الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

في ذكرى ميلادها.. ماجدة صباحي أيقونة الحرية على شاشة السينما

الخميس 06/مايو/2021 - 03:00 م
الفنانة ماجدة الصباحي
الفنانة ماجدة الصباحي

يوافق اليوم الخميس 6 مايو، ذكرى ميلاد الفنانة ماجدة الصباحي، التي رحلت عن عالمنا في 16 يناير عام 2020، تاركةً رصيدًا من الأعمال الفنية، منحتنا الحب وأعطت الفن والسينما بلا حدود لتظل حاضرة بأعمالها العظيمة الخالدة.. يطلق عليها الدلوعة لملامحها الجذابة ونبرة صوتها وأدائها التمثيلي المتفرد.

قدمت أدوار عديدة جسدت من خلالها المرأة المصرية فهى الأخت الكبرى العاقلة المضحية فى فيلم «بنات اليوم»، وهى نعمت الفلاحة البسيطة فى فيلم النداهة، وهى المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد فى فيلم جميلة، وهى نعيمة بائعة الجرائد التى يحفظ الجميع طريقتها وهى تنادى على بضاعتها «أخبار أهرام جمهورية» فى فيلم «بياعة الجرايد»، وهى الصحفية التى تكتب عن الحرب والجنود والاعتداءات الصهيونية فى فيلم «العمر لحظة»، فضلا عن أدوارها الدينية الشهيرة، فهى حبيبة التى دخلت الإسلام وتحملت التعذيب حتى فقدت بصرها فى فيلم هجرة الرسول، وجميلة فى فيلم انتصار الإسلام، وهند الخولانية زوجة بلال مؤذن الرسول فى فيلم «بلال».
في لقاء قديم للفنانة ماجدة، مع الإعلامية مها الشيمي، في برنامج «عدسات زووم»، أكدت أن العائلات الكبيرة زمان مكنش مستحب لأولادهم يدخلوهم مجال الفن وقتها موضحة أنها كانت من عائلة لها تاريخ في الأحداث الوطنية.

فهى تنتمى لعائلة الصباحى المعروفة بمحافظة المنوفية والتى تمتلك العديد من الأملاك بقرية مصطاى التابعة لمركز قويسنا، وكان والدها من كبار موظفى وزارة المواصلات، واسمها الحقيقى عفاف على كامل أحمد عبدالرحمن الصباحى ودرست فى المدارس الفرنسية.

علقة بسبب أول فيلم

شاهدها المخرج سيف الدين شوكت وهي طالبة بمدرسة الراهبات ووجد فيها مواصفات الفتاة التى يبحث عنها لتقوم ببطولة فيلم «الناصح» عام 1949 أمام إسماعيل ياسين، وافقت الفتاة دون أن تخبر أسرتها وصورت الفيلم سرا وفى مواعيد المدرسة.

لكن الصحافة كشفت أمرها وجاء عنوان روز اليوسف:انتظروا بنت أحد كبار موظفى الدولة تقوم ببطولة فيلم سينمائى »، وانكشفت الحكاية لتنقلب حياتها رأسًا علي عقب ولقنها شقيقها طالب كلية الشرطة علقة ساخنة وكاد والدها أن يقتلها لولا تدخل الأم التي أنقذتها ورفعت الأسرة دعوى قضائية على الفيلم ومنتجه يتهمونه باستغلال فتاة قاصر، وتم وقف عرض الفيلم بقرار من النيابة، حتى توسل المخرج للأب ليتنازل عن القضية ويوافق على عرض الفيلم لأنه سيخسر كل أمواله، وبعد عناء وافق الأب بشروط صارمة، وتم عرض الفيلم ونجح نجاحا كبيرا.

تزوجت ماجدة عام 1963 من الفنان إيهاب نافع الذى كان يعمل طيارا بالرئاسة وشاركها بطولة عدد من أفلامها وأنجبت منه ابنتها الوحيدة غادة، وخلال مسيرتها الفنية الطويلة قدمت ماجدة مسلسلا واحدا هو « قصيرة الحياة»، إخراج نور الدمرداش وشاركها البطولة صلاح ذو الفقار.

تأثير فيلم المراهقات في الرأي العام

فيلم «المراهقات» كان له تأثيره الكبير على الرأي العام منذ عرضه عام 1960، لأنه تبنى قضية من أهم القضايا، وهي التربية ونشأة البيت، والفرق بين البنت والولد، واستمر الفيلم في العرض لمدة 20 أسبوعًا، وهو ما يعتبر حدث كبير، وأضافت: «في الستينيات، لو في فيلم اتعرض 20 أسبوع، كان حدث محصلش».

وحتى اليوم لا يزال البعض يتذكر «ندى» بطلة فيلم المراهقات، التى جسدت لأول مرة مشكلات الفتاة المراهقة على شاشة السينما، أو«علية» الطالبة اليتيمة التى تحاول التمرد على طفولتها وعلى سيطرة والدتها بالموافقة على الزواج من «عمو عزيز» الرجل المسن.

بدأت نجومية ماجدة مبكرًا وأطلق عليها لقب عذراء الشاشة، وظلت طوال 5 سنوات لا تذهب إلى التصوير إلا بمرافقة أحد أفراد أسرتها ومع اتجاهها للإنتاج خرج للنور عدد من الأفلام الوطنية والدينية، وقالت إنها خاضت هذه التجارب المهمة للتاريخ والوطن والفن، ومنها فيلم «العمر لحظة» الذى تحدث عن فترة النكسة وجرائم إسرائيل وحرب أكتوبر، وأفلام دينية ومنها: هجرة الرسول، وعظماء الإسلام، وكان من أهم الأفلام التى أنتجتها ماجدة فيلم «جميلة»، الذى تحدث عن بطولة المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد وسلط الأضواء على ممارسات الاحتلال الفرنسى فى الجزائر.

حكت ماجدة الصباحى عن قصة إنتاجها لهذا الفيلم، بعد أن لفت انتباهها تداول الصحف لقضية البطلة جميلة بوحيرد، فجازفت وقررت عام 1958 إنتاج فيلم وطنى وتاريخى عنها وقصت شعرها ورفضت الاستعانة بباروكة خلال تمثيل الفيلم، وهددها شبح الإفلاس ولكنها أصرت على استكمال الفيلم واقترضت من البنوك ليخرج بأحسن صورة، وجابت به دول العالم لتعريف الشعوب بالقضية الجزائرية ومأساة جميلة التى كانت تنتظر تنفيذ حكم الإعدام، وأحدث الفيلم ضجة عالمية وقامت المظاهرات فى كل السينمات التى عرض بها فى العالم تضامنا مع الجزائر وللمطالبة بحرية جميلة.

وأثار الفيلم غضب فرنسا، واحتجت لدى الدول التى عرضت الفيلم ومنها روسيا، وبسبب ضغط الرأى العام العالمى تراجعت فرنسا عن إعدام جميلة وكتب الشعراء عن البطلة الجزائرية ما يقرب من 70 قصيدة أبرزها ما كتبه الشاعر نزار قبانى بعد مشاهدته للفيلم.

وأكدت ماجدة أنها تعرضت لمحاولات اغتيال فى بيروت من بعض المتعصبين الفرنسيين بسبب الفيلم، الذى قال عنه الفيلسوف الفرنسى جان بول سارتر: «بسبب هذا الفيلم جُسد أمامى حجم الجرم الذى ارتكبناه فى حق الإنسانية، إن هذه الممثلة الصغيرة الكبيرة أسقطت منى الدموع وأنستنى جنسيتى».

وخلال عرض الفيلم فى العاصمة الروسية موسكو، نظم الاتحاد النسائى السوفيتى حفل استقبال للفنانة ماجدة والمخرج يوسف شاهين.
وأدت اللجنة العليا للجزائر وأحمد بن بلة الذى أصبح بعدها رئيسا للجزائر التحية العسكرية عندما شاهدوا الفيلم، وتلقت ماجدة دعوة لزيارة الجزائر بعد تحريرها، وتم استقبالها استقبالا مهيبا، والتقت بالفدائيات الجزائريات، وأقامت كل الوزارات احتفالات عرفانا بدورها، وتم منحها درع المجاهدين الجزائريين.

وتوقفت ماجدة عن الإنتاج، وأغلقت مكتبها وشركتها لمدة 10 سنوات كاملة، بسبب الخسائر الجسيمة التى تعرضت لها.

ads