السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

عادات وتقاليد تُسبب الموت ووجع القلب

الخميس 13/مايو/2021 - 03:34 م
الكاتب الصحفي محمود
الكاتب الصحفي محمود عبد الحليم رئيس التحرير

محمود عبد الحليم يكتب: العادات والتقاليد هي موروث اجتماعي ثقافي يرثه الأبناء من الآباء ويورثونه إلى الأحفاد الذين يورثونه للأجيال التي بعدهم جيلًا بعد جيل، حتى تصير العادات والتقاليد أقوى من الدين والعلم معًا، وتستمد العادات تلك القوة من أنها ميراث الآباء، ولا يصح أن نُفرط في ميراث آبائنا حتى لو خالف ذلك الميراث العقل والمنطق.

وفي أيامنا هذه حينما نسمع عن وفاة صديق أو قريب أو حبيب بسبب الإصابة بـفيروس كورونا اللعين، نبكي علي فراقه وفجيعة الموت، ثم نجتمع لتقديم واجب العزاء؛ لأنه واجب لابد من فعله غير مُبالين بما قد يُسببه هذا التجمع من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» ، مما يزيد من احتمالية وقوع ضحايا جدد للوباء، وفقدان أحبه آخرين.

علي الرغم من التحذيرات المتكررة والتنبيهات التي لا تتوقف فإن جائحة كورونا لا تتوقف عن الانتشار كلما سنحت الفرصة لذلك الفيروس التاجي لينقض على ضحايا جدد دون رحمة وينظر المُصاب إلى السماء يمينًا ويسارًا ونظراته تُعاتبه ويردد همسًا أو بصوت مسموع له فقط «هذا ما جنيته على نفسي، التزمت بالعادات والتقاليد، وأوجعت قلب من حولي أحبتي وأصدقائي وأهلي»..، ولكنه لن يبوح بما يقول علانية لأن مخالفة العادات والتقاليد أشبه بردة مجتمعية، يُقام بسببها حد القطيعة والاستنكار.

«اسمع، احذر، التزم، ابتعد»، كم التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة والأطباء في كافة التخصصات يحذرون "يا ناس كفاية استسهال.. كفاية عدم اهتمام" ولكن لا حياة لمن تنادي وكأن الناس لا يسمعون.
 
كم صديق أُصيب ونجا وكم من حبيب أصيب ومات وترك لنا وجع القلب وآلام الفراق ، ومع ذلك مازال مسلسل الاستسهال مستمرًا، ومسلسل العادات والتقاليد مستمر أيضًا، وكأن الناس لا يسمعون ولا يفقهون، يودعون مئات الضحايا ويشاهدون الآلاف من المصابين يوميًا هم سائرون يترحمون يبكون ولكن للعادات والتقاليد حافظون.

إذا كان لك صديق أو حبيب أو قريب لا تخشى شيء، وأخبره أن كورونا يُطارد العباد، كورونا تفرق الأحباب، أصرخ بعلو صوتك احذر احترس حتى لا تصاب وتتسبب في إصابة من حولك قد يكون مناعته ضعيفة وقد تكون أنت السبب في موته..
نعم.. "ولكل أجل كتاب"، ولكن علينا الأخذ بالأسباب بلا استخفاف بلا استهتار بلا عدم اهتمام.

مرحبا بكم في النادي الدولي للموت بسبب كورونا أنظر إلى عدد الإصابات، اسمع أرقام ضحايا كورونا في العالم، تابع مواقع التواصل موتى من زهرة الشباب وفتيات في عمر الزهور وأحباب يرحلون...
هل نفعتك العادات؟، هل أنتَ مرتاح البال الآن؟، هل حققت النصر العظيم وفزت باليوبيل الذهبي عندما لم تقوم بعمل أي احتراز خشية الإصابة بـ"كورونا" اللعين؟، إنها حقًا عادات وتقاليد تُسبب الموت ووجع القلب..

نرشح لك أيضا..






ads