«أصغر مامي».. حرمان من المراهقة.. وأجيال من الأمهات الفاشلة
الإثنين 24/مايو/2021 - 11:11 م
ساندي جرجس
بعد انتشار تريند "أصغر مامي" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أعربت الكثير من الفتيات عن غضبهن الشديد من القصص التي سردتها الأمهات اللاتي لم يتخطى أعمارهن الـ 25 عامًا عن تجربتهن مع الزواج المبكر الفاشلة.
أصغر مامي
وقالت ريموندا جاد، إحدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في منشور لها: «حقيقي انصدمت لما شوفت بنات عندها 19 عامًا ولديها أطفال وغيرها في عمر 21 عامًا ولديها طفل 3 سنوات، يعني لسه هتبدأ حياتها وفجأة تلاقي نفسها مطلقة وأم لطفل".
وتابعت: "مجرد التخيل أصابني بالانهيار العصبي، بس العيب مش عليهم العيب على أهلهم أنهم سمحوا بزواج ابنتهم في هذا العمر، هتكونوا مبسوطين لما تشوفوا حياتهم بتدمر بسبب الاختيار الغلط؟!".
وأضافت ريموندا: «ارفعوا التوعية للأهل والبنات في المدارس والجامعات، حافظوا على بناتكم الجواز مش ستر الستر في إنك تربي بنتك كويس وتحافظ عليها، والزواج يكون فيه معاده الصحيح ووقته المناسب، حقيقي أن تريند أصغر مامي من أكثر الأشياء المتعبة نفسيًا في الفترة الأخيرة».
وقالت أخرى على أحد جروب الفتيات على فيس بوك: «أصبحت جروبات البنات مليئة بتريند أصغر مامي، وجميعهم تزوجوا 18 عامًا وانفصلوا في عمر 20 و22 عامًا ولدى كل منهما طفل أو اثنين، إيه العقد النفسية دي يا جماعة انتوا بتعملوا إيه بجد!».
وعلقت الأخصائية النفسية الدكتورة مها رمضان، على تريند "أصغر مامي"، قائلة: إن الزواج المُبكر له تأثير سلبي بشكل كبير لأن الفتاة في ذلك العمر (18 عامًا)، حيث أنه مازالت طفلة مراهقة فلا يكون لديها استعداد للزواج وليست مؤهلة نفسيًا قبل تلك الخطوة، فكل فكرتها عن الزواج هي الفستان الأبيض والفرح ثم تجد نفسها أصبحت في دوامة المسؤولية التي ليست مؤهلة لها في ذلك العمر، كما أنه يكون هناك صعوبة في استكمال دراستها بسبب تلك المسؤوليات كما يكون فرص العمل أمامها ضعيفة جدًا وهذا يعوقها على تحقيق ذاتها ومكانتها في المجتمع".
وأضافت: "أغلب الزيجات بهذا العمر تكون نهايتها الفشل وينتج عنها امرأة مطلقة في سن صغير ولديها أطفال، كما تكون جاهلة بطريقة التربية الصحيحة مما يؤثر أيضًا على الأطفال التي تقوم بتربيتهم وعلى صحتهم النفسية".
وأوضحت أنه يكون لديها مشكلة نفسية بسبب أنها لم تعيش مرحلة المراهقة كما يحب، فتتخطاها لتكون طفلة ثم زوجة ثم أم، وذلك يصيبها بمشكلات نفسية بعد الزواج خاصة عندما تشاهد أن صديقاتها في نفس عمرها يستمتعون بحياتهم بحرية وهي مكبلة بالمسؤوليات بين المنزل والأطفال والزوج فتشعر أنها فقدت الحرية وأهم جوانب حياتها".
وأكدت الأخصائية النفسية، أن المرأة بعد الطلاق يمكن أن تُصاب بعقدة نفسية، خاصة في حالة الزواج المبكر الفاشل فيمكن أن تكون تعرضت لمشكلة كبيرة في زواجها مثل الخيانة أو الضرب والإهانة فهذا يجعلها ترفض تكرار تجربة الزواج مرة أخرى والبعض الآخر يضطر للدخول في علاقات متعددة أخرى ولكنها تكون علاقات فاشلة أيضًا.
اقرأ أيضًا..
وأشارت إلى أن الأطفال الذي يتم تربيتهم من قبل أمهات في هذا السن الصغير يكون لديهم مشاكل نفسية، حيث يفتقدون للحنان والرعاية خاصة لأن الأم في ذلك الوقت تكون في حاجة للاهتمام بنفسها وتعويض ما فاتها في مرحلة المراهقة، ولذلك تهمل أطفالها فهي أيضًا تفتقد لأساليب الرعاية الصحيحة والتربية الحديثة فهي بكل المقاييس تكون أم غير قادرة على تحمل المسؤولية.
واختتمت قائلة: "الجيل الذي تنشئه تلك الأمهات للمجتمع يكون جيلًا فاشلًا وغير قادر على تحمل المسؤولية، كما أنه يكون مليء بالمشاكل النفسية ولديه حرمان عاطفي وحرمان من الشعور بالأمان".