محمود عبد الحليم يكتب: أمي حقك عليّا.. لا على زوجتي
السبت 26/يونيو/2021 - 11:19 م
ترددت كثيرًا قبل أن أتطرق للحديث عن "خدمة زوجة الابن لأمه" بعدما أصبح حديث الساعة وراح الجميع يُفتي على غير هدي وهناك من يُشعل النار لخراب البيوت.
ما فهمته من حديث فضيلة الشيخ محمد أبو بكر الذي أدلى به في مقابلة تلفزيونية، أن خدمة الزوجة لأم الزوج أو أهله تكون بالتراضي وليس بالإجبار أو الإهانة أو العنف.. لكني فوجئت بأن الدنيا قامت بعد تصريحات الرجل الذي لم يقصد أبدًا إهانة الحماة ولكنه يرد على بعض الأزواج الذين يتصورون وجوب خدمة زوجته لأمه زاعمًا أنها من الدين والدين منها براء، لكن الجدل الذي أثير لم يأت على هوى بعض الحموات اللاتي يرين أن خدمة زوجة الابن واجبة.
زيارة أخت الزوج
في زيارة إلى بيت أهلها ووضعت مئات من القبلات على جبين أمها وسألتها كيف حال زوجة أخي معك، مصمصت الأم شفتيها وردت هي كما هي.. تصحى الساعة 10 وياريت عاجبها.
أخت الزوج : أنا ليّا كلام تاني معاها.. وبعد دقائق دخلت زوجة الأخ وهللت وقبلت فيما تجاهلت أخت الزوج التحية وبطريقة مستفزة سألتها: ترضي أمك تفطر الساعة 10 وهي من بعد صلاة الفجر لم تنم يرضي ربنا ده؟!.
ردت الزوجة: "لا طبعًا معقولة ده حتى حرام.. ونظرت إلى حماتها ولا إيه يا ماما".. شاحت الحماه بوجهها الناحية الأخرى ثم قالت أخت زوجها أتمنى ألاّ يحدث ذلك مرة أخرى.
بنبرة تملؤها الحسرة راحت زوجة الابن توجه عتاباً لحماتها: "هل قصرت معك يومًا؟.. ألم أخبرك بكل تحركاتي دون أن أكون مجبرة على ذلك.. واستدارت إلى شقيقة زوجها ثم إنك تعلمين أنني أخاف الله وأمك ست كبيرة واخدمها لوجه الله ليس خوفاً من أحد فالرحمة والمحبة لا تُباع ولا تشترى يا صديقتي.
دخل الزوج في الموقف بعد أن سمع الحوار ووجه حديثه لأمه: "أمي الحبيبة زوجتي ليست خادمة بل زوجة لها حقوق وعليها واجبات لي فقط ليس لغيري .. أنا فقط سيحاسبني عليكِ ربي ويدخلني النار إذا كنت عاق لكِ، ولكنها تتطوع لخدمتك إذا أسدت لك معروفاً فلها الشكر وإذا لم تقدم فهي حرة" .
وأضاف: "أختي منذ أن تزوجت اشترطت على زوجها السكن بعيدًا عن أمه وألاّ تخدم أهله، ووافق، ولكن زوجتي رحّبت وقالت هي أمي وتحبك وتقدرك ربما تكوني سبباً في دخولها الجنة.. أمي الحبيبة زوجتي هي الأقرب لكِ حين مرضتِ فمن الذي سهر الليالي بجوارك ونام على الأرض ويقدم لكِ الدواء في ميعاده وتطعمك وتصرخين فيها وهي تبتسم، وابنتك في فراشها نائمة بجوار زوجها.
أمي كوني لها أمّاً تكن لكِ ابنه.. كلمتك الطيبة تجعلها تحت قدميك.. وقتها لم تملك الأم سوى البكاء واحتضان زوجة الابن داعية لها بالستر والصحة.