زينب عزت.. أسطورة العمل الاجتماعي
السبت 15/مايو/2021 - 11:17 ص
ذات صباحٍ مُشْمِس من خريف عام 1922م، دقَّ جرس الهاتف في مكتب الضابط بالجيش المصري محمد بك عزت مدير المدرسة الحربية، فرفع السماعة وارتسمت على شفتيه ابتسامة عريضة وراح يردد: "حمدًا لله.. حمدًا لله"، ثم أغلق الخط وفرد سجادة الصلاة في ركن مكتبه وأدى ركعتي شكر، ثم استدعى الضابط المناوب وعهد إليه بإدارة شئون المدرسة حتى يعود من إجازة لمدة ثلاثة أيام.
وإني سميتها زينب
ثم انطلق إلى منزله، ليستقبله أهل البيت بالتهاني والزغاريد فلم يعقّب، بل اتجه فورًا إلى غرفة زوجته وقبله بين عينيها، ثم التفت إلى قطعة من القماش الأبيض في طرف الفراش ملفوفة على مولودة صغيرة فحملها بين يديه وراح يردد الأذان في أذنها اليمنى والإقامة في أذنها اليسرى، وقال: "إني سميتها زينب"، تيمنًا باسم حفيدة رسول الله التي يرقد جثمانها في الضريح المعروف بوسط القاهرة.
خدمة المجتمع
وكبرت زينب، وبدا نبوغها مبكرًا، ولاحظ ولدها ميلها للعمل الاجتماعي فشجَّعها على الانخراط فيه، لتنضم إلى جمعية الهلال الأحمر، وتترأس جمعيات إنقاذ الطفولة ورابطة الإصلاح الاجتماعي، كذلك أنشأت وترأست جمعية الحنان للخدمة الاجتماعية وجمعية الأسر المنتجة عام ١٩٦٤، لمساعدة السيدات المحتاجات ماديا، وذلك بتدريبهن على شتى الحرف التي تدر عليهن دخلا، ومساعدتهن في تسويق منتجاتهن.
تكريمات
ونظرًا لتفانيها في العمل العام حصلت زينب على وسام الكمال ونوط الامتياز من الدرجة الأولى، بالإضافة إلى شهادة تقدير من القوات المسلحة لجهودها في حرب أكتوبر 173 كونها كانت مسئولة عن جهود الإسعاف في مستشفى القوات المسلحة بالمعادي.
وفي عام 1992 هرعت زينب ومن يساعدنها في إنقاذ منكوبي الزلزال الشهير، لتحصل بعدها على شهادة تقدير من قرينة رئيس الجمهورية ورئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر، وبقيت "زينب هانم عزت" كجندي باسل في خدمة المجتمع منذ كان عمرها 16 عامًا وحتى رحيلها عن عالمنا في عام 2016م.