د. آيات الحداد تكتب :جيهان السادات.. مثل أعلى لكل امرأة مصرية وطنية
جيهان السادات لم تكن مجرد زوجة لرئيس جمهورية مصر العربية القائد أنور السادات، ولا مجرد سيدة مصر الأولي؛ بل كان لها دور مهم فى تاريخ مصر ولعبت العديد من الأدوار المهمة، من جميع النواحى السياسية والاجتماعية، وأيضًا كان لها دور مهم فى التشريع ونصرة المرأة ومساعدتها فى الحصول على حقوقها، فلو تحدثت عن كفاحها مع زوجها أنور السادات، قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية فهى رمز للمرأة المصرية الأصيلة المساندة لزوجها، كما لعبت دورًا مهمًا خلال حرب الاستنزاف؛ فكانت عضو فى الهلال الأحمر منذ تولى أنور السادات منصبه كرئيس لمجلس الأمة، وتتواجد دائمًا وسط سيدات الهلال لتساهم فى النشاط التطوعي، وبعد تولى الزعيم أنور السادات منصبه كرئيس للجمهورية كانت تزور الجنود والأبطال المصابين أثناء أكتوبر 1973، ولذلك أطلق عليها أم الأبطال، وأم الجنود، وهى بذلك تعتبر أول سيدة أولى فى تاريخ جمهورية مصر العربية تخرج إلى دائرة العمل العام، لتباشر العمل بنفسها.
كما أنها لعبت دورًا لا يُستهان به فى إبراز دور المرأة السياسى فى المجتمع وإتاحة الفرصة للنساء للمشاركة فى الحياة السياسية فأنشأت مركز رعاية مصابى وشهداء الحرب، تحت اسم الوفاء والأمل؛ لرعاية أهالى الشهداء والمصابين، وما يزال هذا المركز متواجدًا، منذ عام 1973حتى يومنا هذا.
بخلاف الدور الذى لعبته فى نصرة المرأة ودعم حقوقها، ودورها من الجانب التشريعي؛ فعقب إذاعة فيلم أريد حلًا لفاتن حمامة، والذى تناول مسألة حق المرأة المتضررة أن تطلب الخلع؛ تدخلت السيدة جيهان السادات لنصرة المرأة المصرية المتضررة حتى صدر القانون الجديد عام 1979، وتم تسميته بقانون جيهان ويلزم الزوج بإبلاغ زوجته قبل تسجيل الطلاق، والحق فى تحريك دعوى قضائية للمطالبة بالنفقة؛ بخلاف مشروع تنظيم الأسرة، وكانت الرئيس الفخرى للمجلس الأعلى لتنظيم الأسرة، وكانت من المشجعات لتعليم المرأة وحصولها على حقوقها فى المجتمع المصري. كما أنها ترأست العديد من الجمعيات والتى بلغ عددها قرابة 30 منظمة وجمعية خيرية، بخلاف أنها كانت رئيسًا شرفيًا لتنظيم الأسرة، والجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الخدمات الجامعية، وكان لها بصمة فى دعم ذوى الاحتياجات الخاصة، فأنشأت مركزًا للعناية بهم عام 1972، وتم افتتاح أول قرية أطفال لتسع 300 طفل فى القاهرة وأخرى بالإسكندرية وثالثة بطنطا، وعلى الجانب الإنسانى تم افتتاح مشروع لكفالة الطفل اليتيم، كما اهتمت بالمرأة الريفية من خلال مشروع »جمعية تلا التعاونية لتعليم القرويات الخياطة والتريكو«، مع إقامة معارض لتسويق الإنتاج، كما كانت رئيسة الجمعية المصرية لمرضى السرطان، وجمعية الحفاظ على الآثار المصرية، والجمعية العلمية للمرأة المصرية، وجمعية رعاية طلاب الجامعات والمعاهد العليا.
ولم تكتف بالعمل الاجتماعى فقط؛ فقد رشحت نفسها كـ«مستقلة« للحصول على مقعد فى المجلس الشعبى بالمنوفية، الذى يضم ممثلى 300 قرية عام 1974؛ وأعيد انتخابها عام 1978، وخدمت 3 سنوات كأول سيدة رئيس لمجلس شعبى فى مصر. بعد عرض بعض من رحلة كفاح الراحلة جيهان السادات والتى ضربت أروع الأمثلة وقدمت نموذج رائع للمرأة المصرية القوية التى تجمع ما بين الصلابة والقوة والأنوثة والإنسانية؛ فهى لم تكتف بأن تصبح سيدة مصر الأولي، بل تعلمت إلى أن حصلت على أعلى المؤهلات وهى الدكتوراه، بخلاف التواجد على جميع الساحات السياسية والاجتماعية والإنسانية وأيضًا التشريعية؛ بخلاف دعمها للمرأة المصرية من جميع النواحي، فكانت خير ناصر وداعم لها، رحلت جيهان السادات جسدًا، ولكن ستظل روحها وأعمالها خالدة؛ لتصبح مثلًا أعلى لكل سيدة مصرية ناجحة استطاعت أن توازن بين عملها كزوجة وكأم وأيضًا كامرأة ناجحة فى عملها السياسى والاجتماعى وعملها الأكاديمي، لتؤكد للعالم أن المرأة إذا أرادت النجاح استطاعت، ولم تخلق كما يدعى البعض للبيت فقط.
________________
عضو مجلس النواب
الأهرام المسائي