وسواس النجاسات.. هل يجب التأكد من طهارة كل ما نلمسه أو نجلس عليه؟
الأحد 23/مايو/2021 - 03:32 ص
سمر دسوقي
« أُعاني من وسواس النجاسات ويصيبني الشك في كيفية التعامل مع النجاسة الجافة، فكيف أتخلص من هذه المشكلة؟.» سؤال ورد إلينا من إحدى متابعات «هير نيوز».
يُجيب الشيخ عويضة عثمان مدير الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية فيقول:
للأسف الشديد مريض الوسواس هو من يفعل بنفسه ذلك، فكلما وقع في مشكلة أو احتار في مسألة سارع إلى ما يُسمى "الشيخ جوجل"، فمواقع الإنترنت تمتلئ بصفحات الإفتاء التي لا نعرف مصدرها ولا نعلم هوية من يفتي فيها ولا غرض إنشاء هذه الصفحات مما يؤدي إلى تشويش الأذهان، فيبدأ يقرأ في الطلاق وفي الطهارة والنجاسة، ولا يقرر الرجوع إلى المتخصصين من دار الإفتاء إلا بعد أن تكون رأسه قد خرب ووصل لحالة شديدة من الاكتئاب تنتج عن الوسوسة التي أصاب نفسه بها جراء متابعته المواقع الإلكترونية مجهولة المصدر وابتعاده عن مواقع المؤسسات الرسمية.
اقرأ أيضًا..
ونصيحتي لمريض الوسوسة أن يتخفف تمامًا، فلو جلس على نجاسة جافة لا شيء، وهو في الأساس يبني وسوسته على احتمالية أن يكون المكان الذي يجلس فيه أصابه نجاسة، وهذا لا يعقل بالطبع؛ لأننا لن نتتبع كل مكان وكل كرسي نجلس عليه نمسحه ونطهره خشية أن يكون قد أصابه نجاسة.
وسيدنا عمر رضي الله عنه أصابه ماء ذات مرة أثناء سيره، فأراد شخص أن يسأل السيدة التي ألقته هل هذا الماء طاهر؟ قال لها لا تجيبيه، إنه متنطع، فالأصل قي الأشياء الطهارة، فمالم تظهر أمامي نجاسة لماذا أرهق نفسي في التفكير والتتبع؟.
وعند الأحناف الشمس والريح تجفف النجاسة وتذهبها، فاعلموا جيدا أن الدين يسر فلا ترهقوا أنفسكم، وتحلوا بقوة الإرادة للنجاة من الوساوس.