4 نماذج لفتيات يعشن بمفردهن.. وأستاذة علم نفس: استقلالها المادي شرط
الإثنين 28/يونيو/2021 - 06:30 م
راما احمد
4 نماذج لفتيات يعشن بمفردهن.. وأستاذة علم نفس: إستقلالها المادي شرطاً
كلنا نعلم أن المراهقين في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي الكثير من الدول الأوروبية ينفصلون عن بيت الأسرة، ويستقلون بحياتهم، ويعتمدون على أنفسهم، وإن كانوا لا ينفصلون بشكل كلي عن الأسرة، لكنهم يتركون بيت الأسرة، سواء كانوا بنات أو شبابًا، ويستأجرون شقة مستقلة، وكثيرًا ما تكون شقة مشتركة مع أصدقائهم.
ولكن ما قد يجهله الكثيرون أن مثل هذه الظاهرة انتقلت إلى مجتمعنا المصري، وأصبح هناك بعض البنات تترك بيت الأسرة لتستقل بحياتها، وتعيش بعيدًا عن سلطة ورقابة الأسرة.
وإن كان الأمر يختلف قليلًا، فالفتاة التي تترك بيت الأسرة ويكون لديها الشجاعة لاتخاذ تلك الخطوة، هي الفتاة التي استقلت ماديًّا، وأصبحت محط أنظار الأسرة، وأصبح الجميع يطالبها بالإسراع بالزواج، أو التي تعاني من قهر أحد الوالدين.
حكايات عديدة وتفاصيل مختلفة، تحيها فتيات قررن الاستقلال بحياتهن بعيدًا عن بيت الأسرة، نستعرضها في السطور التالية.
أرفض عرسان ماما
تقول هنادي راشد 36 سنة (مهندسة ديكور في إحدى القنوات الفضائية): استطعت الاستقلال بحياتي بعيدًا عن أسرتي بعد أن تجاوزت الثلاثين من عمري دون زواج، توفي والدي من عدة سنوات، وأصبحت أمي تلاحقني بكلماتها المجهدة للأعصاب، بل امتد الأمر إلى بحثها بنفسها عن عريس، وكل كام يوم أفاجأ بمطالبتها لي بالاستعداد لمقابلة عريس جديد.
فاتخذت القرار بالانفصال عن بيت الأسرة، واستأجرت شقة قريبة من عملي.
في البداية واجهت طوفانًا من المعارضات والخناقات من إخوتي وأمي، والعديد من أفراد العائلة، مثل خالي، وزوج خالتي.
لكنني استطعت مواجهة كل هذا الهجوم، وصممت على قراري، حتى استسلم الجميع، وأصبحت أمي تأتي لزيارتي من وقت لآخر.
موت والدي فجر المشكلة
أما مي سعيد 39 سنة (صحفية) فتقول: مات والدي في حادث سيارة مروع، وبعدها أصبت بانهيار عصبي، وخضعت للعلاج النفسي لأكثر من 6 شهور، من بعدها زادت مشاكلي مع إخوتي الرجال، وكانت أمي دائمًا تقف في صفهم، فأصبحوا يحاسبونني على مواعيد خروجي وعودتي للبيت، على الرغم من أنها لم تتغير من قبل أن يموت والدي.
ولم أتحمل الحياة بهذا الشكل، وبالفعل تركت بيت الأسرة، وانتقلت للحياة مع صديقة لي مغتربة، وتشاركنا إيجار الشقة.
في البداية حدثت الكثير من الخلافات والشجارات الشديدة مع إخوتي وأمي، لكنني واجهتهم بكل قوة وحزم، وكان هذا من أكثر من 9 سنوات.
تحكمات عمي السبب
رضوى عبد العال 37 سنة (مهندسة) تقول: نعيش في بيت عائلة، ووالدي شخصيته ضعيفة جدًّا، ويكاد يكون عمي هو الذي يتحكم في كل حياتنا، خاصة أنه ووالدي شركاء في العمل أيضًا، فهو يرسم لنا كل حياتنا، وهو ما أرفضه تمامًا، ووالدتي أيضًا لا تستطيع اتخاذ أي قرار، وأخي الأكبر لم يتحمل ذلك، وسافر لإحدى دول الخليج للعمل.
أما أنا فبعد تخرجي وعملي زاد شعوري بالقهر، وعندما تجاوزت الـ27 سنة بدون زواج، بدأ عمي يتدخل في خصوصياتي ومواعيد عملي، وكان يود تزويجي لأحد أبناء صديق له، وهو ما رفضته، وكان هذا هو السبب لتركي البيت، والمحافظة كلها.
وانتقلت للقاهرة، واستقللت بحياتي، وفي البداية، ولمدة أكثر من 6 شهور، لم يعلم عني من أهلي أي شيء، ولكن بعد أن حصلت على عمل، وانتظمت حياتي راسلتهم، وأخبرتهم بمكاني، ووالدي يأتي لزيارتي مع أمي من وقت لآخر.
اقرأ أيضا
زوج أمي كرهني في حياتي
وتحكي هالة ربيع 36 سنة (مدرسة) مأساتها، وتقول: بدأت مأساتي بعد طلاق بابا وماما، فانتقلت أنا وأخي الأصغر مني للعيش مع ماما؛ لأن بابا تزوج واستقل بحياته، وكنا مستقرين مع ماما التي تعمل في إحدى الشركات ومرتبها كبير.
وبدأت مأساتي عندما قررت ماما الزواج، وبدأ زوجها يتحكم في حياتنا أنا وأخي، ولكن انتهت مشكلة أخي بزواجه، وبعدها أصبح الأمر أسوأ، وأصبح زوج أمي يسيء معاملتي، ووالدي يرفض انتقالي للعيش معه؛ لرفض زوجته الأمر.
وفي يوم من الأيام عقدت العزم على ترك البيت، في البداية كنت أخاف من الخطوة، لكن القهر دفعني للهروب، واستأجرت شقة صغيرة قريبة من عملي.
ولم يعترض والدي، وكانت أمي معترضة في البداية، لكن أمام تصميمي اضطرت للسكوت، والرضا بالأمر الواقع، وأصبحت حياتي أفضل كثيرا.
رأي علم النفس
كان لزامًا أن نستوضح الأمر، وأبعاد هذه الظاهرة من قبل متخصصين.
وتشير الدكتورة منال أحمد أستاذ علم النفس، إلى أن البنت المصرية في الآونة الأخيرة اكتسبت ثقة في قدراتها على الاعتماد على نفسها بشكل كبير، واستقلالها المادي زاد من هذه الثقة، فالاحتياج المادي كثيرا ما يقهر المرأة، ويجعلها ترضى بأمور يرفضها عقلها، وهذا الأمر يعد بعدًا مهمًّا من أبعاد تلك الظاهرة.
إلى جانب توافر بعد آخر، وهو غياب دور الأب، والذي يمثل السلطة العليا في كل أسرة، ففي الحالات السابقة سنلاحظ غياب دور الأب في حياة البنت، سواء بالموت، أو بضعف الشخصية، أو باختياره الانسحاب من حياة أسرته؛ ليعيش حياته الخاصة، وما يساعد على ذلك ضعف دور الأم في حماية ابنتها، أو في احتوائها.
وهنا تجد الفتاة نفسها أمام أمرين، إما الرضوخ والعيش مقهورة، وإما كسر التقاليد، والدفاع عن حقها في الحياة بحرية.
تضيف دكتورة منال، أن الفتاة التي تقبل على قرار الاستقلال عن أسرتها، إلى جانب توافر الاستقلال المادي لها، فهي أيضًا صاحبة شخصية قوية، قادرة على اتخاذ القرار، ومواجهة الضغوط والتحديات.