خدمة حماتي ذوق مني.. خبير نفسي: تضع خريطة التعامل اللائق.. الشرع: ليس من حق زوجها إجبارها على خدمتها
الجمعة 25/يونيو/2021 - 09:27 م
راما احمد
من الموروثات المجتمعية التي تتناقل بين الأجيال، مسألة الصراع الأبدي بين زوجة الابن وحماتها، فدائمًا ما تدخل الفتاة بيت أهل زوجها وهي مرعوبة من نظرة حماتها لها، والطريقة التي ستعاملها بها، فيترسخ في عقول معظم الفتيات أن كل حماة تكره زوجة ابنها، وتضمر لها العداء؛ لأنها تعتبرها جاءت لتخطف ابنها، ومن جهة أخرى نجد أن أم الزوج أيضًا تتحفز بشدة لزوجة ابنها، وتنظر لها على أنها جاءت لتأخذ ابنها على الجاهز.
صراعًا أبديًّا لكنه طفا على السطح من جديد ليشعل مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تصريحات الشيخ محمد أبو بكر الداعية الإسلامي، حول خدمة الزوجة لأهل زوجها، والتي وصفها بأنها سبب خراب البيوت.
وفي السطور التالية، نستعرض رأي أهل التخصص، في مسألة خدمة زوجة الابن لحماتها، ما بين الإجبار والتفضل، وكيفية حسم هذا الصراع الأبدي:
رأي علم النفس
تشير سمية نصار أخصائية الإرشاد والعلاج النفسي وعضو الجمعية المصرية للمعالجين النفسيين، إلى أن الشرع لا يجبر المرأة على خدمة حماتها، لكنه لا يحرمها، ولها حرية القبول أو الرفض، فإن رفضت لن تأثم على ذلك، وإذا فعلته ستؤجر عليه.
لكن الأمر له بعد آخر، وهو البعد الإنساني، فحتى إذا رفضت الزوجة أن تخدم حماتها، لا بد أن يكون ذلك الرفض بشكل لائق ومناسب؛ حتى لا تسبب خلافات مع زوجها.
الطلب بشكل لائق الحل الأفضل
كذلك لا بد أن يكون الطلب من الزوج لزوجته بأن تخدم أمه، بشكل لائق ومقبول؛ حتى تتقبله الزوجة بمحبة وتفعله بطيب خاطر، فالأمر برمته يتوقف على شخصية الطالب والمطلوب منه، والسياق الذي يتم فيه هذا الطلب، وكذلك العقل المجتمعي ونظرة المجتمع التي تربينا عليها.
موروثات خاطئة عن علاقة الحماة بزوجة الابن
توضح أخصائية الإرشاد والعلاج النفسي، أن في مجتمعاتنا تربينا علي موروث ثقافي سيئ عن العلاقة بين الحماة وزوجة الابن.
فهناك حالات عديدة أصادفها، أجد الزوجات ينظرن للحماة على أنها سيئة، ومهما فعلت وتكن لها الكراهية وسوء الظن، وتنظر لها على أنها تحاول أن تفسد علاقتها بزوجها على طول الخط، وعلى الرغم من أننا قد نجد الزوجة قد تتقبل من أمها نفس التصرف الصادر من حماتها عن طيب خاطر، حتى وإن كانت تتعامل معها بشكل أسوأ.
وكذلك الحال بالنسبة للحموات، تجد زوجة الابن دائمًا تحاول أن تخطف ابنها منها، وأي سلوك يصدر منها تجد فيه تعمد لاستفزازها والإساءة لها، وأنها تحاول أن تتخلص منها.
وهناك مصطلحات نسمعها دائمًا من الحموات عن زوجة الابن: "دي جايه تاخده على الجهز.. نفسها تخلص مني.. دي قاصدة تغيظني".
فتلك الأفكار السلبية لها دور كبير في تعقيد المسائل والمواقف بين الحماة وزوجة الابن.
السلاسة والمرونة الحل
وتؤكد سمية نصار، أنه عندما تتعامل الزوجة بشكل يتسم بالسلاسة والمرونة، وأن تحاول أن تنظر للمسألة بشكل حيادي وعقلاني.
فعلى سبيل المثال، عند زيارتي لإحدى صديقاتي أو قريباتي، فمن المؤكد أنني سأحاول مساعدتها في تحضير الأكل، وفي تنظيف الأواني وغسلها بعد الأكل، وسأحاول مساعدتها بكل الطرق.
وكذلك الحال بالنسبة للحماة، إذا تعاملت مع زوجة الابن كما تتعامل مع ابنتها، وتفتح لها قلبها ستزول الأحقاد والضغائن.
وفي النهاية تؤكد أخصائية العلاج النفسي أن المسألة كلها تعتمد على شخصية الزوجة والحماة، وحسن ظن الطرفين.
رأي الشرع
في البداية يؤكد الشيخ أشرف عبد الجواد من علماء وزارة الأوقاف، أنه ليس من حق الزوج إجبار زوجته على خدمة والديه؛ لأن الإجبار ليس من الشرع، ولكن إن كان الأمر بالتراضي والمحبة والتفضل وابتغاء مرضاة الزوج يعني طبعًا الزوجة طاعتها لزوجها في غير معصية الله هذا من السنة مأمورة به التي تثاب عليها المرأة تكون سببًا في دخولها الجنة، وهو ما يؤكده حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حينما قال: "إذا صامت المرأة شهرها وصلّت خمسها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت".
فإذا اخذت الزوجة أمر خدمتها لحماتها من باب البر والإحسان وطاعة الزوج والكلفة والمحبة لكان ذلك أفضل، ولا شك أنها تثاب عليه وتؤجر.
خاصة إن تعاملت معهما بروح أنهما والداها، لكان ذلك درءًا للفتن ومنعًا للشقاق.
يضيف الشيخ أشرف، أننا نحتاج في بيوتنا إلى الدفء والطمأنية، أكثر من اثارة المشكلات والفوضى والزعزعة، وما إلى ذلك، وهو ما يجب أن يلتزم به الزوجان، ويحاولا تحقيقه.
الحماة سيئة الطبع
وعن طرق التعامل مع الحماة سيئة الطبع، يقول الشيخ أشرف، إنه على الزوجة أن تتقي الله في التعامل معها، وأن تتمسك باخلاقيات الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز أن تتطاول عليها.
فعليها أن تتعامل بحكمة، وبمرجعية تربيتها ودينها، خاصة أن بعض الحموات تشعر ببعض الغيرة، وكأن الزوجة ستخطف ابنها منها.
فعليها أن تتعامل معها بالحسنى.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: أحسن الخلق للناس يا معاذ، وهذا الحديث يشمل الجميع، فما بالك عن أم الزوج.
كذلك يقول صلى الله عليه وسلم: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة بالحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن، وهذا الحديث أيضًا للناس جميعًا.