الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

حديث «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير» صحيح.. ولكن!

الأحد 13/يونيو/2021 - 10:42 م
هير نيوز

يتداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعي حديثًا شريفًا يقول نصه: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير».، لتندلع التعليقات التي يتراشق فيها الرجال والسيدات الردود، ما بين تعليق يتهم ناشر البوست بترويج أحاديث ضعيفة، وتعليق آخر يسخر من المرأة ويقلل من قيمتها في المجتمع، «هير نيوز» استطلعت رأي الشرع حول صحة الحديث والمقصود به.

المرأة صنو الرجل

أكد الداعية الدكتور محمد سعد، من علماء وزارة الأوقاف، أن الإسلام يحفظ للمرأة مكانتها ويعتبرها صنوًا للرجل وجزءًا أصيلًا من المجتمع، وهناك الكثير من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ترفع من قدر المرأة وتشير لعلو مكانتها، لكن إصرار البعض على اختيار أحاديث بعينها والترويج لها وتحميلها وجوهًا غير ما جُعلت له، فهذا تربص بالمرأة وجهل واضح من ناشر الحديث.


الحديث صحيح.. ولكن!

وأضاف "سعد"، أن هذا الحديث الشريف صحيح السند، إلا أن معناه يجب أن يفهم جيدًا، فمعناه ليس مطلقًا، وليس عامًا في النساء، والقاعدة المعروفة في علم أصول الفقه فيما يتعلق بالأساليب والألفاظ أن كل مطلق يقبل التقييد، وكل عام يقبل التخصيص، فهذا الحديث من هذا النوع، بمعني أن الإخبار بأن النار فيها كثرة من النساء إنما هو في حق الملحدات والوثنيات والمتعديات لحدود الله عز وجل، والنص يدل علي ما يمكن وصفه بالترغيب والترهيب، فمعنى (أنهن يكفرن العشير).. ليس عامًا ولا مطلقًا.

اقرأ أيضًا.. 

قصة الحديث

وتابع، أن الحديث نصه "عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِير».، والمقصود هنا أن دخولهن النا مشروط بمن تكثر اللعن أو تكفر العشير منهن، وليس في عموم نسائنا، إلا أن البعض ممن ختم الله على سمعهم وجعل على أبصارهم غشاوة يرون النور ظلمة، والحق باطلا، ويسيئون فهم الكثير من الأحاديث والمرويات عن رسولنا الكريم.

واختتم حديثه بالقول، إن الله لا يفرق بين المرأة والرجل في الاجر والثواب، فكما أن للرجل أجره فإن للمرأة أجرها دون تمييز ودون نظر لأنوثة أو ذكورة، فالجميع سواء متعادلون أمام عدالة الله سبحانه وتعالى.

ads