نساء في القرآن والسنة| السيدة سارة العابدة التقية.. أجمل امرأة على الأرض بشرتها الملائكة بالخلف الصالح
الأحد 04/يوليه/2021 - 12:00 ص
سمر دسوقي
تواصل "هير نيوز" نشر سلسلة حلقات "نساء في القرآن والسنة"، ونتناول اليوم سيرة سيدة فضلى، مؤمنة عابدة تقية نقية خاطفة للأنظار، زوجة نبي ورسول وأم نبي، وجدة نبي.
إنها السيدة سارة رضي الله عنها زوجة خليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام وأحد أولي العزم من الرسل، وثاني أفضل الخلق على الإطلاق، وأبو الأنبياء ، وإليها ينتهي نسب أنبياء بني إسرائيل.
أحبها أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام حبا شديدا لدينها وحسنها الباهر وقرابتها منه، فهي أول من آمن به وبدعوته حين بعثه اللَّه هاديًا لقومه.
خرجت سارة مهاجرة في سبيل الله مع زوجها وابن أخيه لوط عليهما السلام إلى فلسطين، ولما اشتد الجفاف هناك هاجرت مع زوجها مرة أخرى إلى مصر.
إيمانها بإبراهيم
في ذلك الوقت كان ملك مصر يأمر حراسه وجنوده بأن يخبروه بأي امرأة جميلة تدخل البلاد، ولما كانت سارة بارعة الجمال، انتشر الخبر بقدومها، فلما علم الملك وأدرك إبراهيم عليه السلام معرفة الملك بقدومهما، ولما يعرفه عن حب هذا الرجل للنساء الجميلات، قال لها: إنه لو علم هذا الجبار أنك امرأتي يغلبني عليك، فإذا سألك فأخبريه أنك أختي في الإسلام، فإني لا أعلم في الأرض مسلمًا غيري وغيرك.. فهي أول من آمن بإبراهيم عليه السلام، ثم آمن به لوط ابن أخيه عليه السلام، فكان هؤلاء الثلاثة هم الذين آمنوا على الأرض في ذلك الوقت.
وطلب الملك من جنوده أن يحضروها إليه، ولما وصلت القصر، دعت الله ألا يخذلها، وأن يحيطها بعنايته ويحفظها من شره، وأقبلت تتوضأ وتصلي وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر، فاستجاب الله دعاءها.
وعندما أراد الملك أن يمد يده إليها بسوء شُلت، فقال لها: ادعي ربك أن يطلق يدي ولا أضرك، فدعت سارة ربها واستجيب دعاؤها، وعادت يده سليمة، لكنه أراد أن يمدها إليها مرة ثانية، فشلت مرة ثانية، فطلب منها أن تدعو له أن يطلق يده ولا يمسها بسوء، ففعلت، فاستجاب الله دعاءها، لكنه نكث بالعهد فشُلت يده مرة ثالثة، فقال: ادعي ربك وعاهدها ألا ينكث عهده فدعت الله فعادت يده سليمة وقال لمن جاء بها أن يخرجها من أرضه وأمر لها بجارية هي «هاجر»، وتركها ترحل من أرضه بسلام، فلما رأى إبراهيم عليه السلام سارة قادمة إليه استفسر عما حدث، قالت: خيرًا كف الله يد الفاجر، وأخدمنا خادمًا.
غيرتها
سنوات طويلة من الانتظار لم تسفر عن شيء شعرت فيها المرأة التي وصفت بأنها أجمل نساء الأرض بالحزن والقلق؛ لأنها لم تنجب ابنًا يكون سندًا لها ولزوجها ويدخل السرور إلى قلبه، ففكرت في هاجر زوجة لزوجها بعد أن عرفا عنها حسن الأخلاق والأدب الشديد منذ وهبها لها فرعون لتكون فى خدمتها.
ورغم أنها أجمل نساء الأرض التى فُتِن فرعون بجمالها، كانت غيرتها تجعلها تتراجع كأي امرأة، وتخشى أن يهجرها إلى الزوجة الجديدة وينصرف عن محبتها إليها، لكنها قست على قلبها وأخرست وساوسها وطرحت على زوجها الفكرة بعد أن غادرها الأمل في أن تكون أمًّا يومًا ما.
اقرأ أيضًا..
إلا أن السيدة سارة العاشقة التي كانت أول من آمن بدعوته والزوجة الوفية التي هاجرت معه لينشر دعوته في بلاد الله لم تتمكن من إسكات غيرتها طويلاً، وما إن ظهرت معالم الحمل على السيدة هاجر حتى تجددت غيرتها، فلما وضعت طفلها إسماعيل طلبت سارة من سيدنا إبراهيم أن يبعدها وابنها، ولأن الله يرى ويعلم ما بقلب سارة أمر سيدنا إبراهيم بأن يذهب بالسيدة هاجر إلى مكة ويتركها هناك، ولبى إبراهيم أمر ربه ﴿رَبَّنَا إِنِّى أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ إبراهيم: 37.
حملها بإسحاق
ومضت السنوات حتى تخطت السيدة سارة التسعين من العمر دون أن ترزق بطفل، إلا أن الله لم ينس تلك الأمنية التى استقرت طويلاً بقلبها وبشرت رسل الله إبراهيم بأنها ستنجب ولدًا اسمه إسحاق، ولما سمعت السيدة سارة حديث الرسل اندهشت كيف تنجب وهي عجوز عقيم؛ ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ • فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ • وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴾ سورة هود 69، 70،71، ﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِى صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾ سورة الذاريات 29، ﴿قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِى شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ • قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ سورة هود 72، 73.