قال الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر: إن الدين الإسلامي أقر بأن الأبناء والأمهات بينهم رباط مقدس إلى يوم القيامة، وبينهم عقد يتمثل في العطاء المستمر.

فبالنسبة للأم فعطائها من أول لحظة تكون فيها الجنين في بطنها وحتى تتركه في الدنيا وتموت مهما بلغ من العمر، وطبيعية عطاء الأم طبيعية معقدة جدا وتجعل من هذا العطاء دينا يصعب على الأبناء أن يؤدوه أو يوفي حقها كما ينبغى، ويرجع ذلك لثلاثة أسباب، أولها أن الأم والأب هم سبب وجود الأبن في الدنيا والحياة، وتمثل الأم السبب الظاهري أما السبب الحقيقي فيرجع إلى الله عز وجل.

وتابع: لذا أمر القرأن الكريم الأبناء بب الوالدين من خلال العديد من الأيات مثل قوله تعالى  {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا}، وفي قوله تعالى  {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، وهنا قدم الطاعة لله اولا ثم للوالدين، وهذا أمر عظيم لأن الله خص الانسان بطاعة الوالدين بعد طاعته مباشرة أي في المرتبة الثانية بعد الله لذا لابد على الأبناء أن يحافظوا على بر الوالدين مهما كانت الأسباب والمصاعب.

وأضاف الشيخ الدكتور أحمد الطيب خلال لقاء قديم له عندما كان مفتي للديار المصرية، والمذاع على قناة دريم، والسبب الثاني لبر الوالدين، هو تحمل الأم ألام الحمل والولاده والرضاعة والتربية، وتبذل الأم تلك المتاعب عن طيب خاطر، أما السبب الثالث أن الأم في كثير من الأحيان مستعدة لأن تنكسر بسبب أولادها وذلك في حالة طلاقها أو وفاة زوجها فتستطيع أن تكتفي بتربية أبنائها وترفض الزواج مع أن لها الحق الشرعي في ذلك.