خبيرة تنمية بشرية: نظرتك للأمور سر نجاحك.. أو سبب فشلك
الأحد 04/يوليه/2021 - 06:33 م
راما احمد
يقول رائد التنمية البشرية في الوطن العربي الدكتور إبراهيم الفقي: "نظرتك تجاه الأشياء، مفتاح نجاحك أو فشلك، وهذا يعني أننا من نحدد نجاحنا وفشلنا بأيدينا، وبالطريقة التي ننظر بها لقدراتنا الداخلية، وكذلك لما نواجهه من مشاكل، وما نراه صعبًا أو مستحيلًا، هو ليس بالضرورة كذلك، بل نحن من نجعله صعبًا بإحساسنا به، الذي نرسله لعقلنا ليؤمن بالفعل بصعوبته".
نظرتك للأمور تحدد أفكارك
وتؤكد هند عبد الهادي لايف كوتشنج، أن نظرتك للأشياء والأفعال وحتى الأشخاص هي ما تحدد واقعك الحالي، فالبعض يرى أن ( الشغل مش عيب)، وكأنه يقول في قرارة نفسه إن هذا العمل لا يليق بي، وقبولي به يقلل من قدري، لكني سأقبله، فقط لتحسين حالتي المادية.
والبعض الآخر يقول: ( إن العمل شقاء)، وهنا نجدهم بالفعل بإيمانهم بهذه الفكرة يصابوا بالأمراض من ضغط وسكر وغيره.
في حين أن هناك آخرين يرونه تحقيق ذات وحرية مالية، ونجد من يؤمنون بذلك مستواهم الاجتماعي في ارتفاع، وكذلك مستواهم المادي.
لذلك عزيزتي المرأة لابد أن تعلمي أن في الأصل واقعك المادي هو إنعكاس لما في داخلك ونظرتك للأشياء من حولك.
تأثرك بالدوائر الأولى من حولك
دائرة الوالدين
تضيف هند عبد الهادي، أن من الأمور التي تؤثر أيضًا على نجاحك وفشلك، وتظرتك للأمور، هي أيضًا الدوائر الأولى التي تؤثر على عقلك، وأولها وأهمها الوالدين، فأحيانًا نظرة الوالدين لبعض الأمور تؤثر على نظرتك لها، فتتأثرين بتجاربهم وأفكارهم، وتعتنقيها أنتِ أيضًا.
ولتبحثي هنا في تاريخ تلك النظرة، ( دائمًا ابحثي في الدائرة الأولى)، ربما كان والدك من كان له تلك النظرة تجاه العمل، ربما كان دائمًا الشكوى من عمله، فلم يستطع أن يحب عمله ولو ليوم واحد ( كلنا نتأثر بالوالدين)، وهنا لا يعني ذلك أنهم قدوة سيئة، ولكن نتحدث عن مدى تأثرنا بتجاربهم وأفكارهم، سواء كانت سلبية أو إيجابية.
دائرة الميديا
كذلك البيئة المحيطة مثل (الميديا والمسلسلات والأدب )، كنت كثيرًا ما أسمع من تقول أن عبد الحليم علمها الحب، وهو مطرب ولم يكن فيلسوفًا ولا باحثًا، ولكن مع تكرار الأغاني وسماعها طول الوقت تصورت أن هذا هو الحب ولكن الحقيقة أن الحب أعمق من ذلك سيدتي، لا أعتقد أن والدك في يوم الأيام قال لوالدتك إني أغرق أو أن عيناكي سبحان المعبود ولكن كان يخاف عليها إذا مرضت ويسعى دائمًا لتلبية رغباتها ولا يتحمل أن يجرحها أحد.
اقرأ أيضًا..
دائرة المدرسة والمدرسين
ابحثي أيضًا في دائرة المدرسة والمعلمين الذين تأثرتِ بهم؛ من منا كان يحب مادة معينة لأن المدرسة استطاعت بمهارتها أن يجعلك تحبين تلك المادة، تُرى ماذا اكتسبتِ من صفات أخرى من هذه السيدة الفاضلة، ربما طريقة اختيارها للملابس أو ابتسامتها الحنونة، أو احتوائها للمواقف الصعبة أو حتى عصبيتها.
ابحثي بداخلك عن أصل الأشياء
وتطالبك اللايف كوتش، بالبحث بداخلك، وتقول: ابحثي عن أصل كل فكرة، عن أصل كل معنى، عن أصل كل شيء؛ في حبك للطعام، في عاداتك اليومية، عن مزاجك، عن كل مرة كررتِ فيها كلمة "المفروض"، واسألي نفسك من الذي فرض المفروض بداخلك.
واسألي نفسك أيضًا؛ "يا ترى ماذا تنقلين لأبنائك؟" اسألي نفسك، هل ترفضين الشعر الكيرلي لابنتك، هل تسعين دائماً لأن تكوني أم مثالية، ماذا خسرتِ من أشياء، وماذا كسبتِ؟.
اقرأ أيضًا..
عندما تصلين للإجابات الصحيحة لكل تلك الأسئلة، ستصلين لغايتك، وتحققين نجاحك، وتعلمين جيدًا سبب فشلك.
وفي النهاية، وبعد كل ذلك البحث، أطلب منكِ أن تتقبلي كل شيء حولك؛ الحلو منه والسيئ ولا ترفضي أي شيء، ولكن الأشياء المفيدة اعتمديها، والأشياء المضرة تنازلي عنها، فلم يعد لها مكان في مستقبلك، بعد أن أصبحت نظرتك الجديدة للأشياء والأفعال والأشخاص هي ما تحدد مستقبلك القادم.