امرأة من فولاذ.. «ماري شترايت» أول بحارة في التاريخ
الثلاثاء 01/يونيو/2021 - 01:52 م
ظل البحر لقرونٍ طويلة حكرًا على الرجال، يقودون البواخر ويُسيّرون قوارب الصيد، حتى فكرت الألمانية ماري شترايت في اختراق عالم البحار، لتصبح أول امرأة تعمل كربانٍ للبواخر.
حكاية البحار ألفونس
بدأ شغف ماري بالبحر، عندما تزوجب من ألفونس شترايت، والذي يعمل على قائد باخرة نهرية، فابدت رغبتها ذات مرة في أن يصطحبها معها كونها تريد أن تراه أثناء عمله، وهناك على سطح الباخرة احت ترقبه وهو يدير الدفة ويضبط مؤشرات السرعة بعد مراجعة مستوى الوقود، ثم يجذب حبلًا رفيعًا فتنطلق الباخرة مخلِّفةً وراءها دوائر من الأمواج وليتحول سطح الماء الأزرق إلى ما يشبه كثبانًا رمليًا حفرت وسطها الباخرة ممرًا سلسًا، فانبهرت بهذا الأداء الرائع، وتخيّلت من يمسك بلدفة شخصًا يحكم العالم ويوجهه كيفما شاء.
البداية
فوجئ ألفونس بزوجته تبدي رغبتها في تجريب قيادة الباخرة، فعبر عن دهشته وصمت قليلًا قبل أن يجيبها بالرفض، وأمام إصرارها وعدها بمنحها الفرصة ولكن بناءً على شرط بسيط، وهو خوض دورة تدريبية أولًا في قيادة البواخر النهرية، وبالفعل انتظمت ماري في دورة تدريبية تعلمت من خلالها فنون قيادة البواخر، وأصبحت أول سيدة قادرة على القيام بكافة الأعمال الأخرى على متن الباخرة من أول القيادة والتعامل مع الأجهزة الحديثة من برقيات وإرسال حتى الوصول إلى الأعمال داخل المطبخ، وبدأت في مساعدة زوجها بالتبادل على قيادة الباخرة بالإضافة إلى مسئولياتها الأخرى كزوجة وأم وربة منزل.
متعة العمل
أمام متعة العمل، كونها أحبت ما تعمل، لم تنتبه ماري إلى أنها تعمل ما يزيد على 16 ساعة يوميًا دون كلل أو ملل، حيث تبدأ يومها مع حلول الفجر وتظل تعمل حتى التاسعة مساء وهو الأمر المرهق بشدة بالرغم من حبها لهذا العمل، فضلًا عن اكتشافها أنها أصبحت مقصرة في حياتها الاجتماعية فلم يعد لديها أصدقاء وجود الوقت المناسب والفرص لتكوين علاقات صداقة.
نقطة نظام
مع حلول عام 1980، كانت ماري قد قضت عدة سنوات في هذا العمل الشاق الدءوب، فقررت تنظيم وقتها بين عملها وبين رعاية أولادها، حيث كانت قد اضطرت لإلحاقهم بمدارس داخلية في ظل غيابها عنهم، فقررت منحهم مزيدًا من وقتها لتصبح ربانًا حقيقيًا في البحر والبر.