أخصائية نفسية عن مراقبي فتاة الفستان: فاقدي الثقة بأنفسهن.. والفتاة مُعرضة للاكتئاب
الأحد 27/يونيو/2021 - 12:59 ص
راما احمد
"فتاة الفستان".. أصبحت هذه الجملة حديث الجميع منذ أن أثارت إحدى الطالبات بجامعة طنطا الجدل حول واقعة التنمر التي تعرضت لها، من قبل مراقبي الامتحانات بكليتها، وذلك بعد أداءها لأحد امتحاناتها، وعند ذهابها للإمضاء في دفتر الحضور.
حيث فوجئت "فتاة الفستان"، بإحدى المراقبات تتنمر عليها، وتوجه لها سؤالاً صادمًا: "أنتِ نسيتي تلبسي بنطلونك ولا إيه؟"، وذلك لأن الفتاة كانت ترتدي فستانًا.
ولم تكتفي الأخيرة بذلك، بل نادت على زميلاتها، ليستكملوا وصلة من السخرية عن كونها من الإسكندرية، وخلعها الحجاب، وكل ذلك على مرأى ومسمع من جميع الطلاب والطالبات، مما أصاب الفتاة بنوبة من البكاء.
وتعقب دكتورة إيمان الريس الأخصائية النفسية، والمستشارة الأسرية والتربوية، عن واقعة فتاة الفستان، مؤكدة أن التنمر مرفوض شكلاً وموضوعًا، ولابد أن تحترم الجامعة كاحترام الجامع، وبما أن الجامعة لم تضع قواعد والتزام بزي معين فمن حق أي طالب أن يرتدي الملابس المناسبة له، والتي تتماشى مع الذوق العام، وهو من المؤكد الذي حدث مع الفتاة، وما يؤكد ذلك أن أمن الجامعة لم يعترض على ما ترتديه عند دخولها الحرم الجامعي.
تضيف الدكتورة إيمان، أنه إذا كان سلوك المراقبين والمسؤولين في الحرم الجماعي يتسم بهذا التنمر، فماذا سيفعلون مع الطلاب بشكل عام، وما شكل الجيل الذي سيخرجونه، فمن المؤكد أن ذلك سيساعد على إخراج جيل من المتنمرين أيضًا.
وتطالب دكتورة إيمان بضرورة أن يتم كل عام اختبارات نفسية على كل من المدرسين والمعلمين وأساتذة الجامعات، حتى نتأكد أنهم مؤهلين نفسيًا للتعامل مع الطلاب، وحتى نتأكد أنهم سيخرجون لنا جيلاً سويًا.
وتلفت دكتورة إيمان، أنه حتى إذا كانت هذه المراقبة تود نصيحة فتاة الفستان أو توجيهها، فكان يمكنها أن تقوم بذلك بشكل ودي بينها وبين الفتاة، دون توبيخ أو إحراج لها على الملأ، على مسمع ومرأى من الطلاب زملائها.
وتقول دكتورة إيمان: استوقفني هنا التكتل على الفتاة، والذي أصبح ظاهرة غريبة، وهو افتقاد الحكمة والرحمة من البشر، فإذا كانت قيمة المعلم أو المدرس أو حتى العامل في الجامعة بهذا الشكل، فكيف يمكننا أن نوصل القيم المحترمة لبقية المجتمع.
وعن سلوك مثل هؤلاء المراقبات، فتؤكد دكتورة إيمان أن من سلوك المتنمر يدل على أنه قد تعرض للتنمر عليه في يوم من الأيام، كما يعكس ضعف شخصية المتنمر، وعدم ثقته بنفسه.
فإذا كان الشخص واثقا من نفسه، فلن يلجأ لمثل هذه السلوكيات، ولن يتنمر على غيره، فالتنمر تلجأ إليه الشخصية الضعيفة فقط، التي تعلم جيدا التي ليس لها أي دور فاعل في المجتمع.
اقرأ أيضًا..
وعن تأثير مثل هذا التنمر على الفتاة، فتشير دكتورة إيمان أنه قد يعرضها للإصابة بالصدمة النفسية، خاصة إذا كانت تعاني من عدم الثقة بالنفس، كما قد يصل إلى فقدان الثقة بالنفس، أو التراجع في المستوى الدراسي، والخجل والخوف من المجتمع، وقد يؤدي في النهاية إلى الاكتئاب.
وتشدد دكتورة إيمان على ضرورة اتخاذ إجراءات قانونية تأديبية ضد هؤلاء المتنمرين.