الفنانة رشا كحيل.. بين مطرقة حرية الإبداع وسندان التقاليد
الأحد 23/مايو/2021 - 11:42 م
"في منزلك"، كان عنوان معرضها للصور الفوتوغرافية والذي فتح على صاحبته الفنانة رشا كحيل، أبواب الجحيم، فانبرت الأقلام بين مؤيد لفكرتها وبين معارض يخرجها من الصف المجتمعي، كونها تجرأت وعبرت عن قناعاتها في صور.
أوجاع المرأة
رشا كحيل، فنانة فوتوغرافيا لبنانية الجنسية، حاصلة على الماجستير في فن التصميم والاتصالات من الأكاديمية الملكية المعاصرة للفنون في لندن، دأبت على التقاط الصور التي تحمل في طياتها أوجاع المرأة، وتفاصيل التمرد الاجتماعي ضد الجنس اللطيف، قادتها جرأتها وإيمانها بقناعاتها إلى التقاط صور لنفسها في وضعيات مختلفة، وأقامت لها معرضًا فوتوغرافيًا، اعتمدت خلال اللقطات على جسدها كأداة للتعبير، وتوصيل رسالتها الفنية، قائلة: "اعتمدتُ على تطور جسدي من خلال ذبذبات الوزن، وكذلك لون الشعر، بالإضافة إلى التسريحة والوشم"، معتبرة أنها تستخدم جسدها كأداة عمل، ووسيلة تجميع للتحقيق في ظاهرة النزوح، والهوية الاجتماعية.
لا تخشى البوح
ولأن لديها قناعاتها، فلم تخش البوح والاعتراف بكواليس التقاط جزء من هذه الصور، فراحت تقول: "كنت في منزل أحد الأصدقاء في برلين، وعندما غادر الصديق المنزل ذات مرة لشراء بعض الأغراض، خطرت لي فكرة التقاط صور لي داخل هذا المنزل معتمدة على المؤقت الذاتي للكاميرا الخاصة بي".
في منزلك
وبعد عدة سنوات من هذه الواقعة، كانت قد جمعت العديد من الصور المشابهة، فقررت تنظيم معرض فوتوغرافي أطلقت عليه اسم "في منزلك"، وهو ما قوبل بعاصفة من ردود الفعل المتفاوتة، وقد اعتبر النشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعى أن هذا العمل لا يسمى فنا أو إبداعا بل هو عري وانحطاط، بينما اعتبره البعض حرية شخصية وتعبيرًا حقيقيًا عن شغف الفنان بتفاصيل الجسد الذي يحمل عادة لغة خاصة تؤدي رسالة مجتمعية شاملة تمثل نموذجًا حيًا وواقعيًا للتداخل بين الخاص والعام، واعتبر الفريق المؤيد أيضًا أن الإثارة لم تكن غاية الفنانة في هذا المعرض، بل كان الجسد العاري بالنسبة إليها مجرد جسر العبور إلى ترسيخ نظرية تطبيع النظر إلى الجسد، في خطوة على طريق المساواة بين الجنسين.
اقرأ أيضًا..