أم حبيبة.. طلب النبي يدها من النجاشي جبرًا بخاطرها
الأحد 09/مايو/2021 - 10:24 م
قالت الواعظة بالأزهر الشريف هدير فتاح محمد أحمد، بمنطقة وعظ أسوان، الصحابية الجليلة أم حبيبة من أوائل من أسلم بمكة، هاجرت الهجرتين، الصابرة المحتسبة، التقية الورعة، كريمة الأصل والنسب.
امتلكت "أم حبيبة" الكثير من الخصال الحميدة كالشجاعة والقوة والمنطق والفصاحة، والغيرة على الدين،هي أم المؤمنين، السيدة أم حبيبة، رملة بنت أبي سفيان، صخر بن حرب بن أمية، أبوها سيد بني أمية، وأحد سادات مكة، وأمّها صفية بنت أبي العاص بن أمية، وأخواها معاوية بن أبي سفيان ويقال له (خال المؤمنين)، وعتبة بن أبي سفيان.
طلب النبي يدها من النجاشي جبرًا بخاطرها
وُلِدَت "أم حبيبة" قبل الإسلام، وتزوَّجت من عبيد الله بن جحش الأسدي، وهو ابن عمة الرسول (ﷺ) أميمة بنت عبد المطلب، وولدت له بنتًا وهي حبيبة فكانت تكنَّى بها.
وأثبتت بقوة عقيدتها وصدق إيمانها بربها، أن النساء تستطيع أن تصل إلى أرقى المنازل وأعلى الدرجات كالرجال، فقد عاشت تجربة قاسية، وتحملت الأذى والعذاب من أقرب الناس من أهلها وعشيرتها، مما اضطرها للهجرة إلى الحبشة مع زوجها تاركة خلفها دارها ووطنها، ليشعروا بالأمان ويعبدوا الله دون خوف في طمأنينة وسلام.
لكن حدث ما لم يتصور أو يكن في الحسبان فما مضى إلا القليل من استقرار عائلتها في الحبشة، وقد وقعت مفأجاة على قلبها تهدد استقرارها، وتغير مجرى حياتها، فقد أعلن زوجها ارتداده عن الإسلام وشربه للخمر حتى مات بسببها.
فحزنت السيدة أم حبيبة لذلك حزنًا شديدًا، وأصبحت وحيدة مع ابنتها في أرض غريبة ولا سبيل لعودتها لوطنها وأهلها، لكن لم يدم هذا الحال كثيرًا، فما كان من رسول الله (ﷺ) حين علم بما حدث لها، إلا أن أرسل إلى النجاشي رسولًا يطلب منه أن يزوجه أم حبيبة جبرًا بخاطرها، وتقديرًا لها بما أثبتته من قوة إيمانها وثباتها بالرغم من كل ما مرت به.
وكانت قد رأت في منامها من يناديها قائلًا: يا أم المؤمنين، فأوّلتها أن رسول الله يتزوجني، فما هو إلا أن انقضت عدّتي، حتى أتاني رسول النجاشي يستأذن الدخول عليّ، فلما علمت بأمر الزواج فرحت لذلك فرحًا كثيرًا، ووكَّلت خالد بن سعيد لإتمام عقد الزواج، وقد أصدقها النجاشي أربعمائة دينار عن سيدنا رسول الله (ﷺ)، كما أقام النجاشي وليمة جمع فيها المسلمين احتفالًا بهذا الزواج المبارك، فلم يكن في نسائه (ﷺ) من كانت أبعد منه حين تزوجها، وكان هذا الزواج في السنة السابعة للهجرة، وكان عمرها يومئذ ستة وثلاثون سنة.
وقد لقيت ربها (رضي الله عنها) سنة أربع وأربعين للهجرة، وكانت قد بلغت من العمر اثنان وسبعون سنة، ودُفنت بالبقيع، رحم الله السيدة أم حبيبة ورضي عنها وأرضاها، وجعل الفردوس الأعلى من الجنان مأواها.