بلقيس.. السياسية العاقلة
الثلاثاء 04/مايو/2021 - 11:22 ص
سمر دسوقي
كرم الإسلام المرأة وأعطاها مرتبة عالية من الكرامة الإنسانية حيث ساوى بينها وبين الرجل في التكليف بالعقائد والشرائع وفي الجزاء والثواب، وبالرغم من أن لها بعض الخصوصيات التي تختلف بها عن الرجل حيث أن الغاية منه هذا الاختلاف هو إقامة الحياة.
وفي هذا السياق تستكمل الدكتورة حنان مختار الواعظة بوزارة الأوقاف والحاصلة على الدكتوراه في الفقه الإسلامي عرض حلقات "هي" للتعرف على النماذج الإيجابية للسيدات في كافة المجالات.
وتتناول اليوم نموذجًا للسياسية المفكرة فتقول: إن المرأة تقوم بما يقوم به الرجل من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد جمع الله عز وجل بينهما بقوله: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ». التوبة 71
ومنذ بداية العقد العالمي للمرأة وحتى مؤتمر بكين عام 1996 ازداد الاهتمام بقضيّة تمكين المرأة، وإتاحة الفرصة لها لممارسة دورها بفعاليّة مثل الرجل، والمساهمة في صنع القرار في مختلف مجالات الحياة الثقافيّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة. وقد أولت العديد من المنظمات والهيئات والدول الاهتمام بهذا المجال.
ومن النماذج النسائية التي كان لها أثر في صنع التاريخ السياسي بلقيس ملكة سبأ.
روي أن بلقيس كانت امرأة عاقلة لبيبة، وسبرت أغوار الناس ولم تغتر بما أبداه جيشها ورجالها من القوة والبأس، وحسن النظام، وكمال الطاعة. وكانت تعرف أن سليمان لو كان نبيا لترفع عن أخذ الهدية ولو كان ملكا لأخذها.
وقال ابن عباس – رضي الله عنه -: قالت لقومها: إن قبل الهدية فهو ملك فقاتلوه، وإن لم يقبلها فهو نبي فاتبعوه. وهذا من أقوى الأدلة علي رجاحة عقلها حيث أمرت قومها باتباعه إن كان نبيا، فكانت مشورتها مع قومها سببا لنجاتها ونجاة قومها.فحفظت شعبها سياسيًا ودعويًا بقرارها الصائب القائم على المشورة. وهي قاعدة من قواعد بناء الدول وإنمائها.
اقرأ أيضًا..
شيخ الأزهر: مهموم بموروثات تُلحقُ بالمرأة الكثيرَ من الظُّلمِ
قصة إسلامها
ولما تفقد النَّبي سليمان -عليه السلام- الحيوانات لم يجد الهدهد فغضب غضبًا شديدًا لغيابه بدون مبرر، وأقسم أنَّه سيذيقه العذاب إن لم يأته بحجة غيابٍ مقنعة، وعندما جاء الهدهد ألقى للنَّبي سليمان حجة غياب لفتت انتباهه وهي إخباره بشرك أحد الأقوام، ولأن النَّبي سليمان -عليه السلام- كان يكره الشَّرك بدأ الهدهد يحدِّثه عن الملكة بلقيس وعبادتها للشَّمس مع قومها، قال تعالى على لسان الهدهد: {فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ}النمل 22. فأرسل سليمان -عليه السلام- كتابًا إلى بلقيس يدعوها فيه إلى وحدانية الله، فأرسلت له الهدايا العظيمة، فردَّ النَّبي هداياها وبدأ بتجهيز جيش ليردَّها عن الشرك، فعند ذلك أسلمت بلقيس مع سليمان -عليه السلام- ولكنَّها لم تسلم خوفًا من الحرب وإنَّما إذعانًا منها لتوحيد الله رب العالمين.