«كريمة بنيعيش».. الدبلوماسية المغربية ابنة الحضارتين
الجمعة 21/مايو/2021 - 03:20 م
في الهندسة الوراثية، يعتمد على العلماء على خلط سلالتين لإنتاج سلالة هجينية تحمل مميزات الأولى ومناقب الثانية، في مسعى للحصول على أفضل منتج يجمع بين الحسنيين، وهذا ما ينطبق تحديدًا على الدبلوماسية المغربية كريمة بنيعيش، سفيرة الرباط لدى إسبانيا، فهي ربية حضارتين وحاملة ثقافتين، لذا لم يأتِ اختيارها لهذا المنصب عبثًا، حيث تجري في شرايينها دماء إسبانية وعروق متجذرة في تربة الحضارة والثقافة المغربية، ولهذا فهي متشبعة بثقافة مزدوجة، وقد تولت منصبها كسفيرة خلفا لأخيها فاضل بنيعيش، وهي ابنة محمد فاضل بنيعيش وزوجته الإسبانية كارمن ميلان، فقد كان أبوها الطبيب الشخصي للملك الراحل الحسن الثاني حتى العام 1972م.
أوسمة وتكريمات
حصلت بنيعيش المولودة في مدينة تطوان المغربية في أبريل عام 1962م، على العديد من الأوسمة، من بينها قائد الاستحقاق المدني في إسبانيا سنة 2000 ووسام الاستحقاق الوطني في فرنسا في العام 2007، تقديرًا لكفاءتها ومثابرتها في البحث عن سبل تخفيف الضغوط وحلّ المشكلات وترتيب الملفات والأولويات وتعزيز قيم التعاون، وهي ترى أن الأمن يشكل لبلادها قضية دولة، كما أن دور المملكة في مكافحة الإرهاب والمتطرف معترف به في جميع أنحاء العالم ومنها إسبانيا.
مهمة رسمية
وسط تأزم العلاقات "المغربية – الإسبانية" في الآونة الأخيرة برز اسم كريمة بنيعيش كإحدى الشخصيات المعنية بالعمل على توضيح وجهات نظر المغرب والدفاع عن مصالحه ولتطوير أساليب تدبير الأزمات المتتالية بين البلدين، فمنذ توليها منصبها العام 2018 تعول عليها بلدها في السير على نهج السفير ابن عثمان المكناسي، الذي نجح في مهمته الدبلوماسية لدى بلاط العاهل الإسباني كارلوس الثالث في القرن الـ18، بإبرام معاهدة صلح وتجارة بين المغرب وإسبانيا، واضعا حدا لقرون من التنافر بين الدولتين، بعد أن ترجم السياسة الخارجية لبلده آنذاك مبينًا أن الجوار والتاريخ والعلاقات التجارية تحتّم على البلدين العيش في سلام ووفاق.
اقرأ أيضًا..
شبكة علاقات
دشنت بنيعيش حملة علاقات عامة مع العديد من المسؤولين الإسبان في كل المجالات، وذلك لمناقشة سبل تعزيز العلاقات بين المملكتين، فالشأن الدبلوماسي عندها مهنة وعشق ودربة، منذ أن كانت مديرة للتعاون الثقافي والعلمي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وهي تشغل منذ العام 2013 منصب نائبة رئيس اللجنة التنفيذية لمركز "شمال – جنوب" التابع لمجلس أوروبا، وهو ما انعكس على أدوارها الدبلوماسية وساعدها على تقديم لمحة واقعية عن الإصلاحات الديمقراطية التي قام بها المغرب في مختلف المجالات، وتدبير خطوات الحكم الديمقراطي وتكريس دولة الحق والقانون والجهوية المتقدمة والتنمية البشرية وحقوق الإنسان وحماية الحريات العامة والفردية وتمكين المرأة، ومنذ بداية عملها الدبلوماسي في إسبانيا وضعت بنيعيش خطة لإقناع رجال الأعمال الإسبان للاستفادة من مناخ الأعمال الملائم للغاية في المغرب، والذي أصبح مركزًا حقيقيًا على المستوى الأفريقي لتوفير فرص عمل مهمة مستفيدا من الاستقرار السياسي والاقتصادي والقانوني للمملكة والذي حظي بإصلاحات هيكلية مهمة.