شاعرة بـ 3 لغات.. «عائشة التيمورية» ابنة الوزير التي عارضت قاسم أمين
السبت 01/مايو/2021 - 11:59 ص
"بُشراكِ يا مِصر عَم الفَيض فَاِبتَهِجي وَزالَ ما بِك من إثم وَمن حرج وَساعَدَتك الأماني بَعد ما اِمتَنَعت حينا وَحقق أَمر لِلصَّلاح رجى تيجان بِمَن الصَفا أَضحَت تكللها يَدُ السُرور بِفَوزِ دائِم بَهج"، بهذه الأبيات رحت تشدو لتهنيء مصر أرضًا وشعبًا بفيضان النيل العظيم، لتُعد واحدة من أعظم القصائد الوطنية في ديوان الشعر العربي.
درب سعادة
في منطقة درب سعادة بحي الدرب الأحمر وسط القاهرة، ولدت عائشة عصمت ابنة إسماعيل باشا بن محمد كاشف تيمور، رئيس القلم الإفرنجي للديوان الخديوي في عهد الخديوي إسماعيل، وهو المسمى القديم لمنصب "وزير الخارجية"، قبل أن يصبح رئيسًا عامًا للديوان، وهي أخت غير شقيقة للأديب المعروف أحمد تيمور.
إقرأ أيضا.. في ذكرى ميلاده.. 7 فوائد عادت على المرأة من قاسم أمين
نشأة ارستقراطية
على غير عادة البنات اللائي ولدن لأسرٍ أرستقراطية، ورثت عائشة عن والدها ثقافته وسعة اطلاعه وشغفه بالأدب العربي، على الرغم من معارضة والدتها ماهيتاب هانم، التي كانت تتطلع لتنشئة ابنتها مدللة كبقية بنات الطبقة الأرستقراطية، لكن والدها الذي لمس لديها من البداية نواة الأديبة، فتفهم طباعها وأحضر لها والدها أستاذين أحدهما لتعليم اللغة الفارسية والآخر للعلوم العربية.
طبيعة مغايرة
كانت والدتها تأتي إليها بأدوات النسج والتطريز، كي تتعلم مثل كل بنات طبقتها في سن ما قبل الزواج، لكنها كانت تفر من ذلك وتجد متعتها في الاستماع لصرير القلم في القرطاس ولكما شرعت والدتها في تعنيفها لا تزداد إلا نفورا، ففطن الأب إلى ميول ابنته الإبداعية، فقال للأم "دعي هذه الطفلة للقرطاس والقلم، واحذري أن تكثري من الكسر في قلب هذه الصغيرة".
زواجها
عندما بلغت الرابعة عشرة من عمرها، زفوها زوجةً إلى محمد بك توفيق الإسلامبولي، لتواصل في كنفه حياة الأدب واللغة، فدرست حتى ألمّت بثلاث لغاتٍ حية، وتشربت علم العروض حتى أتقنت نظم الشعر باللغة العربية، كما أتقنت اللغتين التركية، والفارسية، وقد تولت عائشة تعليم أخيها أحمد تيمور، ليصبح بعد ذلك واحدا من رواد النهضة الأدبية في العالم العربي، وعرفت طريق النشر في الصحف، فكانت تنشر قصائدها ومقالاتها في جريدة المؤيد، وكثيرًا ما عارضت دعوة الرائد قاسم أمين، على صفحات المؤيد ما جعل من مقالاتها مثار جدل.
قصيدة رثاء عمرها 7 سنوات
فقدت عائشة ابنتها توحيدة التي توفيت في سن الثانية عشرة، وظلت سبع سنين ترثيها حتى ضعف بصرها وأصيبت بالرمد فانقطعت عن الشعر والأدب، فرثتها بعدة قصائد منها "بنتاه يا كبدي ولوعة مهجتي"، وكان هذا الحادث الأليم عميق الأثر في نفس عائشة حيث ظلت 7 سنوات بعد وفاة ابنتها في حزن دائم وبكاء لا ينقطع، وأحرقت في ظل الفاجعة أشعارها كلها إلا القليل.
وفاتها
في سنة 1898 أصيبت بمرض في المخ واستمر المرض أربع سنوات حتى توفيت في 2 مايو سنة 1902، مخلفةً وراءها إرثًا إبداعيًا تمثل في ديوان "حلية الطراز" باللغة العربية، وآخر بالفارسية، ورسالة في الأدب بعنوان "نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال"، بالإضافة إلى رواية لم يمهلها القدر لاستكمالها بعنوان "اللقا بعد الشتات".
.