الكاتبة الصحفية مني رجب تكتب : أدوار مهمة لحماية بنات مصر
من أهم القرارات التى سيذكرها التاريخ للرئيس عبد الفتاح السيسى أنه وعد فأوفى بدعم المرأة المصرية، فبالإضافة الى كل ما لقيته من دعم ورعاية فإنه قد صدق مؤخرا على واحدة من اهم القوانين التى كنا نطالب بها، وذلك بتغليظ عقوبه ختان الاناث. وأتوقف هنا لأوضح اهمية المادة التى تم تعديلها حيث إنه تم تغليظ عقوبة الطبيب، او من يزاول عملية ختان الاناث بالسجن المشدد لمده ٥سنوات.. وتزيد الى ١٠سنوات اذا ما تسبب عنها عاهة مستديمة و١٥عاما اذا نتج عن العملية الوفاة وغلق المنشأة تماما مما سيحدث نوعا من الردع لكل من يقومون بإجراء العملية ثم يفلتون من العقاب.. فلقد كانت ممارسة ختان الاناث فى بلدنا سيفا مسلطا على البنات، وكانت تعنى ذبح واقتطاع جزء من جسد البنت مما يجعلها تعانى آلاما نفسية وجسدية وصحية طوال حياتها..ولقد كانت من بين الممارسات الوحشية التى طالبت بتغليظ العقوبة فيها وبتغليظ عقوبة الختان للأب او الأم اللذين يقرران إجراء هذه الممارسة المؤلمة للبنت ولمن قام بإجرائها سواء اكان طبيبا او حلاق صحة او داية كما يحدث فى القرى والنجوع المصرية .. وكانت أبشع جريمة وقعت مؤخرا لـ ٣ بنات حيث قام الأب بخداع بناته بزعم تلقيحهن ضد فيروس كورونا، بينما كان على اتفاق مع طبيب على تقييد البنات وإجراء عملية ختان لهن وقام الطبيب بتخديرهن ولما أفاقت البنات اكتشفن أنهن يعانين من آلام مبرحة وقمن بالاتصال بوالدتهن المطلقة من الاب، فقامت الام بالإبلاغ عنه. والعقوبة السابقة قبل تعديل القانون لم تكن كافية لإحداث الردع المطلوب ..وكان الطبيب عادة ما كان يهرب منها مدعيا انه قد أجرى الختان بسبب تشوه فى الأعضاء التناسلية للبنت والختان ايضا تسبب فى وفاة بنات مصريات كثيرات ونحن لا نزال فى حاجة الى عدة خطوات واجراءات اخرى بعد تغليظ العقوبة للقضاء على هذه الجريمة المروعة. إننا فى حاجة الى تغيير فى العقليات التى تروج لهذه الممارسة على أنها من تعاليم الدين الاسلامى ..او المسيحى وهى ليست كذلك بل هى عادة إفريقية قادمة من إفريقيا.
وأعتقد ان هناك عدة ادوار مهمة لمؤسسات الدولة ..فهناك دور مهم لابد ان تقوم به وزارة الأوقاف من خلال التوعية فى المساجد والجوامع والزوايا المنتشرة فى القرى والنجوع وتحت العمارات فى القاهرة والتى تبث افكارا متطرفة وفتاوى متشددة من كل لون وشكل ضد النساء والبنات ولابد من فتوى من الأزهر بتصحيح المفاهيم الخاطئة.. بخصوص البنات خاصة بشأن الختان، ولابد لنا من إصدار فتوى لمفتى الجمهورية برفع الأذى عن البنات واحترام حقوقهن، وان عفة البنت والسيدة تكمن فى عقلها، وليس فى جزء من جسدها..وضرورة احترام جسد الفتاة المصرية وتجريم المساس به باى شكل من الاشكال المهينة أوالمسيئة لها ..وهناك دور مهم لاجهزة الاعلام والصحافة وقادة الرأى بنشر الوعى بين الأسر المصرية بأهمية احترام كيان المرأة والبنت المصرية وجسدها منذ ميلادها ومنع اى شكل من اشكال الممارسات الضارة بها ..ومن الضرورى ان تساعد المدارس فى التوعية باحترام جسد البنت واحترام وجودها فى اى مكان واى موقع.. وأناشد كل ام مصرية بان تعى بان التربية للبنت تكون بالإقناع وببث القيم النبيلة لديها منذ الصغر، وبان العفة تكون فى العقل وليس فى الجسد. إننا فى مرحلة نريد فيها تغيير المفاهيم المتشددة والمتطرفة التى تعوق تقدمنا كمجتمع متحضر، وهذا سيتم بتكاتف الجميع وبتعاون الآباء والأمهات وبنشر مفاهيم الاستنارة والعدالة والمساواة فى المعاملة بين البنت والولد منذ الصغر .. ونبذ أفكار التطرف والتشدد. والعنف ضد البنات وردع أصحاب الفتاوى الدينية المتطرفة والخاطئة والمسيئة للمرأة والبنت المصرية.وفى تقديرى ان مفتاح تقدم بلدنا يبدأ بأن نرسى ونغرس مبدأ احترام البنت والمرأة فى البيت المصرى اولا ..وان يكون هذا المبدأ مطبقا فى كل موقع وفى كل مكان فى بلدنا ..ومن يخالفه لابد ان يجد نفسه امام عقوبة رادعة وغليظة.
الأهرام