«ليفة الميت» و«عِدة الدفن».. أغرب وسائل الستات المحرومات من الإنجاب
السبت 19/يونيو/2021 - 08:22 م
أحمد زكي
لكل مجتمعٍ عاداته وتقاليده، ولكل بلدٍ موروثاثه وطقوسُه الشعبية القائمة على أساسٍ من المجربات أو الخرافات التي تصل أحيانًا حدَّ الأساطير، يرفضها العلم وتنهى عنها الأديان.
ماء الغُسل
في الدلتا، حيث مصب النهر الخالد، تطوف النسوة ببيوت الموتى، يطلبن زجاجاتٍ ملآى بـ«ماءِ الغسل»، و«ليفة ميت»، في طقسٍ معروفٍ بقرى شمالِ مصر، ويدفعن بالماء إلى العروس الجديدة التي لم تُرزق بالإنجاب بعد، وتكون هذه المحاولة هي الأولى إذا تأخر الحمل لعدة أشهر بعد الزواج قبل أن تتجه العروس لطبيبٍ لبيان أسباب تأخر الحمل، وتعتقد الريفيات أن الاستحمام بماء سبق تغسيل الميت به مع فرك الجسم بنفس الليفة التي تمت بها عملية غسل المتوفي تفك العقدة وتزيل النحس و«الكَبْسة» التي لزمت العروس الجديدة، فيتم الحمل في نفس الشهر القمري.
معدات الدفن
وفي الصعيد تنطلقُ النسوة، فرادى وجماعاتٍ إلى المقابر، ليلًا، حيث يلف السكون منطقة المقابر، فيستدعين الخفير ويهمسن إليه بعباراتٍ يعرفها جيدًا، فلا يعقب ثم يشير إليهن أن يتبعنه، ويتقدمهن إلى غرفة يحتفظ فيها بمعدات دفن الموتى، وما إن يفتح الباب يرجع خطوتين إلى الخلف، وتتقدم إحدى النسوة، واحدة فقط تدخل الغرفة، تبسمل وتحوقل ثم تخطو سبع مرات ذهابًا وإيابًا فوق المعدات «الفأس والمقطف وصفيحة المياه»، ثم تخرج إلى المنتظرات بالباب فيستقبلنها بوجوهٍ باسمة ودعواتٍ بأن يوفقها الله إلى طلبها، ثم تنطلق كل منهن إلى شأنها، فيما تجلس المرأة، التي كانت تخطو فوق معدات الدفن منذ قليل، «فرج الله» وأن يرزقها بالولد الصالح، ولديها اعتقاد بأن الحمل سيحدث في نفس الشهر وقبل اكتمال البدر في السماء.
تؤكد الباحثة في أطلس الموروثات الشعبية سعاد ريف، أن كثيرًا من العادات والطقوس القديمة دأبت عليها أمهاتنا من البسطاء في الريف توارثنها جيلًا بعد جيل، ولديهن اعتقاد راسخ بأنها أسباب للتعافي من مرض ما أو لإزالة العقم، مشيرة إلى أن تلك الطقوس الغريبة والخرافات موجودة منذ عهد قدماء المصريين، الذي كانوا يذهبون إلى المقابر لطرد الارواح الشريرة من أجسادهم وتركها هناك ثم يعودون إلى بيوتهم بأرواح بريئة.
«الكَبسة» والعقم
وتؤكد "شريف" أنّ الريفيات في قرى الدلتا مثلًا، حين يتأخر حدوث الحمل لدى إحداهن يعتقدن أنها «مكبوسة»، وأسباب هذه الكبسة بحسب اعتقادهن، أنها أحد أفراد العائلة حلق شعره خلال الأيام وقابلها قبل أن يغسل رأسه فحدث لها «كبسة»، وهي اعتقادات من قبيل الخرافة التي تنهى عنها كل الأديان.
اقرأ أيضًا..
بلا أساس علمي
وأوضحت "سعاد"، أن هذه المعتقدات هي من قبيل الخرافة الشعبية وليس لها أي أساس علمي، لكن الحادث أن مجتمعنا المصري بشماله وجنوبه درج على كثير من العلاجات التي تأصلت في تاريخه بمرور الزمن، حتى صارت جزءًا من الممارسات العادية والمألوفة للطبقات المتوسطة وأهلنا من البسطاء.