السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

نتيجة الشهادة الإعدادية وفرحة بطعم القلق

الخميس 17/يونيو/2021 - 10:22 م
محمود عبد الحليم
محمود عبد الحليم

محمود عبد الحليم يكتب: ابنتي مي في الصف الثالث الإعدادي عاشت أيام الامتحانات في حالة من القلق يحدوها الأمل في تحقيق نجاح تفخر به أسرتها الصغيرة.. مي طموحها بلا حدود تتمنى أن تكون طبيبة، لا بل مهندسة في البترول، بل محامية تدافع عن المرأة، قلبها الصغير يسكنه حلم كبير.

ما إن انتهت من أداء الامتحانات حتى دخلت في مرحلة قلق ما قبل إعلان النتيجة.. راحت تراجع الأجوبة النموذجية.. محدثة نفسها: "لقد نسيت أن اكتب هنا جملة.. وهنا حرف.. هنا خطأ جسيم كيف أخرج قبل المراجعة 4 مرات على الأقل.." تهمس وتسب نفسها أنتِ غبية يا مي كان عليكِ أن تركزي أكثر.

علي الجانب الآخر يقف شقيقها مصطفى مرددًا علي مسامعها يا بنتي متقلقيش،، هتنجحي وهتجيبي درجات حلوه وتحققي حلمك بس قولي يارب! لتسقط دموع مي.. يا رب يا مصطفى يارب! تمنحها أمها قبلة الطمأنينة وتربت على كتفها إن شاء الله خير.

أيام عشر مرت علينا نضحك ونمرح وساعات تتذكر النتيجة وتتجه إلى القبلة يارب احصل على مجموع كبير يارب عشان بابا حبيبي يجيب هدية كويسة كما وعدني، هنا يكون ردي يا مي نجاحك يشرفنا ونفتخر به لكن هذا مستقبلك عليكِ التخطيط له بعناية هدية نجاحك مع ماما.
مي تصرخ لا لا أنت وعدتني ومتفقين لو جبت مجموع كبير لي هدية "فله"..لا أملك إلا أن أقول "فله"..

مع الإعلان أمس عن ظهور النتيجة جلس كل أفراد الأسرة يترقب وسط حالة من القلق والتوتر، كل منهمك في البحث عن لينك يبشرنا بالنتيجة ولكن هيهات.

دموع مي تتساقط يارب يارب.. قلق من نوع خاص لفتاة تفصلها لحظات عن تحقيق الحلم.. لا أخفي سرًا.. كنت أتمزق خوفًا على فلذة كبدي.. فيما راح مصطفى يُطمئنها ويهدئ من روعها.

تمر الساعات ثقيلة ونحن نطارد المواقع الإلكترونية لمعرفة نتيجة مي التي قضت ليلتها متعبدة.. أتمت صلاة الفجر وعادت لتبحث عن لينك النتيجة التي تأخرت.. أخبرتها أنني سأوصي صديق لي لمعرفة النتيجة.

في الغالب لا يجرؤ أحد على الاقتراب مني وأنا مستغرق في النوم، لكن وكأنني في حلم رأيت دموع ابنتي وعيونها المجهدة من السهر وعلامات القلق تكسو وجهها البريء.. راحت تفكر في إيقاظي مرة وتتراجع مرات بينما أمها تحذرها.. صحوت على أنفاسها فوق وجهي ولم أفق إلاّ وهي تلقي بنفسها في حضي.. قائلة: "أبي بصوت مبحوح".. أرجوك كلم صاحبك دلوقتي وراحت تبكي.. أمسكت بهاتفي وطلبت من صديقي أن يبشرنا بالنبأ المنتظر.

نتيجة الشهادة الإعدادية

اقتربت الساعة من الحادية عشر صباحا يرن الهاتف: مبروك.. لقد نجحت مي وبتفوق.. وامتلأ البيت بالتبريكات فيما راحت شقيقتها الصُغرى دعاء تصفق وتزغرد مليون مبروك يا ميو وشقيقها مصطفى.. مش قلتلك.. مبروك يا قلق !.

ads