«يوم النايلون».. قصة أول جوارب نسائية من الكربون والأكسجين
الأحد 02/مايو/2021 - 11:24 ص
في مايو عام 1940، شهدت أكبر المراكز التجارية حول العالم زحامًا شديدًا، حيث تزاحمت نساء الطبقات الأرستقراطية لشراء أول دفعة من "جوارب النايلون" في تاريخ، والتي اعتمدت شركة "دو بونت" الأمريكية على حملة إعلامية استمرت عامًا كاملًا منذ عرضت أولى النماذج من إنتاجها في معرض نيويورك الدولي عام 1939م.
سلعة جديدة ودعاية ضخمة
كان للدعاية الضخمة التي اتبعتها الشركة وقتها تأثير واضح حيث سارعت النساء على المراكز التجارية لمحاولة اقتناء السلعة الجديدة "قبل نفاد الكمية"، ليسجل التاريخ يوم 15 مايو 1940، باسم "يوم النايلون"، حيث حدثت اضطرابات في المراكز التجارية العالمية، نظرا للإقبال الشديد وهو الأمر الذي استدعى تدخل الشرطة في كثير من الحالات لتنظيم الجمهور.
الأسطورة كاروزرس
"خيط رفيع لحياة أفضل"، كان الشعار الذي اختارته أسطورة صناعة الجوارب "والاس هيوم كاروزرس"، مدير أبحاث دو بونت، والتي تعد صاحبة أول ابتكار للجوارب الحريرية المصنوعة من ألياف صناعية من الكربون والهيدروجين والأكسجين، وبينما كانت تحلم كل النساء بارتداء جوارب حريرية حقيقية، ولكنها كانت باهظة الثمن للغاية، كان النايلون بديلا اقتصاديا علاوة على كونه أكثر مرونة ويعيش لفترة أطول، وهو ثابت على الجسم وسهل الغسيل، بالإضافة إلى عامل بالغ الأهمية يتمثل في أنه يجعل السيقان تتألق أكثر جمالا.
شكل الدعاية
وتنوعت أشكال الدعاية التي بدأتها الشركة بين نموذج لساق نسائية مرتدية جورب من النايلون محلقة في الهواء على ارتفاع عشرات الأمتار، أو لسيدتين تتظاهران بجذب طرفي جورب من النايلون في إحدى الأسواق التجارية لتتأكدا من قوة ومتانة المنتج وجودته، وقد حققت هذه الحملة النتائج المرجوة منها بقوة.
اقرأ أيضا.. كلام الستات في الجروبات: إيه أنواع الـ "لانجيري اللي الراجل بيحبها"
المنافس الألماني
ولم يلبث الكيميائي الألماني بول شلاك، أن نجح في تطوير ألياف تكاد تكون مماثلة لألياف النايلون الأمريكية لصالح شركة "آي. جي. فاربن"، أطلق عليها اسم "البرلون"، لتصبح الشركتان في مواجهة محتدمة كادت ان تصل إلى حد النزاع القانوني حول حقوق الملكية، لكنهما استطاعا التغلب على تلك المشكلة بالتفاهم حيث اتفقا على حقوق تقاسم الاستخدام وتقاسم الأسواق، وربحت الشركتان أموالا طائلة من بيع الجوارب، ولكن الأوقات السعيدة لا تدوم طويلا. فسرعان ما اندلعت الحرب، وتم توجيه إنتاج النايلون والبرلون بشكل حصري لصناعة الحرب من أجل إنتاج مظلات وخيام ميدانية أو حبال للجنود.
"الكولون" التطور الطبيعي للجوارب النسائية
وفي حقبة الستينيات، عندما انتشرت موضة التنانير القصيرة اعتادت النساء ارتداء نوع آخر من الجوارب الطويلة “الكولون” وهو عبارة عن سروال داخلي خفيف ينتهي بجورب من نفس الخامة، لينتهي عهد الجوارب التي كانت تعقد أطرافها بشرائط مطاطية لضمان تثبيتها وعدم انزلاقها، وبمرور الوقت أصبحت ألياف النايلون الصناعية تدخل بصفة عامة في الكثير من تصميمات الأزياء، منها القمصان النايلون التي عبّرت خلال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عن الإيمان المطلق بالتقدم والتطور وكانت أزياء عملية للغاية، لكن تبيّن بمرور الوقت أن استخدامها لفترات طويلة وخصوصا في فصل الصيف يتسبب في التعرّق بشكل غزير مما ينتج عنه روائح نفاذة.
عودة قوية
واستعاد النايلون قوته في الثمانينيات، ولكن هذه المرة لم يكن عن طريق السيقان النسائية، بل في الظهر، بفضل ابتكار حقيبة الظهر السوداء التي صممتها ميوتشيا برادا، المليارديرة الإيطالية مؤسسة علامة برادا، وبقيت في تطور مستمر حتى دخلت في العديد من تصميمات الأزياء خلال السنوات الثلاث الأخيرة.