في ثاني أيام العيد.. زيارة المقابر تُثير جدل السيدات.. و«الإفتاء» تحسم الأمر
السبت 15/مايو/2021 - 05:42 م
في عيد الفطر، تحرص الكثير من السيدات على زيارة المقابر، لتؤنس وحدة الأموات في هذا اليوم على حد وصفهن، ولكن هذا العام ومع تحذيرات الحكومة من التجمعات تجنبًا لفيروس كورونا، انشقت النساء لمجموعتين.
زيارة المقابر تثير جدل الستات
المجموعة الأولى: أكدن على حرصهن على زيارة المقابر على دفعات تجنبًا للزحام، مبررين أن الفيروس لا ينتهي والأموات لهم الحق في الزيارة في مثل هذا اليوم، فيما كانت للمجموعة الثانية: رأيًا آخر وهو زيارة المقابر ليست في الأعياد فقط بل من العادي أن تكون الزيارة في أي وقت آخر من العام.
قالت"ج.ك" إحدى سيدات منطقة السيدة عائشة، إنها تواصل هي وجيرانها من السيدات زيارة المقابر كل عام وفي كل عيد وفي المناسبات المختلفة.
وتابعت: "اللي هياخد على كورونا مش هيخرج من البيت خالص.. ومش زيارة المقابر اللي عليها ثواب هي اللي تجيب لينا الكورونا"، مشيرة إلى أنها تحرص على ارتداء الكمامة في خروجاتها.
وأيدتها الرأي "سعاد.ن"، قائلة: إن من الصعب التخلي عن أقاربها الأموات في مثل هذا اليوم، فهي مثل غيرها من السيدات اللاتي تحرصن على زيارة الأموات في الأعياد وفي المواسم.
وحول تعليمات الحكومة بعدم التجمعات وضرورة الإلتزام بالإجراءات الاحترازية، ردت قائلة: "ياعم خليها على الله اللي مكتوبله كورونا هيجيله على سريره".
والتقطت أطراف الحديث "عنايات.ق"، قائلة إن زوجها توفي منذ 30 عامًا ومن هذا الوقت تحرص على زيارته هى والأولاد، مشيرة إلى أنه كان بمثابة الصديق والأب والأخ لها وتحرص على زيارته في المناسبات بالمقابر.
وتابعت: "سمعت من ناس كتير إن الأموات بيحسوا بالزيارات وعلشان كده بحاول أكون في المقابر في جميع المناسبات ولما بكون فاضية باجي أنا والعيال بنقضي اليوم هنا".
لا يختلف الأمر كثيرًا مع "شادية.د" التي قالت إنها تزور والدتها كل عيد من باب الوفاء بالأمهات، ضاربة تعليمات الحكومة بالتجمعات عرض الحائط، وتابعت: "ياعم كبر.. لو على التعليمات هنموت من الجوع ومش هنخرج من بيوتنا".
واستكملت حديثها بأن من حق والدتها الراحلة أن تراها في مثل هذا اليوم على حد قولها، خاصة وأنها كانت تعتز بها كثيرًا خلال رحلة حياتها.
وخالفتهم الرأي أسماء علي، قائلة، إن الوفاء للأموات ليس من الضروري بالزيارة، فيمكن من خلال تلاوة القرآن في المنزل يصل له الثواب، وزيارته في المقابر يمكن في يوم آخر وليس من الضروري يوم العيد لنكون بعيدًا عن الزحام والتكدس.
وأشارت إلى أن الأمر ليس فقط بالالتزام بتعليمات الحكومة بضرورة عدم التجمعات فحسب بل بالحفاظ على نفسها وعلى أبنائها من الفيروس اللعين.
وتابعت: "الأموات مش هيبقوا فرحانين لما نروح ليهم في الزحمة ونتصاب بكورونا ونموت ونحصلهم".
وأيدتها الرأي هويدا جمال، قائلة: إنها تحرص على زيارة المقابر ولكن في أوقات مناسبة بعيدًا عن الزحام.
وأشارت إلى أن جيرانها في منطقة أرض اللواء حريصون على زيارة المقابر في السيدة عائشة في كل مناسبة وكثيرًا ما توجه لهم النصائح بضرورة الزيارة في الأوقات المناسبة حتى لا يتعرضون للضرر الصحي فضلاً عن العقوبات القانونية.
واستكملت: "مش عارفة الناس اللي بتروح المقابر في العيد وتبقى أمم في حته متر في متر دي مش عارفين إن ده خطر عليهم.. نقول إيه جهل طبعًا".
من جانبها قالت سعاد خالد، إن زيارة المقابر صورة من صور الوفاء للأموات، ولكن لا بد الأخذ في الاعتبار الظروف الاجتماعية والضوابط خاصة في ظل تزايد أعداد الإصابة بفيروس كورونا.
اقرأ أيضًا..
الإفتاء
دعا الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الديار المصرية وأمين الفتوى بالدار، المسلمين الذين يزرون المقابر كل عام، لاتخاذ الإجراءات الاحترازية ومنع التجمعات هذا العام في ظل وباء كورونا، مشيرًا إلى أنّه يمكن لأهل المتوفي أن يكتفوا بالدعاء وقراءة القرآن له من المنزل أو من أي مكان.
وقال "عاشور" عن حُكم زيارة المقابر في ظل جائحة كورونا، أنّ الأصل في هذا الشأن أنّ الأحياء يكونوا أوفياء للأموات، ومن هنا جاءت زيارة المقابر، فقال النبي الكريم "كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها"، وكذلك لم يرد في السنة أنّ رسول ذهب للمقابر يوم العيد.
وأوضح "عاشور" أنّ زيارة المقابر في العيد أمر جائز شرعا، فمن يزور أقاربه المتوفين في العيد لا حرج فيه وليس هناك ما يمنع ذلك في الشريعة، لكن علينا أن نتخذ بالإجراءات الوقائية في ظل هذه الجائحة وما تمر به البلاد من وباء فيروس كورونا، فالحي مقدم علي الميت.