نهاية سعيدة للرحلة إجبارية.. مراحل تطور الطلاق العاطفي بين الأزواج
الثلاثاء 11/مايو/2021 - 10:31 ص
أحمد رفعت
لحظات هدوء تخيم على المنزل، لوهلة تظن أن من يعيشون بهذا المنزل سعداء للغاية، منزل مكون من طابقين بأحد شوارع المعادي يعيش به زوجان ببداية الثمانينات، ولكن السنوات جعلت الطلاق المحترم يسكن بيتهما ليقسما الشقة بجدار ومدخل خاص لكل منهما حتى لايلتقيا.
تلك ليست حالاتنا الوحيدة، فالكثير من الأزواج يعيشون بتلك الطريقة، انتهت حياتهما كزوجين بمجرد أن يكبر الأبناء، ليتظاهرا بالسعادة والهدوء، ولكنهما بحقيقة الأمر تخلصا من عبء أثقل كاهلهيهما، وبحالة اليوم لم يعد التظاهر بالسعادة أمرا واجبا ولكن مع زواج الابن الأصغر والبالغ من العمر 30 عاما، صار الطلاق المحترم أمر حتمي، وبدأ الأبناء بزيارة كل واحد منهما على حدا.
«زوجين في مهمة رسمية»، هكذا وصفت السيدة «نادية» البالغة من العمر 67 عاما حالتها مع زوجها، فبعد تزويجها لبناتها لم يكن التواجد برفقة زوجها بمنزل واحد أمر حتمي على حد قولها فهي لم تكن نعيش معه سوى لتربية البنات،« في البداية استحملت عشان أجوز بناتي، وبعدها استحملت عشان كرامتهم قدام أزواجهم، ويوم ورا يوم لحد 40 سنة جواز».
لم تتخيل يوما في أحلامها أن حياتها ستنتهي بتلك الطريقة، وعلى الرغم من قامت بواجبها على أكمل وجع إلا أنها ندمت كثيرا لتخليها عن فكرة الطلاق وقتما سمح لها سنها بذلك، لتشير بأنها حاولت كثيرا إصلاح زوجها وتقبله لكنها لم تحتمل «فقدت شغفي في كل حاجة، حتى حبي واحترامي ليه، كل اللي بينا كان مصاريف البنات وقصاد ده بمثل إن كل حاجة تمام».
الدكتور محمد المهدي يشرح لهير نيوز طرق الوصول لمراحل الطلاق العاطفي بين الأزواج.
في البداية تبدأ مرحلة الخلافات والتي تتكرر بين الطرفين، بسبب تفاصيل يومية أو تربية الأبناء مثلا.
وتبدا ثاني المراحل بالألم ليصبح أي تواصل مؤلما جدا، ليبدأ بعدها الإيذاء المتبادل بشكل مباشر أو غير مباشر.
مرارة الذكريات والتي يبدأ كل طرف في تخزينها، ويبدأ الألم في التراك ليختنق الشريكين حد الموت.
وتيدا بعد ذلك الرغبة في الإنتقام، ليملأ الحقد كل طرف وتموت معها التخيلات والأمنيات، في إصابة أحدهما الآخر بأي شكل من الأشكال، ومن ثم ييأس كل طرف من العودة للحياة السابقة أو حتى الخلاص من شريكه.
يبدأ الإجهاد والاحتراق الداخلي يظهر على كلتا الطرفين، وتبدأ كل المشاعؤ داخلهما في الموت، ويتعاملان على أن لكل منهما حياته الخاصة، لتبدأ حالة الصمت الأبدى المطبق فى التواصل سبقتها حالة موات فى المشاعر.
ويشير المهدي إلى تضرر الأبناء قبل الآباء بـ«الطلاق العاطفي»، فهو بمثابة قنبلة موقوتة، مليئة بالسموم والمشاحنات، والأفضل الطلاق الرسمي والذي تسقط بعدها ذريعة الاستمرار من أجل الأبتاء.