الغيرة المتطرفة.. أسباب تجعل الآباء يرفضون تزويج بناتهم
الجمعة 04/يونيو/2021 - 06:36 م
عندما جسد الفنان عادل إمام شخصية الأب الغيور على ابنته في فيلم "عريس من جهة أمنية"، فهي لم تكن قصة من وحي خيال المؤلف وإنما تعكس واقع يقع فيه الكثير من الآباء الذين يغارون على بناتهم، ويصل بهم الأمر إلى حد رفض كل من يتقدم للارتباط بهن بدافع الغيرة، وهي الظاهرة التي انقسم الناس في تفسيرها هل هي من قبيل الغريزة الفطرية أم أنها مرض نفسي.
يحتاجون علاجًا
يقول الدكتور صالح عباس استشاري الطب النفسي، أن الغيرة سلوك فطري موجود لدى كل شخص سوي، رجلًا كان أو امرأة، لكن في بعض الأحيان تكون الغيرة مبالغًا فيها، فنجد بعض الآباء يرفضون تزويج بناتهم ويتعللون بصغر سنهن أو استكمال تعليمهن، وقد يصل الأمر أبعد من ذلك بكثير، وهؤلاء صنف من الرجال يحتاجون علاجًا نفسيًا لأن الزواج سنة الحياة، والغيرة تكون من الشخص الغريب، لكن الذي يدخل الباب من بيته الشرعي ويطلب القرب مني لا يمكن بحال أن أعتبره غريبًا حتى أغار منه على ابنتي.
أمثلة مؤلمة
وأضاف "عباس"، في حديثه لـ«هير نيوز»، أن هناك نماذج في المجتمع تشير إلى التطرف في الغيرة من جانب الآباء، ومنها على سبيل المثال أب عندما تقدم أحد الشبان لابنته رفضه ودخل في حالة نفسية صعبة وامتنع عن الطعام، حتى أصيب بهزال وضعف شديدين وتم إدخاله المستشفى لإنقاذه، ثمة حالة أخرى أب تشاجر مع عريس ابنته واعتدى عليه بالضرب في ثاني أيام الخطوبة، وقرر فسخ الخطبة لا لشيء سوى لأنه أثناء تلبيسها الشبكة في القاعة وضع السلسلة في عنقها، واعتبر الأب أن إلباس ابنته السلسلة أتاح لشاب رؤية رقبتها وهو ما لم يقبله مشيرًا إلى أن كثيرًا من العوانس في مجتمعنا يكون السبب في وصولهن لسن كبيرة دون زواج هو مبالغة آبائهن في الغيرة عليهن ورفض فكرة تسليم ابنته لرجل غريب.
حجج واهية
وتابع الدكتور صالح عباس: "الآباء الذين يغارون بشكل متطرف على بناتهم لا يجدون حجة أو تعليلًا لموقفهم سوى أنه الخوف والحرص على الحفاظ على حقوق ابنته، لكنه في الحقيقة تعنت وحجج واهية تكون ضحيتها الفتاة التي قد يمضي قطار العمر بها دون أن توفق في الارتباط لأن والدها ببساطة يرفض فراقها ويرفض ان تعيش بصحبة رجل آخر غيره".
اقرأ أيضًا..