سناء يونس لم تعتمد على أنوثتها وتفننت في إضحاك الجمهور.. ومؤرخ يكشف قصة زواجها السري من المليجي
الخميس 20/مايو/2021 - 01:58 م
رحلت الفنانة الكبيرة سناء يونس عن عالمنا فى مثل هذا اليوم عام 2006، بعدما ملأت حياة محبيها بهجة وسعادة وقدمت مئات الأدوار الفنية.
يؤكد المؤرخ الفني د. عمرو دوارة أن سناء يونس تجيد أداء الأدوار التراجيدية بنفس قدرتها على التألق في أداء الأدوار الكوميدية، كما تتمتع بمهارات وقدرات فنية كبيرة ومن بينها القدرة على الارتجال ومشاركة كبار النجوم في تقديم الكوميديا الراقية بعيدًا عن الابتذال والإسفاف.
يضيف : رحم الله هذه الفنانة القديرة التي نجحت في ترك بصمة فنية خاصة بها في زمن النهضة المسرحية والفن الجميل وسط كوكبة من كبار النجوم، واستطاعت بموهبتها التي صقلتها بالممارسة والخبرات أن تؤكد قدرة ومهارة الفنان الكبير الذي يستطيع بصدقه أن يحقق بصمته الشخصية والنجاح والتميز، وأن يرتبط بوجدان الجماهير حتى ولو شارك بأدوار ثانوية أو أدوار صغيرة.
يشير إلى أن "سناء يونس" لم تكن نجمة شهيرة ولكنها كانت ممثلة قديرة، خاصة وأنها لم تعتمد يوما على أنوثتها أو جمالها ولكنها اعتمدت بصفة دائمة خلال رحلتها الفنية على صدق إحساسها وقدرتها ومهارتها في التعبير عن مختلف المشاعر فاستحقت كل التقدير الذي استمر حتى بعد رحيلها.
ويوضح أن سناء يونس من مجموعة نجمات الكوميديا اللاتي تقمن بأدوار البطولة المسرحية اللاتي يقع عليهن مسئولية الإضحاك اعتمادًا على كوميديا الموقف أو مهارتهن الشخصية - وهي تعد المجموعة النادرة.
يضيف: أن سناء يونس نجحت كفنانة تميزت بأداء الأدوار الاجتماعية البسيطة، بأسلوب بعيد عن الابتذال والتصنع، كما أنها قد تألقت في تقديم الأدوار الكوميدية بصفة خاصة، فهي كوميديانة من الدرجة الأولى، ويتضح ذلك جليا من خلال أدوارها البديعة مع الفنان فؤاد المهندس، والذي ساهم كثيرا في نجاحها وتألقها وتحديد مكانتها، لدرجة أن مجموعة تعبيراتها اللاذعة (الإفيهات) بالمسرحيات قد رسخت وعلقت بذاكرة الجمهور ومن بينها بمسرحية "سك على بناتك" على سبيل المثال: “أريد خبزا وحنانا”، “وطلقني يا ابن المقفعة”، "وفجأة مسك إيدي وقال إيه بيعمل إنه بيعديني".
ويحسب لهذه الفنانة المثقفة طوال مسيرتها الفنية التزامها الفني الكبير ورقى سلوكها ومعاملاتها الشخصية، واحترامها لمهنتها ولجميع زملائها، وحرصها على تنفيذ جميع ملاحظات المخرجين بكل دقة ودأب، لذا فقد حظيت بإشادة جميع المخرجين والزملاء الذين عملت معهم، كما ظلت بحق نموذجا مشرفا للفنانة المصرية التي تعي رسالتها الفنية تجاه المجتمع، وتتفانى في أداء أدوارها، وتجتهد كثيرا في تنوعها وعدم تكرارها.
يكشف عن أنه كان للفنانة القديرة سناء يونس قصة حب كبيرة جمعتها مع الفنان العملاق محمود المليجي. فقد ارتبطت به عاطفيا أثناء مشاركتهما سويا في مسلسل “ظلال السنين” عام 1964، ثم توطدت علاقتهما ونما الحب بينهما أثناء مشاركتهما معا ببطولة مسرحية “عيب يا آنسة” عام 1974، فقررا الارتباط وتتويج حبهما بالزواج، ولكنهما اتفقا معا على عدم إعلان زواجهما حفاظا على مشاعر زوجته الأولى الفنانة القديرة علوية جميل، والتي كان يعشقها ولا يستطيع اخبارها بهذا الزواج، والتي بالفعل ظلت بالفعل على ذمته حتى وفاته. وكذلك التزمت الفنانة سناء يونس بوعدها له، وظلت حافظة للعهد حتى بعد وفاته لأكثر من عشر سنوات (حيث رحل الفنان المليجي عام 1983، في حين رحلت الفنانة علوية جميل عام 1994)، لدرجة أنها بعد وفاته ظلت ترفض الإعلان عن زواجهما ورضيت بالإبقاء على لقب “عانس السينما المصرية”، كما رفضت الميراث منه احتراما لمشاعر الفنانة علوية جميل وحفاظا للعهد الذي أخذته على نفسها بأن يظل الزواج سرا طوال حياتها.
سناء يونس من مواليد مدينة “الزقازيق” بمحافظة الشرقية في 3 مارس عام 1944، وقد حصلت على ليسانس الآداب (قسم الاجتماع) في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية. وكانت بدايتها الفنية من خلال فرق “المسرح الجامعي”، وفرقة الإسكندرية المسرحية والتي شاركت من خلالها بمسرحية “المرجيحة”.
وبعدها انطلقت فنيا من خلال فرق “التليفزيون المسرحية” منذ عام 1963، فشاركت في بعض عروض فرق: “الكوميدي”، “الجيب”، “الحديث”، و”الحكيم”، ومن أشهر مسرحياتها خلال الستينيات بفرقة “المسرح الكوميدي” مسرحية “حالة حب” (مع النجوم عبد المنعم مدبولي، فؤاد المهندس وشويكار).
ومع بداية السبعينيات انضمت إلى أسرة “مسرح الجيب” والذي أطلق عليه اسم “مسرح الطليعة” بعد ذلك، ، وقدمت بالفرقة مسرحيات: الغول، ليلى والمجنون، روميو وجانيت، كما قدمت بفرقة “مسرح الحكيم” مسرحية محاكمة عيلة ضبش، وبفرقة “المسرح القومي” مسرحية بيت العوانس، وبفرقة “المسرح الكوميدي”: الجوازة لازم تتم، وكانت آخر مسرحياتها بمسرح الطليعة الأرنب الأسود (عام 1999).
سناء يونس شاركت في عدة بطولات بمسارح القطاع الخاص نذكر منها: هاللو دوللي، مع خالص تحياتي، سك على بناتك، هالة حبيبتي، فرح عديلة، على بلاطة.
ويكفي أن نذكر للفنانة سناء يونس تألقها أمام عدد كبير من نجوم الكوميديا وفي مقدمتهم الأساتذة: فؤاد المهندس، عبد المنعم مدبولي، محمود المليجي، عبد الرحمن أبو زهرة، أسامة عباس، ممدوح وافي، وكذلك تحملها مسئولية البطولة المطلقة في عدة مسرحيات من بينها بفرق مسارح الدولة:محاكمة عيلة ضبش، روميو وجانيت، جوازة لازم تتم، جوازة لازم تتم، الأرنب الأسود، بيت العوانس وبفرق القطاع الخاص: سك على بناتك، هالة حبيبتي، مع خالص تحياتي، على بلاطة، فرح عديلة.
نجحت سناء يونس في استثمار نجاحها المسرحي بالانطلاق إلى بعض القنوات الفنية الأخرى، فشاركت في بعض الأعمال التليفزيونية المتميزة ومن بينها: شارع المواردي، الوسية، الزوجة آخر من يعلم، ضمير أبلة حكمت، كومبارس، العائلة، عريس قديم وعريس جديد، الوهم الجميل، أما مشاركتها السينمائية فقد قاربت الخمسين فيلما يذكر من بينها: الفضيحة، آخر الرجال المحترمين، جنون الشباب، دنيا الله، المصير، جواز بقرار جمهوري، كليفتي، اسكندرية نيويورك أحلام عمرنا، حرب أطاليا.
من أهم الشخصيات الدرامية التي جسدتها بالمسرح ومن بينها على سبيل المثال: شخصية الشقيقة الكبرى فوزية بمسرحية “سك على بناتك”، وشخصية “جانيت” بمسرحية “روميو وجانيت”، وشخصية مديرة ملجأ الأيتام بمسرحية “هالة حبيبتي”، وأيضا شخصية شقيقة رئيس مجلس الإدارة العانس نازك بمسرحية “مع خالص تحياتي”، وشخصية “شفاعات” التي تعمل بقصر عاصم بك بمسرحية “على بلاطة”.
الجوائز:
كان من المنطقي أن تتوج تلك المسيرة الفنية الثرية للفنانة القديرة سناء يونس بحصولها على العديد من الجوائز والدروع وبعض مظاهر التكريم، ولكن للأسف لم تحظ سوى بعدد محدود جدا من الجوائز وأيضا عدد قليل من مظاهر التكريم التي لا تتناسب أبدا مع حجم موهبتها الكبيرة، ولعل من أهم الجوائز والتكريمات التي حصلن عليها ما يلي:
- درع مهرجان “المسرح الضاحك” (الذي نظمته “الجمعية المصرية لهواة المسرح”) بدورته الثانية عام 1996.
- جائزة أفضل دور ثاني في دورة عام 1992 لمهرجان الإسكندرية السينمائي عن دورها في فيلم” الفضيحة”.
- كرمت في “مهرجان مسرح الطفل العربي” الذي أقيم بالجماهيرية الليبية عام 2002.
- تكريم خاص عن مجمل أعمالها بالمملكة الأردنية الهاشمية عام 2002.
- تكريم “المركز الكاثوليكي للسينما” عام 2003 عن مشوارها كفنانة ملتزمة بقيم وعادات المجتمع.