السبت 21 سبتمبر 2024 الموافق 18 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

اعتبره النقاد تشويهًا للتراث.. المهرجانات تتحرش بأغنيات الطرب

السبت 19/يونيو/2021 - 02:47 م
المهرجانات تتحرش
المهرجانات تتحرش بأغنيات الطرب

منذ بداية ما يعرف بأغاني المهرجانات، ومطربوها لا يكفون عن إعادة غناء أغنيات المطربين الشهيرة، ومنها أغنيات قديمة ذات قيمة فنية عالية، لم تسلم من عبث البعض الذين يحاولون متعمدين تشويهها، وعلى سبيل المثال ما حدث في الأغنية التي كان من المقرر أن تكون ضمن أغنيات فيلم "أمان يا صاحبي"، لكن منعت الأغنية بعدما تقدمت جمعية المؤلفين والملحنين بشكوى للرقابة؛ لأنها اعتبرت أغنية الفيلم تشويهًا واضحًا لأغنية فكروني لـ كوكب الشرق، وهناك أيضًا قائمة طويلة من الأغنيات التي أعيد توزيعها بنغمة المهرجانات، ففي عام 2013 قام المطرب حمادة الليثي بإعادة تقديم أغنية على "رمش عيونها" للمطرب الكبير وديع الصافي من خلال أحداث فيلم القشاش، ووقتها طالب الموسيقار الكبير حلمي بكر بمنع عرض الأغنية التي وصفها بالمهزلة؛ لأنها تشوه اللحن الذي برع في تقديمه الموسيقار بليغ حمدي، إلا أن الأغنية حققت نجاحًا كبيرًا، خاصة وأن صناع الفيلم تعمدوا تقديمها بشكل شعبي مع وصلة رقص قدمتها الراقصة صافيناز، كما قام المطرب الشعبي ريكو بتقديم أغنية مغرور للفنان الكبير عبدالحليم حافظ ولكن بطريقة مختلفة، وصفها البعض وقتها أنها أساءت لواحدة من أجمل أغاني العندليب الأسمر، وكان ذلك في فيلم "حاحا وتفاحة".


المخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية قال: إن هناك عددًا من مطربي المهرجانات صوتهم بالفعل جيد وعندهم موهبة، أما عن إعادتهم غناء أغاني الزمن الجميل فبالطبع هذا يعتبر تشويهًا للتراث، خصوصًا مع وضع موسيقى بشكل مختلف وصاخب، ولكني أرى في الأمر إيجابيةً وأنهم عندما يقومون بإعادة غناء الزمن الجميل مثل أغاني أم كلثوم وعبد الحليم وغيرهما من عمالقة الغناء، تكون لهم فرصة أن يغنوا أغاني لها كلمات ذات قيمة ومعنى، بدل مما يغنونه من كلمات لا معنى ولا هدف لها، بل إن بعضهم يجب أن يتعرض للمساءلة القانونية بسبب الكلمات التي يغنونها.

وقال الفنان الكبير "حلمي بكر": للأسف لا يوجد جديد من الألحان والأغاني حتى يقدموه، ولا توجد أفكار ولا ألحان جديدة إلا ما رحم ربي، للأسف الغناء يتم تشويه بشكل متعمد وإعادة التدوير للقديم جريمة، خصوصًا مع أصوات لا تعرف الغناء، فالمساس بالأغاني الخاصة بالتراث لن يكون في مصلحتهم ولا مصلحة غيرهم أبدا فهي في الحقيقة تكشف مدى التدني الذي وصلنا إليه الآن عندما يحاول بعضهم غناءها.

أما الفنان "منير الوسيمي" فاعتبر إعادة غناء أغاني الزمن الجميل أمرًا جيدًا، ورسالة تؤكد  أن الفن الحقيقي دائمًا هادف وجميل ويفرض نفسه على الساحة، فمهما اختلفت الأذواق، ومهما طال الزمن يظل الأفضل والأرقى يفرض نفسه، وعن ما يفعله أحيانًا مطربو المرجانات، قال: "ما يفعلونه باسم إعادة الغناء أو حتى غناء كلماتهم الخاصة بهم هو تشويه متعمد للغناء المصري عمومًا، وللأسف لقد حدث انحدار في الذوق العام للبعض جعل لهم من يستمعون لهم، ويعجبوا بما يقدمونه، وعلينا أن نسعى لإعادة الجمهور إلى الغناء الأصيل؛ الأغاني المصرية التي تتمتاز بجمالها في الكلمات والألحان، وعلى الملحنين أن يعودوا لدورهم الأساسي وهو اختيار الذوق في الألحان، فالحالة السيئة التي يعاني منها المجتمع باتت تهدد الفن، وعلينا أن نتكاتف لمنعها.


وقال "عمرو إسماعيل" مؤلف موسيقى تصويرية: إن الموضوع ينقسم لنقطتين؛ الأولى هي أن إعادة غناء أو تقديم الأغاني التراثية والقديمة، وهذا حق مشروع لأي فنان جاد يريد أن يقدم صياغة جديدة في شكل توزيع موسيقى مختلف أو أسلوب غنائي جديد؛ لأن الأعمال الفنية ليست نصوصًا مقدسة أو قطعًا أثرية ممنوع الاقتراب منها، بالعكس هي تراث فني ثقافي يتم تقديمه بشكله الأصلي أو في شكل جديد يقبل لإعادة صياغته، والنقطة الثانية هي التناول الشعبي للأغاني التراثية، فالمشكلة تكمن في طريقة التقديم وكيفيته؛ حيث إن التعامل مع الأغاني القديمة يحتاج أن يتناول بشكل خاص، ويحافظ على مضمون الأغنية الأصلى دون تشويه اللحن والكلمات، وأخيرًا كم أغنية قديمة تم إعادة تقديمها وعاشت ستظل النسخة الأصلية هي الأصل وتظل قائمة وصامدة مدى الحياة.

ads