باسم «تيك توك»: «إن الحفاظ على أمان مجتمعنا له الأولوية القصوى لهذا السبب تم إطلاق حملة، لتذكير المستخدمين بأن الاستثمارات تنطوي على مخاطر؛ لذا فلن نسمح بالمحتوى الذي يتسبب في ضرر مالي أو شخصي لأي فرد».
والنصيحة المثالية قبل اتخاذ أي خطوات على أرض الواقع، هي: «قم بإجراء البحث الخاص بك ولا تتخذ قرارًا ماليًّا لمجرد أنه رائج، واحتفظ بخياراتك مفتوحة».