هل يصل ثواب قراءة القرآن للمُتوفَّى؟ وكيل الأوقاف الأسبق يجيب
الأحد 23/مايو/2021 - 01:33 م
سمر دسوقي
تسأل المتابعة ناهد محمد من المرج قائلة: اختلفت الأقوال حول وصول ثواب قراءة القرآن للمتوفى، فبعض العلماء يقولون: تصل، والبعض الآخر يقول: إن الميت لا ينفعه إلا الدعاء، فما القول الفصل في هذه المسألة؟
يجيب الشيخ منصور الرفاعي وكيل وزارة الأوقاف الأسبق في فتوى خاصة لـ«هيرنيوز» فيقول: يأخذ المسلم ثوابًا على قراءة القرآن الكريم، وعندما يقرأه للميت فكأنما يقول للحق تبارك وتعالى: يا رب، لو تكرمت أعطِ هذا الثواب لقريبي أو لجاري المتوفى فيقول الله له: ولكَ مِثْل ما له.
وقراءة القرآن على الميت لها ثواب؛ لأن أفضل ما قرأ الإنسان هو القرآن، وعندما ينوي قراءته للميت فكأنه يتنازل عن جزء من حقه للمتوفي سواء كان النصف أو يزيد، لكن الله تبارك وتعالى يكرم عباده فيعطي المتوفى ثوابًا ولا ينقص من أجر من قرأ له شيئًا.
وهذا الرأي يذهب له الإمام الشافعي، وكثير من العلماء؛ لأن القرآن الكريم كله دعاء، وقد قال الله تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا} [الإسراء ٨٢]. والرحمة هنا تشمل الدنيا والآخرة، والرحمة في الآخرة يفسرها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له». والولد الصالح هو الذي سيقرأ القرآن على والده المتوفى أو قريبه أو جاره وعلى ذلك؛ فثواب قراءة القرآن يذهب للميت برأي كثير من العلماء.
أما الرأي الذي يقر بعدم وصول ثواب قراءة القرآن للميت فيستند إلى أن الثواب يكون لقارئ القرآن نفسه، ويستدل على ذلك بالآية الكريمة: {... وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}.
لكن هذه الآية نزلت في الكافر، فلو أن شخصًا مات مُشركًا لن تنفعه قراءة القرآن، لكن نحن كمسلمين نكون بحاجة لما يزيد حسناتنا ويُعلي أسهمنا.. وقد قال الله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} [الحشر ١٠].