مني رجب تكتب : كرامة كل امرأة مصرية

إن كرامة أى امرأة تم الاعتداء عليها وتجريدها من ملابسها وإنزالها إلى الشارع عارية هى من كرامة كل امرأة مصرية.. فحماية المرأة المصرية من العنف هو التزام على الدولة بنص الدستور المصرى ، حيث ان نص المادة فى دستور ٢٠١٤يقول حرفيا: تلتزم الدولة بحماية المرأة ضد كل أشكال العنف.كما ان لدينا مادة فى الدستور المصري، بالإضافة إلى هذا تقضى بضمان الدولة للرعاية للنساء المسنات والأكثر احتياجا.

والعنف ضد المرأة يعتبر جريمة مرفوضة لا يقبلها أى إنسان مصرى سوى رجلا كان أو امرأة.. فما بالك إذا ما كانت سيدة مسنة فى السبعين من عمرها مسالمة تقطن فى قرية صغيرة ولم تقترف إثما أو جرما طوال حياتها ،..كما أن الدفاع عن كرامة المرأة المصرية وصون عرضها هو من أولويات القيم المصرية الأصيلة، لهذا فإننى أتوقف اليوم أمام أمرين فيما يتعلق بقضية العنف ضد المرأة المصرية حيث إن كليهما فى غاية الاهمية:

اولهما: أننى أحيى وأعبر عن خالص الاحترام لسيادة النائب العام المصرى لمواقفه فى حماية المرأة المصرية من العنف ولموقفه الأخير الذى أعاد الحق والعدل لسيدة الكرم أو السيدة سعاد ثابت حيث تدخل بالطعن على الحكم السابق على المتهمين وإعادة المحاكمة حيث كانوا قد قاموا فى مايو ٢٠١٦ بأعمال شغب وعنف وتخريب وحرق منازل مواطنين مسيحيين، وذلك فى قرية الكرم التابعة لمركز ابى قرقاص بالمنيا، حيث صدر مؤخرا ومنذ أيام حكم قضائى من جنايات المنيا بالسجن لمده ٥سنوات على ١٠ متهمين فى واقعة قرية الكرم ..وهى قضية فيها تفاصيل مروعة وخطيرة مازالت فى ذاكرتنا كأنها وقعت بالأمس فقط ..حيث إنه إلى جانب أعمال العنف والتخريب فإن هذه المجموعة قد قامت أيضا بالتعدى بالضرب والإهانة والاعتداء على سعاد ثابت.

ثانيهما: إننى أناشد الدولة والمسئولين ذوى القلوب الرحيمة خاصة أننا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أعطى للمرأة حقوقا ومناصب عديدة وطالب باحترامها والذى نعتبره راعى المرأة الاول، أناشد الدولة أن يأتى بعد الحكم القضائى الذى صدر بسجن ١٠ متهمين ..قرار باستعادة كرامة سيدة الكرم، سعاد ثابت التى تبلغ من العمر ٧٤سنة الآن، وتوفير حياة كريمة لها من جانب الدولة المصرية، فهى قد تم تشريدها من منزلها وحرقه تماما وخرجت منه باحثة عن مأوى آمن.. إننى أناشد الدولة بتوفير معاش كريم وبيت آمن وحياة كريمة مستقرة لمواطنة مصرية مسنة لم ترتكب ذنبا وتم الاعتداء عليها من قبل مجموعة من المتطرفين مثيرى الفتن وبمعاقبة كل من اعتدى على سيدة الكرم.

إن قضية الاعتداء على سيدة مصرية مسنة وتعريتها وجرها عارية فى الشارع لم تنته ..لأنها قبل كل شيء قضية أمن نساء مصر وكرامة نساء مصر وحماية نساء مصر ..إنها جريمة نكراء نطالب فيها بالقصاص السريع والعادل والرادع واستعادة كرامة سيدة مصرية مسنة لا حول لها ولا قوة.. ومن الضرورى أن نعيد لها كرامتها لأن استعادة كرامة امرأة مصرية بالقانون هو استعادة لكرامة كل امرأة مصرية وحتى ننفذ العدالة الناجزة ويحدث الردع المطلوب بحيث لا تتكرر مثل هذه الًواقعة الأليمة المروعة التى ليست من سمات المصريين الشرفاء ..وحتى نغل الأيدى الآثمة التى تنفذ أفكار التطرف والفتنة والتشدد. وحتى ينتصر الحق والعدل ويتوافر الأمان لأى امرأة مصرية مسلمة كانت أم مسيحية ..مسنة كانت أم شابة…


الأهرام